بحث متقدم
الزيارة
8810
محدثة عن: 2007/05/14
خلاصة السؤال
کم من الوقت مضی علی النزول الدفعی و التدریجی للقرآن؟
السؤال
کم من الوقت مضی علی النزول الدفعی و التدریجی للقرآن؟
الجواب الإجمالي

قد حصل النزول الدفعی للقرآن علی قلب النبی (ص) یقیناً فی لیلة القدر (و هی احدی لیالی شهر رمضان)، و بالرجوع الی الروایات و القرائن یقوی احتمال ان تکون لیلة القدر لیلة الثالث و العشرین من شهر رمضان، و انّ نزول القرآن الدفعی وقع بعد البعثة بستة و خمسین یوماً تقریباً.

و اما النزول التدریجی للقرآن فقد وقعت حوله اختلافات کثیرة، و یبدو انّ المهم فیها مبنیان:

1. انّ النزول التدریجی ابتدأ مقارناً للبعثة و استمر الى نهایة عمر النبی (ص)،‌ و بناء علی رأی المشهور فانّ النبی (ص) بعث للرسالة فی 27 رجب المطابق للاوّل من شباط عام 610 میلادیة، و ارتحل فی 28 صفر السنة الحادیة عشرة للهجرة.

2. انّه و بالرغم من نزول عدة آیات من القرآن مقارناً للبعثة،‌ لکن النزول التدریجی للقرآن بعنوان انّه کتاب سماوی، ابتدأ من لیلة القدر بعد ثلاث سنین من البعثة و استمر الی نهایة عمر النبی (ص).

و بناء علی هذا یمکننا حساب عدد السنوات التی مضت علی تاریخ النزول التدریجی للقرآن بعد العلم بکوننا الآن فی شهر شباط من سنة 2007 میلادی.

الجواب التفصيلي

کل ما نعلمه حول النزول الدفعی للقرآن هو انّه کان فی لیله القدر[1]، و حیث انّ القرآن قد قال[2]: (شهر رمضان الذی انزل فیه القرآن) فتکون لیلة القدر هی من لیالی شهر رمضان، و اما انّ لیلة هی أیّة لیلة من لیالی شهر رمضان؟، فلا نعلم ذلک بالدقّة،‌ و توجد اختلافات حول هذه المسألة[3]. ولکن یبدو انّ من بین الاحتمالات الموجودة فان احتمال کون لیلة الثالث و العشرین هی لیلة القدر هو الاحتمال الاقوى و ذلک لانّ الروایات الکثیرة تؤید ذلک[4].

و فی الوقت نفسه لانعلم فی أیّ سنة وقع هذا الامر المبارک، و لکن یمکننا القول: بالرغم من کون لیلة القدر هی لیلة نزول القرآن فی نشأة الطبیعة، لکنها تعتبر أیضا لیلة عروج النبی (ص)، لانّ القرآن موجود فی أم الکتاب لدى الله[5]، و لا یمکن للانسان أن یصل للقرآن و هو فی أم الکتاب ما لم یعرج[6]. و من هنا یمکننا ان نفهم بانّ النزول الدفعی للقرآن قد کان فی زمن وصول النبی الاکرم (ص) الی هذه المرحلة من الکمال. و بناء علی هذا یمکننا ان نحدس بقوة بانّ هذا النزول کان فی السنة الاولی للرسالة؛ یعنی بعد البعثة بستة و خمسین یوماً و هذا العدد هو الفاصلة بین زمان البعثة (27 رجب) و لیلة القدر (23 رمضان) و بعد افتراض کون کل من شهری رجب و شعبان (30 یوماً).

و بخصوص النزول التدریجی[7] للقرآن الذی کان مقارناً للبعثة،‌ فانه یوجد اختلاف فی الاقوال أیضاً بسبب الاختلاف الموجود فی التاریخ الدقیق للبعثة[8].

فالرأی المشهور هو انّ النبی (ص) قد بعث فی یوم الاثنین 27 رجب الموافق للاوّّّل من شباط عام 610 میلادیة[9]، حیث نزلت علیه الآیات الخمس الاولی من سورة العلق[10] ثم استمرت بعد ذلک الآیات الاخری بالنزول تدریجاً الی نهایة عمره الشریف و استمر ذلک لفترة ثلاث و عشرین سنة.

و ذهب بعضهم الی وجود الفرق بین زمان البعثة و زمان النزول التدریجی للقرآن بعنوان انّه کتاب سماوی،‌و برأی هؤلاء فانّه و بالرغم من نزول الآیات الخمس الاولی من سورة العلق علی النبی (ص) حین البعثة،‌ لکنه لم یکن مأموراً بالتبلیغ العمومی،‌ و انّّّما أمر بالدعوة العمومیة بعد ثلاث سنین من الدعوة السریّة[11]. و من ذلک الحین ابتدأت کتابة القرآن بعنوان انّه کتاب نازل من‌السماء. و علی هذا فبالرغم من کون البعثة فی شهر رجب لکن شروع النزول التدریجی للقرآن کان بعد ثلاث سنین، فی لیلة القدر من شهر رمضان.[12]

و مما یؤید هذا الرأی روایات تذکر أنّّ نزول القرآن کان فی مدة عشرین سنة[13].

و بناءً علی هذا الرأی و الاعتقاد[14] فانّ زمان النزول التدریجی بعنوان انّّه کتاب سماوی کان فی السنة الرابعة من بعثة النبی (ص)؛ یعنی ثلاث سنوات و ستة و خمسین یوماً تقریباً بعد البعثة و استمر الى نهایة عمر رسول الله (ص) فی الثامن و العشرین من صفر من السنة الحادیة عشرة للهجرة.

و فی النتیجة و بعد الالتفات الى مضی 1428 سنة من زمان هجرة النبی (ص) و ان بعثته کانت قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة، فاذا قبلنا بالمبنی الاوّل، فقد مضت علی‌ نزول أوّل آیة 1440 سنة قمریة،‌ و اذا قبلنا المبنی الثانی فقد مضت علی نزول اوّل آیة 1437 سنة.

و لا یخفی انه بناء علی قول بعض المورخین بانّ زمان البعثة کان هو الاوّل من شباط سنة 610 میلادیة و حیث اننا الآن فی سنة 2007 میلادیة نستطیع استخراج زمان نزول اوّل آیة علی‌ اساس السنة المیلادیة.



[1] الدخان، 3، القدر، 1، و لمزید الاطلاع لاحظ: المیزان،ج 8، ص 134 – 130 ؛ج 2، ص14- 23 ،ج13،ص 0 22 - 221.

[2] البقرة، 185.

[3] لا حظ: تاریخ الطبری،‌ ج 2،ص 300؛ سیرة ابن هشام،‌1، 236، و 239، و 240؛ آیة الله معرفة، التمهید فی علوم القرآن، ص100 – 129؛ آیة الله الخوئی، البیان،ج 1،ص 224؛ مجمع البیان، ج 9، ص 61 و ج 10، ص518 -520 ؛ تاریخ ابی الفداء، ص 115؛ تاریخ الیعقوبی، ج 2، 17؛ الشیخ الطوسی، التبیان، ج 9، ص 224؛ محمد بن جریر الطبری، جامع البیان، ج ‌25، ص 107 و 108؛ المیزان،ج 2، ص 29.

[4] وسائل الشیعة، باب 32 من ابواب شهر رمضان، ج 7، ص 262، ح 16؛ الخصال للصدوق، ج ‌2، ص 102؛ محمد باقر حجتی، پژوهشی در تاریخ قرآن کریم (تحقیق فی تاریخ القرآن) ص 62 – 38.

[5] الزخرف، 4.

[6] لاحظ:‌ آیة الله الجوادی، تفسیر موضوعى "‌التفسیر الموضوعی"، ج 3، ص 153- 139.

[7] الاسراء، 106،‌الفرقان،‌ 32، محمد، 20، التوبة، ‌127، و لمزید الاطلاع راجع المیزان، ج 2، ص 23 – 14.

[8] تاریخ الیعقوبی، ج ‌2، ص 17؛ تاریخ الخمیس، ج1، ص280 و 281؛ تاریخ ابی الفراء، ج 1، ص 115.

[9] تحقیق فی تاریخ القرآن، ص 36؛ البحار، ج 18، ص 189، ح 2؛ فروع الکافی، ج 4، ص 149، ح 1 و 2؛ وسائل الشیعة، ج 7، ص 329، باب 15 من ابواب الصوم المندوب؛‌ السیرة الحلبیة،‌ ج 1، ص 238؛ التمهید فی علوم القرآن، ص 100 - 107.

[10] بحار الانوار، ج 18، ص 206، ح 36.

[11] الحجر، 94؛ تفسیر القمی، ص 353؛ البحار، ج 18، ص 53، ح 7 و ص 179، ح 10 و ص 177، ح 4 و ص 193، ح 29؛ تاریخ الیعقوبی، ج 1، ص 343؛ سیرة ابن هشام، ج 1، ص 40؛ الشیخ الطوسی، الغیبة، ص 217.

[12] لاحظ: مجمع البیان، ج 2، ص 276؛ الاتقان،‌ ج 1، ص 40؛ التفسیر الکبیر للفخر الرازی، ج 5، ص 85؛ المناقب،ج 1، ص150؛ الشیخ المفید فی شرح عقائد الصدوق، ص 58؛ السید المرتضی فی جواب المسائل الطربلسیات الثالثة، ص 403 – 405.

[13] الاصول الکافی، ج 2، ص 628، ح 6؛ تفسیر العیاشی، ج 1، ص80، ح 184؛ الصدوق،‌الاعتقادات، ص 101، البحار، ج 18، ص250، ح 3 و 353؛‌ الاتقان، ج 1، ص40 و 45؛ تفسیر شبر، ص 350؛ مستدرک الحاکم، ج 2، ص610؛ اسباب النزول، ص 3، البدایة و النهایة، ج3، ص 4؛ تاریخ الیعقوبی،ج 2، ص 18.

[14] لمزید الاطلاع یراجع کتاب، التمهید فی علوم القرآن، ص 129 – 100.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257236 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113242 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59549 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49728 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...