بحث متقدم
الزيارة
6384
محدثة عن: 2009/03/04
خلاصة السؤال
ما مقدار الساعات التی ینام فیها المعصومون فی الیوم و اللیلة؟
السؤال
ما مقدار الساعات التی ینام فیها المعصومون فی الیوم و اللیلة؟ و ما الوقت المناسب الذی ینام فیه المؤمن و ما هو مقداره؟
الجواب الإجمالي

النوم هو إحدی الآیات الالهیة و یعد من ضروریات الحیاة للخلائق فی هذا العالم.

و ان کثرة النوم تسبب ضیاع العمر و ورد فی الروایات أن کثرته تکون مدعاة لغضب الله.

و لم یرد فی مصادرنا ما یدل علی مقدار نوم الأئمة (ع) و لا یحدد علم النفس المقدار المعین لنوم الانسان و کم هو عدد ساعاته و یختلف مقدار النوم للناس حسب طبیعة کل انسان. اما ما ورد فی الروایات فاما الحد الوسط للنوم فهو 6 – 8 ساعات. و اما أفضل الساعات و الأوقات للنوم هی أول اللیل و نوم القیلولة، و هناک روایات تنهی عن النوم فی ساعات معینة کالنوم بین الطلوعین و فی الاسحار و آخر ساعات النهار.

الجواب التفصيلي

ان قضیة النوم و الرؤیا هو من الآیات الالهیة الدالة علی وجود قوة عاملة و ذات إرادة فی تدبیر هذا العالم و یعد من الحاجات الماسة و الضروریة للانسان. کما جاء فی القرآن الکریم: و جعلنا نومکم سباتاً [1] و التعبیر بالسبات إشارة لطیفة تدل علی وقف الانشطة الجسمیة و الروحیة للانسان أثناء النوم. و هذا التوقف المؤقف هو عامل استراحة و إعادة نشاط الاعضاء التالفة و یؤدی الی تقویة الروح و الجسم و تجدید نشاط الانسان و دفع کل أتعابه و آلامه و بالتالی تجدید کل قواه.

و للنوم دور مهمّ للحفاظ علی صحة و سلامة الانسان فاطباء النفس یسعون الی أعادة تنظیم النوم الی حالته الطبیعیة عند المرضی و بدون ذلک فالانسان یفقد توازنه النفسی، و من لا ینام من الناس بشکل طبیعی فهم أشخاص خاملون و منهارون عصبیاً و تبدو علیهم الکآبة و الحزن و لا یشعرون بالراحة أبداً و علی‌ العکس فالذین یتمتعون بنوم معتدل یشعرون بالنشاط و القوة الفائقة. [2]

و الجدیر بالذکر أن کثرة النوم تسبب ضیاع العمر و قد وردت روایات فی ذلک تؤکد أن کثرته تکون مدعاة لغضب الله تعالی. فی روایة عن الامام الکاظم (ع) یقول: بان الله عدو العبد النؤوم.[3] و فی روایة أخری أن موسی علیه السلام سأل ربه عن شر الناس فجاءه الخطاب بأن شر الناس من یقضی لیله بالنوم و یقضی نهاره بطالاً.[4]

و لم یصل الینا من الروایات شیء مما یشیر الی مقدار نوم الأئمة المعصومین (ع) ً و لیس لنا اطلاع فی ذلک. و کذلک لا یوجد حد لمقدار النوم الطبیعی للانسان و لیس عندنا عن ذلک جواب ثابت او قطعی. لأن النوم الطبیعی للانسان یختلف باختلاف الناس و لیس له مقدار معین. و التجربة أثبتت أن نوم الانسان یتناسب مع مقدار نشاطه الیومی الجسمی و الروحی.[5] و التحقیق و البحث العلمی أظهرا أن حاجته للنوم تبدو معقده فالبعض یحتاج الی 5 – 7 او 8 ساعات من النوم و 14% من مجموع الناس یحتاج الی 10 ساعات من النوم یومیاً.[6]

أما ما ورد فی الروایات فان النوم المتوازن للإنسان المؤمن هو ما بین 6 – 8 ساعات یومیاً لان بعض الروایات تشیر الی برنامج النوم للانسان و تعتبر أن ربع یوم الانسان للراحة و الاستراحة.

و روایات أخری تشیر الی ان استراحة الانسان هی ثلث الیوم أی بمقدار 8 ساعات یومیاً.[7] و با لجمع بین الروایات یکون النوم الاعتیادی للانسان مقداره ما بین 6 – 8 ساعات یومیاً فی الیوم و اللیلة.

و طبعاً یختلف النوم بالنسبة لعمر الانسان کلما ازداد عمر الانسان و وصل الی سن الشیخوخة و ازداد کماله الروحی و المعنوی قلت حاجته الی النوم.

اما الساعات المفضلة للنوم فقد وردت فیها روایات اشارت الی أفضیلة الساعات الاولی من اللیل أو ما یقرب من ساعة قبل أذان الظهر [8] و هو المسمی بنوم القیلولة و أن هناک أزمنة للنوم نهی عنها الشرع نهی کراهة و اعتبرها اسوء ساعات للنوم و هی مقدار الوقت بین الطلوعین [9] (الفجر و الشمس)، و کذلک النوم آخر اللیل [10] و هو وقت السحر حیث یکره فیه النوم و کذلک یکره النوم فی آخر ساعات النهار.



[1] النباء، 9.

[2] مکارم الشیرازی، التفسیر الامثل، ج 19، ص 328، دار الکتب الاسلامیة، خریف، 1369 هجری – شمسی.

[3] الشیخ الصدوق (ره)، من لا یحضره الفقیه، ج 3،‌ص 103، بی جا، بی تا.

[4] مصطفوی، سید جواد، بهشت زندگی" جنة الحیاة"، ج 3، ص 99،‌ البرهان، بی تا، عن سفینة البحار، مادة قوم.

[5] مکارم الشیرازی، التفسیر الامثل، ج 4، ص 500، دار الکتب الاسلامیة، خریف 1369 هـ. ش.

[6] پاک نژاد، سید رضا، اولین دانشگاه و آخرین پیامبر (ص) ج 8، ص 183، المکتبة الاسلامیة 1351 هـ . ش.

[7] نهج البلاغة، الکلمات القصار، الحکمة 390.

[8] المجلسی، محمد باقر، حلیة المتقین، ص 126، دفتر نشر برگزیده ربیع 1375، هـ . ش.

[9] نفس المصدر السابق.

[10] الطباطبائی، محمد حسین، سنن النبی (ص)، ص 141، انتشارات اسلامیة صیف عام 1378هـ. شمسی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256913 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112880 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88919 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59629 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59356 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49389 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...