بحث متقدم
الزيارة
5288
محدثة عن: 2010/07/15
خلاصة السؤال
هل أن الناس فی عهد الرسول الأکرم(ص) کانوا فی غمرة الجهل أم أنهم بلغوا مراتب الکمال؟
السؤال
إذا کان الناس قبیل بعثة النبی (ص) على قدر من الاستعداد الکافی لتلقی الإسلام، أو کما هو تعبیرکم قد بلغوا الکمال، فلماذا تقولون أن الناس فی ذلک العهد کانوا یخوضون فی غمرة الجهل؟
الجواب الإجمالي

المسألة الأساسیة فی مورد خاتمیة النبی الأکرم(ص) تتمثل أولاً فی أن شخصیة النبی الاکرم (ص) الوجودیة کانت تتحلى بممیزات لم تکن موجودة عند سائر الانبیاء؛ و الأمر الآخر أن الله أعطى هذه المیزة لأمة محمد (ص) إذ جعل فیها أهل البیت(ع) المؤهلین لتلقی الرسالة الخاتمة و الحفاظ علیها. أما فیما یخص الأمم المعاصرة للنبی (ص) فإن المدعى هو أن تلک المجتمعات البشریة فی عهد البعثة قد تجاوزت مرحلة طفولتها و ضعفها الفکری حتى صارت على استعداد للحصول على کمالها الإنسانی و لم نقل أنها بلغت مراتب کمالها.

من الممکن الاشارة الى بعض الخصال المحمودة لدى العرب فی زمن الجاهلیة، خصوصاً من أبناء عدنان «أی أبناء إسماعیل و إبراهیم(ع)» التی تحکی عن هذا الاستعداد الروحی؛ و من أهم هذه الخصال: السخاء، و إقراء الضیف، و حفظ الأمانة، و اجتناب الخیانة، الوفاء بالعهد، التضحیة من أجل العقیدة، الحافظة القویة فی حفظ الشعر و الخطب و...

و إن کانت حیاة العرب قبل الإسلام لا تخلو من بعض الجوانب الفاسدة على مستوى العقیدة و الأخلاق مما یشکل حائلاً و مانعاً یحول بینهم و بین ظهور و فعلیة الکمال فیهم. و لو لم تفتح لهم نافذة من الغیب لکان الانحراف و الفساد و عدم الانتظام مسیطراً على حیاتهم الاجتماعیة.

الجواب التفصيلي

المسألة الأساسیة فی مورد خاتمیة النبی الأکرم(ص) تتمثل أولاً فی أن شخصیة النبی الاکرم (ص) الوجودیة کانت تتحلى بممیزات لم تکن موجودة عند سائر الانبیاء؛ و الأمر الآخر أن الله أعطى هذه المیزة لأمة محمد (ص) إذ جعل فیها أهل البیت(ع) المؤهلین لتلقی الرسالة الخاتمة و الحفاظ علیها.

وللاطلاع یراجع الجواب 1473 (الموقع 2628) (سر خاتمیة الإسلام).

و أما فیما یخص مجموع الأمة فإن المدعى فی کون المجتمعات البشریة تخطت زمن طفولتها أبان بعثة النبی(ص) و أنها على استعداد للسیر فی طریق کمالها الإنسانی، فإن ذلک لا یعنی أنها بلغت مراحل کمالها، و إنما المراد هو أن هذه النافذة التی فتحت لسعادة و فلاح المجتمعات جاءت فی زمنٍ مناسب حیث تخطت المجتمعات البشریة زمن سذاجتها و ضعفها الفکری، و إنها على استعداد کامل للسیر فی طریق تکاملها الإنسانی، و إنها على استعداد لتلقی المعارف و الأطروحات الإلهیة الراقیة و تحویلها إلى واقع عملی تطبیقی [1] .

من الممکن وجود بعض الخصال المحمودة لدى العرب فی زمن الجاهلیة، خصوصاً من أبناء عدنان «أی أبناء إسماعیل و إبراهیم(ع)» التی تعد نموذجا یکشف عن هذا الاستعداد الروحی، و من أهم هذه الخصال: السخاء، و إقراء الضیف، و حفظ الأمانة، و اجتناب الخیانة، الوفاء بالعهد، التضحیة من أجل العقیدة، الحافظة القویة فی حفظ الشعر و الخطب و... [2]

و إن کانت حیاة العرب قبل الإسلام لا تخلو من بعض الجوانب الفاسدة على مستوى العقیدة و الأخلاق مما یشکل حائلاً و مانعاً یحول بینهم و بین ظهور و فعلیة الکمال فیهم. و لو لم تفتح لهم نافذة من الغیب لکان الانحراف و الفساد و عدم الانتظام مسیطراً على حیاتهم الاجتماعیة.

یقول علی (ع): «إن الله تعالى بعث محمدا (ص) نذیرا للعالمین و أمینا على التنزیل و أنتم معشر العرب على شر دین و فی شر دار منیخون بین حجارة خشن و حیات صم تشربون الکدر و تأکلون الجشب و تسفکون دماءکم و تقطعون أرحامکم الأصنام فیکم منصوبة و الآثام بکم معصوبة» [3] .



[1]   الطباطبائی، سید محمد حسین، تعلیم الدین، ص26، جمع وتنظیم: آیة اللهی، سید مهدی، مکتب المنشورات الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1385.

[2]    السبحانی، جعفر،   فرازهایی از تاریخ پیامبر اسلام "قبس من تاریخ نبی الإسلام"، ص10، نشر مشعر، طبع الهادی، الطبعة السادسة، 1375.

[3]    نهج البلاغة، الخطبة 26.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279360 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256925 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112893 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59630 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59357 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49395 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...