بحث متقدم
الزيارة
4922
محدثة عن: 2010/08/07
خلاصة السؤال
ما المراد بالفقه الموروث؟
السؤال
ما المراد بالفقه الموروث؟
الجواب الإجمالي

الفقه الموروث: هو الاجتهاد و استنباط الأحکام الشرعیة على أساس المنهج القدیم لعلماء الشیعة و الذی تجاوز عمره الألف سنة، بطریقة بقیت راسخاً فی مصنفاتهم. الفقه الموروث هو الذی اعتبره الإمام الخمینی (ره) أفضل منهج و طریق لدراسة و تحقیق و ستنباط الأحکام الشرعیة حیث یقول: «إننی أومن بالفقه الموروث و الاجتهاد الجواهری و لم أُجز التخلف عنهما، و الاجتهاد إنما یصح طبقاً لهذا المنهج، و لکن هذا لا یعنی أن فقه الإسلام غیر متجدد و متطور. و أساس الفقه الموروث محوریة المصادر الأربعة «القرآن، السنة، الإجماع، العقل»، و على الفقیه أن لا یخرج عن هذه المصادر فی عملیة الاستنباط و یعتمد على أمور أخرى، و فی الفقه الموروث یبقى باب الاجتهاد مفتوحاً دائماً بوجه المجتهدین و الفقهاء».

الجواب التفصيلي

الفقه الموروث: الاجتهاد و استنباط الأحکام الشرعیة على أساس المنهج المتبع قبل ألف سنة من قبل علماء السلف، بطریقة بقیة محفوظة فی کتبهم، مثل جواهر الکلام، مسالک الافهام، کشف اللثام، التذکرة، منتهى المطلب، المکاسب المحرمة، و کتب الإمام الخمینی (ره) فی هذه المطالب، «و الفقه الموروث غیر الحوزة الموروثة، و المقصود باصطلاح «الفقه الموروث» أو «الفقه الجواهری» و الذی استعمله الإمام الخمینی (قدس) هو المنهج و الطریقة القدیمة التی وضع الأئمة (ع) أساسها و قاعدتها، و التی تابعها و أدامها أصحاب الأئمة، و بعد ذلک جاء دور علماء الشیعة الذین اتبعوا نفس المنهج و الطریقة مع الحرص على التوسع و بسط المطالب بما یتناسب مع متطلبات عصرهم و زمانهم، و هذا المنهج فیه قابلیة الإجابة عن التساؤلات الجدیدة و المسائل المستحدثة المطروحة فی دائرة المباحث الفقهیة، و بإمکان الفقیه أن یطلع على هذه المسائل الجدیدة و القضایا المستحدثة و یحیط بتفاصیلها ثم یطبق هذا المنهج فی معالجتها و استنباط الأحکام المناسبة[1].

و الفقه الموروث (الجواهری): هو الفقه الذی اعتبره الإمام الخمینی (ره) کأفضل منهج و طریقة لدراسة و تحقیق و استنباط الأحکام الشرعیة، یقول الإمام فی ذلک: «إننی أومن بالفقه الموروث و الاجتهاد الجواهری و لم أُجز التخلف عنهما، و الاجتهاد إنما یصح طبقاً لهذا المنهج، و لکن هذا لا یعنی أن فقه الإسلام غیر متجدد و متطور. و أساس الفقه الموروث محوریة المصادر الأربعة «القرآن، السنة، الإجماع، العقل»، و على الفقیه أن لا یخرج عن هذه المصادر فی عملیة الاستنباط و یعتمد على أمور أخرى، و فی الفقه الموروث یبقى باب الاجتهاد مفتوحاً دائماً بوجه المجتهدین و الفقهاء. فإن الزمان و المکان عنصران مؤثران فی الاجتهاد، فالمسألة التی یکون لها حکم فی السابق و فی ظل ظروف معینة یمکن أن یکون لها حکم آخر بحسب المعطیات السیاسیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة فی عصر آخر بمعنى أن النظر و الدقة فی العلاقات و الظروف السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة قد یحول الموضوع القدیم إلى موضوع جدید و یکون فی ظاهره غیر مختلف عن القدیم، و معنى هذا لزوم إصدار حکم جدید لنفس الموضوع، فعلى المجتهد أن یکون محیطاً و عارفاً بمتطلبات زمانه»[2].

و للفقه الموروث (الجواهری) عدد من الخصائص یمکن إجمالها بالآتی:

1ـ أساس الفقه الموروث محوریة الأدلة الأربعة «القرآن، و السنة، و الإجماع، و العقل»، على الفقیه أن لا یتجاوز هذه المنابع بالاعتماد على أشیاء و أمورٍ خارج دائرتها، کانت طریقة علماء السلف و منهجهم على الاعتقاد بأن القرآن کلام الله و أنه قطعی السند، و لکن لا بد من البحث فیما یخص دلالته، و على سبیل المثال:

قال تعالى: «إنما الخمر و المیسر و الأزلام رجس من عمل الشیطان» فهل أن الآیة تدل على حرمة الخمر أم لا؟ و هل أن «الرجس» یعنی النجاسة المعنویة، أم النجاسة الاصطلاحیة؟ و قد وقع البحث بین الفقهاء فی هذا الأمر، و هکذا فلا بد من البحث فی دلالات القرآن و آیاته.

و أما بالنسبة للسنة فإن البحث یکون فی سند الروایات و دلالاتها معاً، و هذا من خصوصیات و ممیزات الفقه الموروث ( الجواهری) المتمحور فی مصادر الاستنباط الأربعة.

2ـ فی الفقه الموروث (الجواهری) یکون باب الاجتهاد مفتوحاً دائماً أمام الفقهاء و المجتهدین، خلافاً لبعض الفرق الإسلامیة التی حصرت الاجتهاد فی عدد خاص معین، و هذا هو السبب فی تأکید الإمام على الفقه الموروث.[3]


[1] مقابلة آیة الله هادوی الطهرانی مع رسالة الحوزة.

[2] صحیفة النور، ج21، ص98. نقلاً عن مرکز حوزة نت.

[3] بالاستفادة من مرکز حوزة نت.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257253 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113249 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56857 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49744 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...