بحث متقدم
الزيارة
5734
محدثة عن: 2012/07/21
خلاصة السؤال
هل هناک نماذج فی التاریخ من هدایة بعض الناس باطنیا على أثر نظرة واحدة من الأئمة (ع)؟
السؤال
هل هناک نماذج فی التاریخ من هدایة بعض الناس باطنیا على أثر نظرة واحدة من الأئمة (ع)؟
الجواب الإجمالي

باعتبار أن مقام الأئمة مقام تحقیق أهداف الدین و الهدایة بمعنى الإیصال إلى الغایة، فهدایتهم لا تقتصر على الإرشاد بل تشمل الهدایة التکوینیة أیضا؛ بمعنى التأثیر الباطنی للإمام و نفوذه الروحی و إشعاع نور وجوده و هدایته المعنویة لقلوب ذوی الاستعداد من الناس. و لهذا کثیرا ما قد اهتدى أشخاص متأثرین بالمقام المعنوی للإمام المعصوم.

الجواب التفصيلي

باعتبار أن مقام الأئمة مقام تحقیق أهداف الدین و الهدایة بمعنى الإیصال إلى الغایة، فهدایتهم لا تقتصر على الإرشاد بل تشمل الهدایة التکوینیة أیضا؛ بمعنى التأثیر الباطنی للإمام و نفوذه الروحی و إشعاع نور وجوده و هدایته المعنویة لقلوب ذوی الاستعداد من الناس. توضیحه هو أن الهدف من إرسال الرسل و بعث الأنبیاء هو هدایت المجتمع البشری، و إن هذه الهدایة تتحقق فی بعدین.

1. الهدایة بمعنى الدلالة على الطریق، و هذا هو دور جمیع الأنبیاء.

2. الإیصال إلى المطلوب و المقصود و هو على قسمین:

أ. الهدایة التشریعیة و تحقیق و تطبیق البرنامج الدینی، سواء عن طریق تشکیل الحکومة و إقامة الحدود و الأحکام الإلهیة و العدالة الاجتماعیة، أم عن طریق تربیة و تزکیة النفوس بشکل عملی. إن هذین الطریقین هما السبب فی تحقیق أهداف الأنبیاء و یمثلان برنامجا صعبا و ثقیلا بحاجة إلى کفاءات و امتیازات کثیرة من العلم و التقوى و الشجاعة و الإدارة.

ب. الهدایة التکوینیة و الإیصال إلى المطلوب عن طریق التأثیر و النفوذ المعنوی و الروحی و إشعاع نور الهدایة فی قلوب ذوی الاستعداد من الناس و هو یمثل سلوکا معنویا باطنیا. و لا شک فی أن هذا البرنامج بحاجة إلى مزید من الخصائص و الاستعدادات.[1]

باعتبار دور الإمام فی هدایة الناس کثیرا ما قد اهتدى أشخاص متأثرین بالمقام المعنوی للإمام المعصوم؛ فنشیر إلى نموذج واحد على سبیل المثال.

قال الحسن بن علی بن فضال: قال لنا عبد الله بن المغیرة کنت واقفیا و حججت على ذلک فلما صرت بمکة اختلج فی صدری شی‏ء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتی و إرادتی فأرشدنی إلى خیر الأدیان فوقع فی نفسی أن آتی الرضا (ع) فأتیت المدینة فوقفت ببابه فقلت للغلام قل لمولاک رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه (ع) و هو یقول ادخل یا عبد الله بن المغیرة فدخلت فلما نظر إلی قال قد أجاب الله دعوتک و هداک لدینه فقلت أشهد أنک حجة الله و أمین الله على خلقه.[2]

 

[1]  جمع من الکتاب‏ (تحت إشراف الدکتور یزدی مطلق) ، امامت پژوهى (داراسة آراء الإمامیة و المعتزلة و الأشاعرة)، ص 80، الناشر، الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامیة، مشهد، الطبعة الأولى،1381 ش.‏

[2] الشیخ الصدوق‏، عیون أخبار الرضا (ع)، ج‏2، ص 219، انتشارات العلمیة الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279466 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257328 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128192 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113308 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89023 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49819 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...