بحث متقدم
الزيارة
5440
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
کیف نوجه الروایة الواردة عن الامام الرضا (ع) فی المنع عن تناول العنب لیلاً؟
السؤال
هناک روایة عن الامام الرضا (ع) نهى فیها عن تناول العنب لیلاً، لماذا منع (ع) عن ذلک هل لانه سیتحول الى کحول محرمة؟ علماً إننی اتناول العصیر العنبی لیلاً و لم اعرف مغزى الروایة و لماذا صدرت. هل الحدیث موجود عندکم؟ و ما مدى صحته و کیف توجهونه؟
الجواب الإجمالي

بالنسبة الى الحدیث المذکور لم نعثر علیه فی المصادر المتوفرة، و لهذا لایمکن التحدث عن کلام لم یثبت بعد نسبته الى الامام الرضا (ع). بل ولایقتصر الأمر علی عدم وجود الروایة، بل هناک روایات مرویة تدل علی أن النبی (ص) و الائمه (ع) کان یعجبهم العنب و تناولوه لیلاً.

1. قِیلَ فَلَمَّا کَانَ النَّبِیُّ (ص)... فِی کَمَالِ الْأَرْبَعِینَ ... إِذْ هَبَطَ مِیکَائِیلُ وَ مَعَهُ طَبَقٌ مُغَطًّى بِمِنْدِیلِ سُنْدُسٍ أَوْ قَالَ إِسْتَبْرَقٍ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ (ص) وَ أَقْبَلَ جَبْرَئِیلُ (ع) وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ یَأْمُرُکَ رَبُّکَ أَنْ تَجْعَلَ اللَّیْلَةَ إِفْطَارَکَ عَلَى هَذَا الطَّعَامِ وَ خَلَا النَّبِیُّ (ص) بِالطَّعَامِ وَ کَشَفَ الطَّبَقَ فَإِذَا عِذْقٌ مِنْ رُطَبٍ وَ عُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَکَلَ النَّبِیُّ ص مِنْهُ شِبَعاً وَ شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ رِیّاً.

2. إِنَّهُ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (ع) یُعْجَبُ بِالْعِنَبِ فَاشْتَرَتْ مِنْهُ أُمُّ وَلَدِهِ شَیْئاً وَ بعد أن أعطیه لیلتین الی السائل فَاشْتَرَتْ لَهُ وَ أَتَتْهُ بِهِ فِی اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةِ وَ لَمْ یَأْتِ سَائِلٌ فَأَکَلَ وَ قَالَ مَا فَاتَنَا مِنْهُ شَیْ‏ءٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

اما بالنسبة الى تناول عصیر العنب فهذا قد بحثه الفقهاء فی الرسائل العملیة فقالوا: لا إشکال فی حرمة العصیر العنبی سواء غلى بنفسه أو بالنار أو بالشمس‏ إلا إذا ذهب ثلثاه أو ینقلب خلا. و ما یتواجد منه فی اسواق یحکم بحلیته طبقا لقاعدة سوق المسلمین.

الجواب التفصيلي

بالنسبة الى الحدیث المذکور لم نعثر علیه فی المصادر المتوفرة عندما، و لهذا لایمکن التحدث عن کلام لم یثبت بعد نسبته الى الامام الرضا (ع). بل ولایقتصر الأمر علی عدم وجود الروایة، بل هناک روایات تدل علی أن الامام الرضا (ع) کان یعجبه العنب. روی عن محمد بن الجهم أنّه قال:کان الرضا یعجبه العنب[1] والروایة مطلقة لم تحدد وقتاً لتناوله أی لم تقل انه یعجبه فی النهار دون اللیل، بل هناک روایات مرویة أنّ النبی و الامام السجاد تناولاه لیلاً.

1. قِیلَ بَیْنَا النَّبِیُّ (ص) جَالِسٌ بِالْأَبْطَحِ وَ مَعَهُ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ الْمُنْذِرُ بْنُ الضَّحْضَاحِ ... فَلَمَّا کَانَ فِی کَمَالِ الْأَرْبَعِینَ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ (ع) فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَى یُقْرِئُکَ السَّلَامَ وَ هُوَ یَأْمُرُکَ أَنْ تَتَأَهَّبَ لِتَحِیَّتِهِ وَ تُحْفَتِهِ قَالَ النَّبِیُّ (ص) یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَا تُحْفَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مَا تَحِیَّتُهُ قَالَ لَا عِلْمَ لِی قَالَ فَبَیْنَا النَّبِیُّ (ص) کَذَلِکَ إِذْ هَبَطَ مِیکَائِیلُ وَ مَعَهُ طَبَقٌ مُغَطًّى بِمِنْدِیلِ سُنْدُسٍ أَوْ قَالَ إِسْتَبْرَقٍ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ (ص) وَ أَقْبَلَ جَبْرَئِیلُ (ع) وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ یَأْمُرُکَ رَبُّکَ أَنْ تَجْعَلَ اللَّیْلَةَ إِفْطَارَکَ عَلَى هَذَا الطَّعَامِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (ع) کَانَ النَّبِیُّ (ص) إِذْ [إِذَا] أَرَادَ أَنْ یُفْطِرَ أَمَرَنِی أَنْ أَفْتَحَ الْبَابَ لِمَنْ یَرِدُ إِلَى الْإِفْطَارِ فَلَمَّا کَانَ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ أَقْعَدَنِی النَّبِیُّ (ص) عَلَى بَابِ الْمَنْزِلِ وَ قَالَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ إِنَّهُ طَعَامٌ مُحَرَّمٌ إِلَّا عَلَیَّ قَالَ عَلِیٌّ (ع) فَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ وَ خَلَا النَّبِیُّ (ص) بِالطَّعَامِ وَ کَشَفَ الطَّبَقَ فَإِذَا عِذْقٌ مِنْ رُطَبٍ وَ عُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَکَلَ النَّبِیُّ (ص) مِنْهُ شِبَعاً وَ شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ رِیّاً.[2]

2. إِنَّهُ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (ع) یُعْجَبُ بِالْعِنَبِ فَدَخَلَ مِنْهُ إِلَى الْمَدِینَةِ شَیْ‏ءٌ حَسَنٌ فَاشْتَرَتْ مِنْهُ أُمُّ وَلَدِهِ شَیْئاً وَ أَتَتْهُ بِهِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ فَأَعْجَبَهُ فَقَبْلَ أَنْ یَمُدَّ یَدَهُ وَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ فَقَالَ لَهَا احْمِلِیهِ إِلَیْهِ قَالَتْ یَا مَوْلَایَ بَعْضُهُ یَکْفِیهِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ أَرْسَلَهُ إِلَیْهِ کُلَّهُ فَاشْتَرَتْ لَهُ مِنْ غَدٍ وَ أَتَتْ بِهِ فَوَقَفَ السَّائِلُ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِکَ فَأَرْسَلَتْ فَاشْتَرَتْ لَهُ وَ أَتَتْهُ بِهِ فِی اللَّیْلَةِ الثَّالِثَةِ وَ لَمْ یَأْتِ سَائِلٌ فَأَکَلَ وَ قَالَ مَا فَاتَنَا مِنْهُ شَیْ‏ءٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.[3]

اما بالنسبة الى تناول عصیر العنب فهذا قد بحثه الفقهاء فی الرسائل العملیة فقالوا: لا إشکال فی حرمة العصیر العنبی سواء غلى بنفسه أو بالنار أو بالشمس‏ إلا إذا ذهب ثلثاه أو ینقلب خلا.[4] و ما یتواجد منه فی اسواق یحکم بحلیته طبقا لقاعدة سوق المسلمین.

من هنا لا محذور فی تناول العصیر العنبی سواء فی اللیل او النهار بالشرط المذکور فی الرسائل العملیة.

و کذلک یصح تناول المجلوب من بلاد الکفر إذا علم بذهاب ثلثیه بالغلیان أو لم یکن مغلیا أصلا.[5]

و قد سئل السید الخوئی (قدس) السؤال التالی:

س: تباع فی الأسواق أنواع من عصیر العنب، و قد کتب على الزجاج «معالج بالحرارة الشدیدة» فمع العلم بحصول الغلیان یحرم العصیر العنبی، و لکن مع الشک هل یجوز شربه؟

فاجاب قدس: یجوز فی مفروض السؤال، و اللَّه العالم.[6]



[1] المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 49، ص 308، موسسه الوفاء، بیروت، 1404ق.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحارالأنوار، ج 16، ص 79.

[3] المجلسی، محمد باقر، بحارالأنوار، بحارالأنوار، ج 46، ص 90.

[4]الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج 2، ص 478، مؤسسة دار العلم - قم المقدسة، الطبعة الأولى.

[5] الموسوی الخوئی، السید ابوالقاسم، صراط النجاة (مع حواشی التبریزی)، ج 2، ص 39، مکتب نشر المنتخب - قم المقدسة، الطبعة الأولى، 1416 هـ ق.

[6] الموسوی الخوئی، السید ابوالقاسم، صراط النجاة (مع حواشی التبریزی)، ج ‏3، ص 275.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279357 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256905 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128056 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112876 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88918 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59626 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59354 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56810 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49383 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47110 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...