Please Wait
الزيارة
6207
محدثة عن: 2009/11/10
کد سایت fa6745 کد بایگانی 24706
گروه الحقوق والاحکام,گوناگون
التسميات البنت|الابن|العلاقة|الحب
خلاصة السؤال
أنا بنت اتواصل منذ سبعة اشهر هاتفياً مع أحد الشباب و لم نتبادل ما يشير الى أي علاقة غرامية بل نتعامل كتعامل الرجال، ما حكم تلك العلاقة؟
السؤال
أنا بنت اتواصل منذ سبعة اشهر هاتفياً مع أحد الشباب و لم نتبادل ما يشير الى أي علاقة غرامية بل نتعامل كتعامل الرجال، و قد انقطعت العلاقة بطلب مني فكان لهذا الانقطاع أثر سلبي علينا، فما حكم تلك العلاقة؟
الجواب الإجمالي

تعد قضية العلاقة بين الجنسين من القضايا الحساسة التي تزيد من احتمال الوقوع في الخطأ و زلة القدم بنسبة كبيرة جداً، فان الغفلة عن المعايير الشرعية و الاخلاقية قد تؤدي بصاحبها الى الوقوع في الهاوية و الانحراف الشرعي و الاخلاقي الخطير، من هنا قررت الشريعة مجموعة من القوانين الاخلاقية و الشرعية التي يمكن من خلالها الحد من تلك العلاقة و من ثم الحد من عوامل الانحراف التي يقف على رأسها العلاقة بين الجنسين و خاصة الشباب منهم؛ و ذلك لان مثل هكذا علاقات توفر الارضية المناسبة لاقتراف الذنب و يزداد احتمال الزلل فيها، خاصة اذا كانت العلاقة تصاغ بطريقة مغرية و تسودها روح الحب و التوادد و.... من هنا توصي التعاليم الاسلامية الشباب بالاقتصار على الحد الادنى من العلاقة و الذي تتطلبه الضرورة كعلاقة الاستاذ بالطالبة او علاقة ربّ العمل او العامل بزميلته في العمل، شريطة ان تكون تلك العلاقة على ضعفها أمام الناس و لا تكون في أماكن خفية يختلي الشابان بمكان لا يشاهدان فيه.

إن الكثير من المفاسد الاخلاقية التي يتعرض لها الشباب ناتجة من هذا النوع من العلاقات، التي تبدو للوهلة الاولى بريئة و لم يشعر الشباب بخطورة الطريق الذي وضعوا قدمهم فيه و لم يكونوا يشعرون بأية عاطفة بعضهم اتجاه الآخر، الا انه رويداً رويداً تترسخ تلك العلاقة لتزيح العلاقات البريئة و تحل محلها الى الحد الذي لا يمكن التخلص منها. نعم، قد توجد حالات استثنائية يسيطر فيها الشباب على أحاسيسهم و مشاعرهم و يبقون العلاقة على ما هي عليه من براءة و نزاهة، و لكنها حالات استثنائية لا يمكن التعويل عليها للتقليل من خطر تلك العلاقات.

و نتساءل هنا: ما الضرورة التي تدعو ذلك الشاب لمواصلة العلاقة؟ و لماذا يشعر بالضيق و الأذى عند انقطاعها؟ و كيف حصلت ردة الفعل تلك اذا كانت العلاقة بريئة حقاً؟ ثم عدم الحديث هاتفياً بقضايا عن علاقة الحب و ما شابه ذلك لا يعني بالضرورة نفي تلك الصلة و تعلق أحدكما بالآخر. علما أن الذنوب الكبيرة عادة ما تنطلق من صغائر الذنوب التي لا يشعر الانسان بخطرها.

و لابد من التأكيد على قضية مهمة أخرى و هي أن علاقات ما قبل الزواج كلما كانت سالمة و طاهرة كان لها الأثر الفاعل في نجاح الحياة الزوجية في المستقبل. و من هنا نشد على يدك في قطع العلاقة و عدم الاستمرار فيها. فكلما احتاط الانسان في مثل هذه القضايا كانت النتيجة لصالحه في المستقبل. و من هنا نرى أمير المؤمنين (ع) يكره السلام على الشابة حذراً مما يحيط بالقضية من مردودات حيث يقول (ع): " أَتَخَوَّفُ أَنْ يُعْجِبَنِي صَوْتُهَا فَيَدْخُلَ عَلَيَّ أَكْثَرُ مِمَّا أَطْلُبُ مِنَ الأَجْرِ".[1]

و تشير الروايات الى طريقة تعامل موسى (ع) مع إبنة شعيب عند ما جاءته تخطو بخطوات ملؤها الحياء و العفة و يظهر منها أنّها تستحي من الكلام مع شاب غريب، فإنّ البنت كانت تسير أمام موسى لتدله على الطريق، إلا أن الهواء كان يحرّك ثيابها و ربّما انكشف ثوبها عنها، و لكن موسى لما عنده من عفة و حياء طلب منها أن تمشي خلفه و أن يسير أمامها، فإذا ما وصلا إلى مفترق طرق تدله و تخبره من أي طريق يمضي إلى دار أبيها شعيب.[2] فاذا كان الاولياء الالهيون يحتاطون لانفسهم بهذه الشدة من الاحتياط فما بال غيرهم من الناس؟!

نعم، قد يبرر الانسان هذه العلاقة و يعطيها بعداً نزيها كالعلم و المعرفة و البراءة و ما شابه ذلك من التبريرات. لكن الحقيقة تحكي عن شيء آخر و لا يمكن الركون الى مثل هذه التبريرات عادة. فكلما اقترب الطرفان و ترسخت العلاقة بينهما بنحو أشد، كانت ثمرة ذلك ظهور الكثير من المشاكل و الانحرافات الاجتماعية التي يصعب السيطرة عليها في المستقبل. و بالنتيجة يضحي الطرفان بالثوابت الاخلاقية و الاجتماعية و الدينية فداءً لشهوات عابرة و لذة زائلة!.

لمزيد الاطلاع تراجع المواضيع التالية:

السؤال 1044 (الموقع: 1110) (الاسلام و العلاقة البریئة بین الجنسین).

السؤال 3184 (الموقع: 3430) (الصداقة بین الجنسین قبل الزواج).

السؤال 6086 (الموقع: 6278) (علاقات ما قبل الزواج).

 


[1] الکلیني، اصول الكافي، ج 2، ص 648، ح 1، باب التسليم على النساء.

[2] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏12، ص: 211، مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.