بحث متقدم
الزيارة
4244
محدثة عن: 2017/12/31
خلاصة السؤال
هل تعتبر زیارة الناحیة معتبرة من حیث السند؟ کیف نوجه بعض فقراتها التی تدل علی نشر شعور حریم آل البیت (ع)؟
السؤال
ورد فی بعض الکتب ما یعرف بزیارة الناحیة و هی زیارة متداولة کثیراً علی ألسنة الخطباء، هل هذه الزیارة معتبرة من حیث السند و علی فرض الاعتبار کیف نوجه بعض فقراتها کـ (ناشرات الشعور ..)؟
الجواب الإجمالي
کل ما یمکن قوله فی سند زیارة الناحیة المقدسة هو أن هذه الزیارة منسوبة للإمام الحجة (عج) فی بعض الکتب "کالمزار الکبیر" لإبن المشهدی؛ أما سندها فهی ککثیر من التواقیع الشریفة المنسوبة للإمام المهدی (عج) التی لا مجال لإجراء التحقیق السندی المتداول فی الأحادیث الأخری علیها.
راجع المزید من الاطلاع: جواب السؤال 4152 (زیارة الناحیة)
أما عبارة "خرجن من الخدور ناشرات الشعور"[1] فلا یمکن أن تدل بمفردها علی عدم قبول الزیارة و اعتبارها؛ و ذلک لاحتمالها لعدة تفاسیر:
  1. إن خروج النساء من الخیام ناشرات الشعور؛ لا یلزم رؤیة غیر المحارم لهم؛ و ذلک للأسباب التالیة:
أولاً: توجد هناک مسافات و موانع بین الخیام.
ثانیاً: توجد مسافة واسعة بین الخیام و میدان الحرب.
2- من المحتمل أن تکون هذه الجملة متعلقة بأکثر النساء لا کلهم، إذ لا یمکن أن یُعمل بأن السیدة زینب (ع) و السیدة سکینة ممن قد نشرن شعورهن أیضاً.
  1. من الممکن أن تکون هذه الحالة، خارجة عن اختیارهن، و إن شدة المصیبة کانت بحیث یمکن أن توجه معها خروجهن عن حالة الاختیار –لا أقل لغیر السیدة زینب و السیدة سکینة (س)-
علینا أن لا ننظر لهذا الموضوع بحساسیة شدیدة. فالحجاب واجب فی الأوقات الاختیاریة، و ردود الفعل هذه غیر الواعیة لا تدل علی عدم الحجاب و قد حصل فی التاریخ کثیراً –حتی فی حضور المعصومین (ع)- و لم یوجه المعصوم توبیخاً للنساء علی ذلک، بل قام بتطیب خاطرهم. نشیر إلی مورد واحد حصل فی غزوة اُحد فقد روی فی کتاب الکافی:
" ... حتی هجم علیهم النبی (ص) و نساء الأنصار فی أفنیتهم علی أبواب دُورهم و خرج الرجال إلیه یلوذون به و یثوبون إلیه و نساء الأنصار قد خدشنَ الوجوه و نشرن الشعور و جززن النّواصی و خرقن الجیوب و حَزمن البطون علی النبی (ص) فلما رأینه قال لهنّ خیراً و أمرهنّ أن یستترن و یدخلن منازلهن  ...". [2]
  1. إن هذه الطریقة، کانت مألوفة بین العرب و تعد من جملة عاداتهم و تقالیدهم؛ إن نساء العرب عندما یصبن بمصیبة یقدمن علی هذا العمل لإظهار شدة المصیبة، فشعر المرأة علی رغم کونه مظهر جمالها و حسنها لکنها عند المصیبة تنشره بل و حتی تقصه للإقصاح عن شدة المصیبة. و علیه فنساء أهل البیت (ع) قد فعلوا هذا الفعل بعیداً عن أعین الرجال لنفس السبب. و لا إشکال فی هذا الفعل إذا لم یدل علی ضعفهم، بل لم یکن إلا لمجرد بیان عظم المصیبة.
 

[1] إبن المشهدی، محمد بن جعفر، المزار الکبیر، المحقق، المصحح، قیومی الاصفهانی، جواد، ص 504، قم، مکتب النشر الإسلامی، الطبعة الأولی.
[2] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 8، ص 321-322، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279421 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257169 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128118 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113185 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88976 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59796 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56843 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49697 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...