بحث متقدم
الزيارة
5929
محدثة عن: 2011/12/31
خلاصة السؤال
ما هی فلسفة الغسل؟
السؤال
ما هی فلسفة الغسل؟
الجواب الإجمالي

علة الغسل عامة و الجنابة خاصة هی تطهیر البدن و الروح من الاقذار المعنویة و المادیة؛ و ذلک لان الجنابة لاتختص بعضو خاص من اعضاء البدن بل تنعکس آثارها على جمیع الاعضاء.

فقد اثبتت الدراسات و التحقیقات العلمیة أن الجسم الانسان یتوفر على سلسلتین من الاعصاب النباتیة التی تتحکم بجمیع نشاطات البدن. و قد یتعرض البدن لبعض الحرکات التی تؤدی الى اختلال هذه الموازنة، و من جملة تلک الحرکات مسألة وصول الانسان الى التوتر و الهیجان الجنسی "ارغاسم" التی تتقارن عادة مع خروج المنی. بالاضافة الى ذلک اثتبت الدراسات العلمیة دور الماء فی مساعدة الاعصاب فی اعادة التوازن المطلوب الیها، و لما کان التوتر و الهیجان الجنسی (ارغاسیم) یؤثر بشکل محسوس على جمیع اعضاء البدن و یلغی التعادل و التوازن بین سلستی الاعصاب، من هنا نفهم دور الغسل فی اعادة التوازن و تخلیص الاعضاء من حالة التوتر التی تعرضت لها بسبب الاقتراب الجنسی و التهیج الحاصل من الجنابة.

و بطبیعة الحال ان فوائد الغسل لا تنحصر فی هذه القضیة، بل للغسل فوائد کثیرة اضافة الى الفائدة المذکورة، فهو یمثل عبادة و طاعة لله تعالى لا یمکن انکار آثارها الایجابیة، و من هنا نرى الشارع المقدس لم یعتد بالغسل اذا جرّد من عنصر النیّة و التقرب الى الله تعالى.

الجواب التفصيلي

یوجد حول فلسفة الاغسال الاعم من الجنابة و الجمعة و... روایة عن الامام الرضا (ع) یقول فیها الراوی أنه کتب الى الامام الرضا (ع) یسأله عن علل بعض الاحکام فکتب الیه (ع):علَّةُ غسل الجنابة النَّظافةُ و تطهیر الإِنسان نفسهُ ممَّا أَصابهُ من أَذاهُ و تطهیر سائر جسده لأَنَّ الجنابةَ خارجةٌ من کلِّ جسده فلذلک وجب علیه تطهیرُ جسده کلِّه، و علَّةُ التَّخفیف فی البول و الغائط لأَنهُ أَکثرُ و أَدومُ من الجنابة فرضی فیه بالوضوء لکثرته و مشقَّته و مجیئه بغیر إِرادةٍ منهُ و لا شهوةٍ و الجنابةُ لا تکونُ إِلا بِالاستلذاذ منهم و الإِکراه لأَنفسهم، و عِلَّةُ غسل العید و الجمعة و غیر ذلک من الأَغسال لما فیه من تعظیم العبد ربَّه و استقباله الکریم الجلیل و طلَبِ المغفرة لِذُنُوبِهِ و لیکون لهم یوم عید معروف یجتمعون فیهِ على ذکر اللَّه عزَّ و جلَّ فجعل فیه الغسل تعظیماً لذلکَ الیوم و تفضیلا لهُ على سائر الأَیَّام و زیادةً فی النوافل و العبادة و لیکون تلْکَ طهارةً لهُ من الجمعة إِلى الجمعة..... [i]

و الجدیر بالذکر ان خروج الجنابة من البدن لا یعنی خروجها من عضو خاص من البدن کالبول و سائر المدفوعات، بدلیل ما یتعرض له جمیع البدن من الاسترخاء و التعب و الذی یعکس مدى تأثر عضلات البدن و خلایاه جراء هذه العملیة.

فقد اثبتت الدراسات و التحقیقات العلمیة أن الجسم الانسان یتوفر على سلسلتین من الاعصاب النباتیة التی تتحکم بجمیع نشاطات البدن و هما " اعصاب السمباتیک" و "اعصاب باراسمباتیک" " و هاتان السلسلتان منتشرتان فی جمیع اعضاء البدن و فی اطراف جمیع الاعضاء الباطنیة و الجلدیة، و مهمة السمباتیک حث الاعضاء على القیام بالمهام و النشاطات المختلفة للبدن، و مهمة اعصاب الباراسمباتیک، تخفیف نشاط الاعضاء و فعالیتها.

فقد یتعرض البدن لبعض الحرکات التی تؤدی الى اختلال هذه الموازنة، و من جملة تلک الحرکات مسألة وصول الانسان الى التوتر و الهیجان الجنسی "ارغاسم" التی تتقارن عادة مع خروج المنی. ففی هذه الحالة تتدخل الاعصاب المخففة الباراسمباتیک لتحد من نشاط الاعصاب المحرکة "السمباتیک" لتعید البدن الى حالة التوازن الطبیعی عنده.

و من الامور التی اثتبتتها الدراسات العلمیة دور الماء فی مساعدة الاعصاب فی اعادة التوازن المطلوب، و لما کان الهیجان الجنسی (ارغاسیم) یؤثر بشکل محسوس على جمیع اعضاء البدن و یلغی التعادل و التوازن بین سلستی الاعصاب، من هنا نفهم دور الغسل فی اعادة التوازن و تخلیص الاعضاء من حالة التوتر التی تعرضت لها بسبب الاقتراب الجنسی و التهیج الحاصل من الجنابة.

و بطبیعة الحال ان فوائد الغسل لا تنحصر فی هذه القضیة، بل للغسل فوائد کثیرة اضافة الى الفائدة المذکورة، فهو یمثل عبادة و طاعة لله تعالى لا یمکن انکار آثارها الایجابیة، و من هنا نرى الشارع المقدس لم یعتد بالغسل اذا جرّد من عنصر النیة و التقرب الى الله تعالى. ففی الواقع ان خروج المنی و المقاربة الجنسیة کما یترک آثاره على البدن کذلک یترکه على الروح حیث یجر الروح نحو الملذات المادیة و الجسمانیة و البدن نحو الاسترخاء و التکاسل و الخمول، فیأتی الغسل لیقوم بدور تطهیر کل من البدن و الروح فتأخذ القربة الى الله تعالى بدور تطهیر الروح و اعادتها الى مسارها الطبیعی و بدور تطهیر البدن و اعادة النشاط و الحیویة الیه.

لمزید الاطلاع انظر:

فلسفة الاحکام الفقهیة و حکمتها، 14060 (الموقع: 13798) .



[i] المجلسی، محمد باقر، بحارالأنوار، ج 6، ص 95، مؤسسه الوفاء، بیروت، 1409ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279466 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257325 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128191 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113308 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89022 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59588 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49817 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...