بحث متقدم
الزيارة
9652
محدثة عن: 2011/07/21
خلاصة السؤال
هل کان للإمام الحسین (ع) بنت باسم رقیة أو سکینة فارقت الدنیا فی دمشق فی سن الثالثة أو الرابعة؟
السؤال
هل کان للإمام الحسین (ع) بنت باسم رقیة أو سکینة فارقت الدنیا فی دمشق فی سن الثالثة أو الرابعة؟
بحدود معرفتی أن هذا المطلب لا یمکن العثور علیه فی مصدر «کالإرشاد بعنوان المثال»، و حتى أول راوٍ لهذه القضیة عماد الدین الطبری صاحب کتاب «کامل البهائی» فإنه أورد المسألة بشکل مبهم دون الإشارة إلى اسم هذه الطفلة الصغیرة، (و لو فرضنا أن هذا الراوی ثقة فی نفسه، فلماذا لم نجد هذا الوثوق فی سلسلة الرواة) و من جهة أخرى نجد فی العدید من المصادر من قبیل: الطبقات الکبرى و.... عنوان، سکینة بنت الحسین (ع) أخذت نصیبها الکافی فی هذه الحیاة الدنیا حتى أنها أنجبت أولاداً. و قد عجبت حین قرأت هذه المسألة، فهل تعتقدون بوجود شواهد کافیة وافیة تؤید وجود هذه البنت الصغیرة عند الإمام؟
الجواب الإجمالي

مع أن الکثیر من المؤرخین لم یشیروا فی کتبهم إلى وجود طفلة للإمام الحسین (ع) باسم رقیة أو فاطمة الصغرى أو أی اسم آخر، و لکن وردت قصة هذه الطفلة الصغیرة فی بعض الکتب التی شرحت حالتها المؤلمة فی خرابة الشام.

حیث یوجد عدد من الشواهد فی بعض کتب الروایة و کتب التاریخ تدل على هذا المطلب نشیر إلى اثنین منها على سبیل المثال.

الشاهد الأول: عندما تحدثت زینب(س) مع رأس أخیها الحسین فی الکوفة أنشدت أشعاراً جاء فی ضمنها: «یا أخی فاطم الصغیرة کلمها فقد کاد قلبها أن یذوبا».

الشاهد الثانی: عندما واجه الإمام الحسین (ع) الشمر فی آخر لحظات حیاته  نادى یا سُکیَْةُ یا فاطمةُ یا زینبُ یا أُمَّ کلْثُومٍ علیکُنَّ مِنِّی السَّلَامُ. وفی روایة (الملهوف على قتلى الطفوف) یار قیة.

و علیه هناک الکثیر من الکتب التی ذکرت سکینة بنت الإمام الحسین (ع) و یستفاد من هذه الروایات أیضاً أنه کانت باسم سکینة بلغت سن الزواج قبل حادثة کربلاء.

یقول الشیخ المفید: من جملة بنات الامام الحسین (ع) سکینة أمّها الرباب.

وقال الشیخ الطوسی: کان عمر سکینة یوم عاشوراء عشر سنین.

وهناک الکثیر من الکتب التی تعرضت لذکر سکینة بنت الحسین (ع).

و النتیجة المحصلة من مجموع هذه المطالب أنه توجد بنت صغیرة للإمام الحسین (ع) باسم «رقیة أو فاطمة» استشهدت فی خرابة الشام إلى جانب رأس أبیها و هذه غیر سکینة التی عاشت بعد شهادة أبیها.

الجواب التفصيلي

الکثیر من المؤرخین و أرباب المقاتل یشیرون لبنتین للإمام الحسین (ع) باسم فاطمة و سکینة عندما یذکرون أولاد الحسین (ع)[1]. و بعضهم یضیف اسم زینب إلیهما[2]. و بعض یذکر تفصیل قصة الطفلة الصغیرة المؤلمة و ما جرى لها فی خربة الشام[3]. و أکثر هؤلاء الکتاب و المؤلفین ینقلون هذه المطالب و الحوادث عن کتاب «کامل البهائی» الذی یرجع زمن تألیفه إلى القرن السابع الهجری.

کما أنه توجد شواهد على هذا المطلب فی بعض المصادر الروائیة و التاریخیة، نشیر إلى واحد منها بعنوان المثال: عندما کانت زینب (س) تتحدث مع رأس أخیها الإمام الحسین (ع) أنشدت بعض الأشعار قالت فی ضمنها: «یا أخی فاطم الصغیرة کلمها فقد کاد قلبها أن یذوبا»[4] و هذا یدل على وجود طفلة صغیرة بهذا الاسم کانت متألمة لفراق أبیها الحسین (ع).

للاطلاع یراجع الموضوع رقیة بنت الإمام الحسین رقم 7235 (الموقع 7318) و بالرجوع للتحقیق فی الکتب التاریخیة و المقاتل نجد أن المؤرخین السنة و الشیعة یثبتون وجود بنت للإمام الحسین (ع) باسم سکینة، فقد کتب الشیخ المفید: « کان للحسین (ع) ستة أولاد ... و سکینة بنت الحسین و أمها الرباب بنت إمرئ القیس بن عدی»[5] و یقول الطبری بهذا الصدد: « و کان عبد الله بن الحسن قد زوجه الحسین ابنته سکینة فقتل قبل أن یبنی بها »[6] و جاء فی مقتل الإمام الحسین: «و أنها تزوجت بابن عمها عبد الله بن الحسن و لم یبنی بها ولم تلد منه »[7]، و ینقل الطبرسی کذلک: «ان عمر سکینة یوم عاشوراء کان عشر سنین»[8].

و یذکر الذهبی فی کتابه «تاریخ الإسلام» سکینة بنت الحسین (ع) و یورد عدداً من الکتب التی تذکر ذلک[9]. و هی بحدود العشرین کتاباً و علیه فهناک الکثیر من الکتب التی تشیر إلى سکینة بنت الحسین (ع).

و ذکر بعضها فی الهوامش إضافة إلى ما أوردناه فی النص[10]. و أما فیما یخص عمر هذه السیدة فلا یوجد نص واضح، و من مجموع کلام المؤرخین أنها کانت فی سن الزواج أو أنها تزوجت زمان وقوع حادثة کربلاء و من الروایات الموجودة یستفاد أیضاً أن هناک بنتاً أخرى للإمام الحسین (ع) باسم سکینة کانت فی سن الزواج قبل زمان حادثة کربلاء[11].

و من مجموع ما تقدم من المطالب نحصل على النتیجة الآتیة: إن إحدى بنات الإمام الحسین (ع) باسم (رقیة أو فاطمة) استشهدت فی خربة الشام إلى جانب رأس أبیها الحسین (ع)، و هذه الطفلة لیست هی سکینة التی عاشت بعد شهادة أبیها زمناً طویلاً.



[1]المفید محمد بن نعمان ،الإرشاد، سلسلة مؤلفات الشیخ المفید، ج 2، ص 135، دارالمفید، بیروت، 1414 هـ.

ابن شهرآشوب، مناقب آل أبی ‌طالب، ج 4، ص 77، مؤسسة انتشارات علامه، مطبعة قم العلمیة.

الطبرسی، أعلام الوری، ج 1، ص 478، مؤسسة آل البیت، الطبعة الأولى، 1417 هـ.

الزبیری مصعب، نسب قریش، ص 59، دارالمعارف، القاهرة، الطبعة الثالثة.

البلاذری، أنساب الأشراف، ج 3، ص 1288، دارالفکر، بیروت، الطبعة الأولى، 1417 هـ.

سبط‌ بن جوزی، تذکرة الخواص، ص 249، مؤسسة أهل البیت، بیروت، الطبعة الأولى، 1401 هـ.

[2]الاربلی، کشف الغمة فی معرفة الأئمة، ج 2، ص 38، تحقیق رسولی، تبریز، سوق مسجد الجامع.

[3] القمی، الشیخ عباس، نفس الهموم، ص 415 و 416، انتشارات المکتبه الحیدریه، الطبعة الأولى، 1379 ش.

الایقاد، شاه عبدالعظیمی، ص 179، تحقیق رضوی، منشورات فیروزآبادی، الطبعة الأولى، 1411 هـ.؛

الحائری، معالی السبطین، ج 2، ص 170، مؤسسة النعمان، بیروت، 1412 هـ.

القمی، الشیخ عباس، منتهی الآمال، ج 1، ص 807، مؤسسة انتشارات هجرت، الطبعة الرابعة، 1411 هـ.

الطبری، عماد الدین کامل بهائی، ج 2، ص 179، مکتبه المصطفوی.

[4] المجلسی، محمدباقر، بحارالأنوار، ج 45، ص 115، « …یا اخی فاطم الصغیرة کلمّا فقد کاد قلبها ان یذوبا»؛

القندوزی، ینابیع المودة، ج 2، ص 421، انتشارات الشریف الرضی، الطبعة الأولى 1371 ش.

[5]مفید محمد بن نعمان، الارشاد، ، ج 2، ص 37، انتشارات علمیه اسلامیه.

[6] الطبرسی، أعلام الوری ، ج 1، ص 418، نشر آل ‌البیت، مفید محمد بن نعمان ، الارشاد ص 25، اربلی، کشف الغمة ، ص 157.

[7] الموسوی عبدالرزاق ، مقتل الحسین(ع)، ، ص 397، منشورات بصیرتی.

[8]المصدر نفسه.

[9]الذهبی، تاریخ الإسلام، ج 7، ص 371. دارالکتاب العربی، بیروت، لبنان.

[10]أبوالفرج الأصفهانی،  مقاتل الطالبیین، ص 94، 119، 133، 167؛ البلاذری، أنساب الاشراف، ج 3، ص 362. ؛ ابن حنان، الثقات، ج 4، ص 351، مؤسسة الکتب الثقافه.؛ البخاری، التاریخ الصغیر، ج 1، ص 273، دار المعرفه، لبنان، بیروت.؛ العصفری، تاریخ خلیفة بن خیاط، ص 274، دار الفکر، بیروت.، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 475، بیروت. ؛ المزنی، تهذیب الکمال، ج 6، ص 397، مؤسسة الرساله.، ابن عامر، تاریخ المدینة، ج 2، ص 52، و ج 29، ص 69 فی صفحات مختلفة، دمشق دار الفکر.؛ ابن ماکولا، إکمال الکمال، ج 4، ص 316، و ج 7، ص 107، دارالکتاب الاسلامی، القاهره.؛المجلسی محمد باقر، بحارالأنوار، ج 45، ص 169، ص 47، بیروت.؛ القمی، الشیخ عباس، منتهی الآمال، ، ج 1، ص 547، مطبوعات حسینی.

[11]مفید محمد بن نعمان، الارشاد، ، ج 2، ص 22، ترجمة، رسولی محلاتی، انتشارات علمیه اسلامیه. نک: أبناء الإمام الحسین(ع)

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257253 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113248 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49742 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...