بحث متقدم
الزيارة
7330
محدثة عن: 2008/11/20
خلاصة السؤال
بعد الالتفات الی ان بعض آیات القرآن ذکرت ان آدم (ع) خلق من طین اسود و متغیر، فهل کان (ع) أسود؟
السؤال
بعد الالتفات الی ان بعض آیات القرآن ذکرت ان آدم (ع) خلق من طین اسود و متغیر، فانه یبدو انه کان من اهل افریقیا او کان اسود اللون،‌ ارجو توضیح ذلک بشکل متقن.
الجواب الإجمالي

للقرآن تعابیر مختلفة حول خلق الانسان یفهم منها ان خلق الانسان کانت علی مراحل متعددة هی کالتالی:[1]

1. الخلق من التراب: "یا ایها الناس ان کنتم فی ریب من البعض فانا خلقناکم من تراب...".[2]

2. خلط التراب مع الماء و صیرورته طیناً: "و الذی خلقکم من طین".[3]

3. ثم اصبح الطین نتن الرائحة: "و اذ قال ربک للملائکة انی خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون".[4]

4. ثم اصبح مادة ذات صالحة لاصقة: "انا خلقناهم من طین لازب".[5]

5. ثم تحول الی حالة جافة: "خلق الانسان من صلصال کالفخار".[6]

و بهذا یتضح ان المقصود من خلق الانسان من طین اسود هو بیان مرحلة فی مراحل خلقة الانسان، أی انه یجمع کمیة من التراب ابتداءً ـ و لم یرد فی أی آیة من القرآن ان التراب کان لونه اسود، بل ورد فی الآیات ان خلق الانسان کان من التراب و لم توضح الآیات نوعیة ذلک التراب.

ثم اضیف الی ذلک التراب مقدار من الماء فتحول الی طین، و من الطبیعی انه اذا بقی الطین مدة فی مکان فانه یتبدل لونه و رائحته و یمیل لونه الی السواد و تنتن رائحته حتی لو کان من التراب الابیض، و بعد ذلک جف بالتدریج حیث اکتسب صفة المادة اللزجة ثم صار یابساً تماماً و شبیها بالفخار.

فلیس فی الآیة اذن أیة دلالة علی ان آدم (ع) کان أسود اللون، و حتی لو فرضنا ان آدم (ع) خلق من تراب أسود فکیف یمکن استنباط أنه (ع) کان اسود اللون و ذلک انه یلزم لتحویل من التراب الأسود الی الانسان حصول ملیارات التغیرات و التحولات علیه، و هل ان من المعلوم انه خلال هذه التغیرات بقی لونه الاسود ثابتاً و لم یتغیر؟

و النتیجه انه لا یمکن من خلال آیات القرآن استنباط ان آدم (ع) کان اسود اللون، و علیه فینبغی لمعرفة لون بشرته اجراء بحوث تخصصیة فی العلوم المتعلقة بذلک، و یوضح کیف نشأت الالوان المختلفة کالاسود و الابیض و الأحمر و ... من اللون الخاص الذی کان لبشرة حضرة آدم (ع).



[1]. تفسیر الأمثل، ج 17، ص 283.

[2]. الحج، 50.

[3]. الانعام، 2.

[4]. الحجر، 25.

[5] الصافات، 11.

[6] الرحمن، 14.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279466 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257325 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128191 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113308 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89022 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59588 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49819 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...