بحث متقدم
الزيارة
6295
محدثة عن: 2009/02/07
خلاصة السؤال
هل یمکن الاعتماد على أی کتاب فقهی بمجرد نشره فی ایران؟
السؤال
هل یعتبر النشر فی ایران قرینة على القیمة العلمیة للکتاب الفقهی بحیث یمکن الاعتماد على الکتاب الفقهی بمجرد نشره فی ایران؟
الجواب الإجمالي

کما ان الاشخاص یختلفون فی میزان الاعتبار العلمی و ان کلامهم یخضع للمعاییر العلمیة کذلک الکتب التی تنشر فی الاسواق لایمکن ان تکون بمستوى واحد من الاعتبار العلمی بحیث تکون کلها نافعة و مفیدة.

ان المعاییر التی یمکن ان یخضع لها الکتاب عدیدة من اهمها المستوى العلمی للمؤلف فکلما کان المؤلف ذا مستوى علمی رفیع انعکس ذلک على کتابه. کذلک من المعاییر التی یقاس بها الکتاب مقدار الموضوعیة و الحیادیة التی أعتمدها المؤلف فی بحثه و مقدار اجتنابه عن الاحکام المسبقة؛ و منها التوثیق بذکر المصادر التی استند الیها المؤلف فکلما کان الکتاب موثقا و کانت المصادر المستند الیها اکثر علمیة کانت قیمة الکتاب اکبر؛ و منها الخلاقیة و الابداع فکلما کان الکتاب یعالج قضیة مبتکرة و بدقة و عمق علمی کان اکثر اعتبارا؛ و منها معالجة القضایا التی تمس واقع الناس و الابتعاد عن المواضیع المکررة؛ کذلک من الامور التی تضفی على الکتاب قیمة علمیة هو ابتعاده عن الاوهام و الخرافات. و بما ان الوقت ثمین و ان فرص المطالعة محدودة فمن المناسب ان نسال اصحاب الاختصاص عن الکتب المفیدة التی تستحق المطالعة.

الجواب التفصيلي

هناک مجموعة من الضوابط و المعاییر التی توزن بها الکتب، و هذا الامر لایختص بالکتب الفقهیة او بکتاب دون کتاب بل کل الکتب تخضع لها حتى المصادر الاساسیة لاتخرج عن هذه الضوابط، و هناک آیات قرآنیة تحث على سؤال من اهل الذکر"فسئلوا اهل الذکر ان کنتم لا تعلمون".[1]

و کما أن الناس متفاوتون فی المستوى العلمی و ان کلامهم یخضع للمعاییر و الموازین العلمیة و ان یقیم وفقا لها؛ کذلک الکتب التی تنشر فی الاسواق فانها لیست فی مستوى واحد و قیمة علمیة متساویة فلیس کل الکتب تعد نافعة. ثم ان المعاییر التی ینبغی ان یوزن بها الکتاب متفاوتة من اهمها المستوى العلمی للمؤلف فکلما کان المؤلف ذا مستوى علمی رفیع انعکس ذلک على کتابه. کذلک من المعاییر التی یقاس بها الکتاب مقدار الموضوعیة و الحیادیة التی أعتمدها المؤلف فی بحثه و مقدار اجتنابه عن الاحکام المسبقة؛ و منها التوثیق بذکر المصادر التی استند الیها المؤلف فکلما کان الکتاب موثقا و کانت المصادر المستند الیها اکثر علمیة کانت قیمة الکتاب اکبر؛ و منها الخلاقیة و الابداع فکلما کان الکتاب یعالج قضیة مبتکرة و بدقة و عمق علمی کان اکثر اعتبارا؛ و منها معالجة القضایا التی تمس واقع الناس و الابتعاد عن المواضیع المکررة؛ کذلک من الامور التی تضفی على الکتاب قیمة علمیة هو ابتعاده عن الاوهام و الخرافات.

فمن الملاحظ ان المشایخ الثلاثة الکبار( الکلینی و الصدوق و الطوسی قدس الله اسرارهم) الذین صنفوا اهم الکتب المعتبرة عند الشیعة سعوا بکل جد لتوثیق کتبهم بذکر المصادر التی اخذوا منها فلم یغفلوا اسانید الروایات. من هنا لیس من اللائق- مع کل هذا التطور العلمی و سهولة الوصول الى المصادر- ان ینشر الکتاب بلا توثیق و بلا ذکر للمصادر.

الذی یبدو من سؤالکم انکم تسألون عن الکتب الدینیة لا خصوص الفقهیة و هنا نقول ان المعاییر التی ذکرناها لاتختص بالکتب الفقهیة بل لابد ان یوزن بها کل کتاب.

ثم ان الکتب الفقهیة انما تدون من قبل کبار العلماء و هم الفقهاء و قد روعیت فیها الدقة العلمیة الکبیرة حتى انه یلزم لفهما و ادراک ما فیها المعرفة بمقدمات علمیة کبیرة حتى انه قد یصعب فهمها على المبتدئن من طلبة العلوم الدینیة.

على کل حال سواء کان مرادکم الکتب الدینیة العامة او خصوص الکتب الفقهیة لابد من الاشارة الى بعض الامور:

1- لایحق لنا انکار ما نجده فی بعض الکتب بمجرد کون صاحبها لیس من الشخصیات المعروفة على المستوى العلمی او کان الکتاب فاقدا للاعتبار العلمی فقد یکون ذلک الموضوع ماخوذا من کتاب عملی معتبر و عند المراجعة الى المصدر نجد ان سنده صحیح فحینئذ نقبل به و لایضره وجوده فی کتاب غیر معتبر؛ بل حتى لو کان الموضوع المطروح فاقدا للسند فهنا ایضا لابد من الرجوع الى المختصین فی هذا الشأن فقد تکون هناک قرائن یعرف من خلالها صحة او سقم الموضوع. و بما ان الوقت ثمین و ان فرص المطالعة محدودة فمن المناسب ان نسأل اصحاب الاختصاص عن الکتب المفیدة التی تستحق المطالعة.

2- لاینبغی التسرع بالحکم على الروایات التی لاتنسجم مع طریقة تفکیرنا، و لقد ارشدنا ائمة اهل البیت (ع) الى الموقف المناسب فی مثل هکذا مواقف ٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تُکَذِّبُوا بِحَدِیثٍ آتَاکُمْ أَحَدٌ فَإِنَّکُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ مِنَ الْحَقِّ فَتُکَذِّبُوا اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ.[2] و عن الامام الصادق (ع) قَالَ: "حَدِیثٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَرْوِیهِ وَ لا یَکُونُ الرَّجُلُ مِنْکُمْ فَقِیهاً حَتَّى یَعْرِفَ مَعَارِیضَ کَلامِنَا وَ إِنَّ الْکَلِمَةَ مِنْ کَلامِنَا لَتَنْصَرِفُ عَلَى سَبْعِینَ وَجْهاً لَنَا مِنْ جَمِیعِهَا الْمَخْرَجُ".[3] فقد تکون احدى تفاسیره منسجمة مع الشریعة و المفاهیم الاسلامیة، من هنا روی عن الامام الرضا(ع) انه قال: " َ إِنَّ فِی أَخْبَارِنَا مُتَشَابِهاً کَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَ مُحْکَماً کَمُحْکَمِ الْقُرْآنِ فَرُدُّوا مُتَشَابِهَهَا دُونَ مُحْکَمِهَا"[4]. نعم هناک روایات لم یقلها الائمة (ع)[5]. من هنا لاینبغی الاستعجال برفض الحدیث بل لابد من دراسة الحدیث اما مباشرة ان کان القارئ من أهل الاختصاص او الرجوع الى المختصین بهذه العلوم.

3- الامر الثالث الذی ینبغی الالتفات الیه هو انه قد یذکر المؤلفون روایة صحیحة السند الا انهم قد یفسرونها حسب فرضیات و مقدمات مسبقة لدیهم و هنا اذا وقع خطا فی الاستنتاج لایحسب هذا الخطأ على الروایة، و قد وقع مثل ذلک فی عصر الامامین الحسن العسکری (ع) و الامام الحجة (عج) حیث اجاب الامام بانه لایبنغی الخلط بین الروایة و بین خطأ الراوی فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیِّ خَادِمِ الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رُوحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ الشَّیْخُ یَعْنِی أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ کُتُبِ ابْنِ أَبِی الْغَرَاقِرِ [الْعَزَاقِرِ] بَعْدَ مَا ذُمَّ وَ خَرَجَتْ فِیهِ اللَّعْنَةُ فَقِیلَ لَهُ فَکَیْفَ نَعْمَلُ‏ بِکُتُبِهِ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِی‏ءٌ؟ فَقَالَ: أَقُولُ فِیهَا مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ کُتُبِ بَنِی فَضَّالٍ فَقَالُوا کَیْفَ نَعْمَلُ بِکُتُبِهِمْ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلِی‏ءٌ؟ فَقَالَ (ع): خُذُوا بِمَا رَوَوْا وَ ذَرُوا مَا رَأَوْا.[6]



[1] النحل، 43؛ الأنبیاء، 7.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 2 ، ص 186. مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان، 1404 هـ. ق.

[3] نفس المصدر،ص 184.

[4] نفس المصدر، ص 185.

[5] بحار الانوار، ج 44، ص 68.

[6] بحارالانوار، ج 2 ، ص 252 و 53.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256909 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112879 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88919 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59629 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59355 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56812 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49389 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...