بحث متقدم
الزيارة
5263
محدثة عن: 2009/03/14
خلاصة السؤال
هل أن خلافة الخلفاء الثلاثة مشروعة وفقا لما ورد فی الرسالة السادسة من نهج البلاغة؟
السؤال
ورد فی نهج البلاغة الرسالة السادسة التی کتبها أمیر المؤمنین(ع) لمعاویة: إِنَّهُ بَایَعَنِی الْقَوْمُ الَّذِینَ بَایَعُوا أَبَا بَکْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ عَلَى مَا بَایَعُوهُمْ‏ عَلَیْهِ فَلَمْ یَکُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَخْتَارَ وَ لا لِلْغَائِبِ أَنْ یَرُدَّ وَ إِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِینَ وَ الأَنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَ سَمَّوْهُ إِمَاماً کَانَ ذَلِکَ لِلَّهِ رِضًا فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهُ فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلَّاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى.
هنا یمکن طرح الأسئلة التالیة:
1- اذا کان الشورى للمهاجرین و الانصار و إن انتخابهم یؤدی إلى رضا الله تعالى؛ أ لیس هذا یعنی مشروعیة خلافة الثلاثة؟
2- هل المراد هنا کافة المهاجرین و الانصار و هل مخالفة شخص ما یؤدی على الخدشة فی تلک المشروعیة؟
3- انه قوله (ع) " فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ..." أ لا یدل على رضا الامام بخلافة من سبقه؟
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

هذه الرسالة بغض النظر عن البحث السندی فیها یمکن بحثها دلالة من خلال عدة نقاط هی:

1- توضیح فقراتها

الفقرة الاولى من الرسالة هی: "إِنَّهُ بَایَعَنِی الْقَوْمُ الَّذِینَ بَایَعُوا أَبَا بَکْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ عَلَى مَا بَایَعُوهُمْ‏ عَلَیْهِ فَلَمْ یَکُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَخْتَارَ وَ لا لِلْغَائِبِ أَنْ یَرُدَّ".

من الواضح ان هذا المقطع انما ذکره الامام (ع) من باب الجدل و الالزام لمعاویة بما التزم به حیث انه قد ترسخ خلال 25 عاما فی اذهان المسلمین و الشامیین خاصة بان الخلافة بالشورى و ان انتخاب الخلیفة یتم عن طریق الاختیار من قبل الامة هی التی تختار و قد تجذر هذا المفهوم فی اذهان الشامیین الى حد کبیر بسبب ما رکز علیه الاعلام الاموی بقیادة معاویة بحیث اعتبرت هذه الطریقة هی الطریقة الشرعیة الوحیدة لاختیار الخلیفة؛ من هنا رأی الامام المناقشة مع معاویة و الشامیین فی أصل حقانیة هذه الطریقة و عدمها مناقشة غیر سلیمة و لاتجدی نفعا خصوصا و ان الامام کان فی مقام الزام معاویة خاصة، من هنا ذکر(ع) هذا المقطع لیلزم معاویة بما الزم به نفسه و بما اعتبره هو الطریق الصحیح و الشرعی، فالقضیة مبتنیة على الزام معاویة و اصحابه بما یعتقدون صحته.[1]

اما المقطع الثانی "إِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِینَ وَ الأَنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَ سَمَّوْهُ إِمَاماً کَانَ ذَلِکَ لِلَّهِ رِضًا فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْ بِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهُ فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى".

یمکن القول هنا بما ان اجماع المهاجرین و الانصار یعنی وجود المعصوم بینهم فاذا اتفقوا على شخص فهذا یعنی ان من بین الموافقین و المجمعین المعصوم قطعا و من هنا یکون الانتخاب انتخابا الهیا، و من الواضح ان هذا النوع من البیعة لم یتحقق و لم یصدق بعد رحیل الرسول الاکرم (ص) الا بالنسبة الى بیعته علیه السلام حیث کان من بین المبایعین له الحسن و الحسین (ع)؛ من هنا نرى الامام عمل بالتوریة و طرح القضیة بنحو ینسجم مع عقائد المخالفین؛ من هنا یشکف الامعان فی مراده (ع) عن ان کلامه لاینافی العقائد الحقة.[2]

2- على فرض عدم التسلیم بهذا الجواب لابد من عرض هذا المقطع من الرسالة على الآیات القرآنیة و الروایات الکثیرة التی تدل على ان الخلافة الشرعیة منحصرة فی الامام علی علیه السلام و أبنائه (ع) فحینئذ تسقط الروایة عن الحجیة بمخالفتها للقرآن حتى لو کانت صحیحة السند.[3]

3- اضف الى ذلک انه من اللازم التذکیر بنکتة مهمة اخرى و هی: کما ان القرآن یفسر بعضه بعضا کذلک کلام المعصومین (ع) خاصة أمیر المؤمنین (ع) یوضح بعضه بعضا حیث نراه فی نهج البلاغة یؤکد کثیرا على احقیته فی هذا الامر کما فی الخطبة الشقشقیة[4] و فی قوله فی نهج البلاغة ایضا" فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّی مُسْتَأْثَراً عَلَیَّ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ نَبِیَّهُ (ص) حَتَّى یَوْمِ النَّاسِ هَذَا"[5] مما یکشف بوضوح المقصود من رسالته الى معاویة.



[1] مقتبس من، شبر، السید عبد الله، نخبة الشرحین، ص: 1471، النهضة، 1425 ق. و الخوئی، حبیب الله، منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة، ج 17 ص 203، المکتبةالاسلامیة، 1364.

[2] الحسینی الشیرازی، السید محمد، توضیح نهج البلاغة، ج 3-4 ص 436، موسسة الفکر الاسلامی.

[3] لمزید الاطلاع انظر: السؤال 1289 ( الموقع:1273) و 1351( الموقع:1450).

[4] نهج البلاغة، الخطبة الثالثة.

[5] نهج البلاغة، الخطبة 6.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279456 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257312 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128180 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113291 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89015 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59867 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59574 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56875 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49802 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47182 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...