بحث متقدم
الزيارة
5493
محدثة عن: 2008/09/20
خلاصة السؤال
ما هی مدة ترک الذنب التی تضمن عدم عودة الانسان الیه؟
السؤال
ما هی المدة التی یترک فیها الذنب و العمل الاخلاقی الذمیم و التی تضمن عدم عودة الانسان إلیه. فهل صحیح ما یقوله البعض؛ من ان 40 او 21 یوماً لترک عمل کافیة فی عدم عودته إلی ذلک العمل و هل توجد آیة أو حدیث فی هذا المجال؟
الجواب الإجمالي

لم نعثر علی آیة أو روایة فی هذا المجال، نعم ورد فی الروایات ان من أخلص لله أربعین یوماً او صباحا و عمل فیها لرضا الله، فان الله یجری حکمته علی قلبه و لسانه؛ و ینبغی الالتفات ضمناً الی عدة ملاحظات أیضاً:

1. ان الانسان مادام فی هذه الدنیا لا یکون آمناً من مکر الشیطان، فلا یمکن ابداً ان نعتقد باننا مصونون عن الذنوب.

2. لا ینبغی أن نیأس من رحمة الله أبداً، و ان الذنب مهما تکرر فان باب التوبة مفتوح أیضاً، و ینبغی علینا دوماً أن نعیش الأمل فی رحمة الله.

الجواب التفصيلي

1. بخصوص هذا السؤال لم نعثر علی آیة أو روایة، نعم بخصوص آثار عدد الاربعین وردت فی الروایات مطالب کثیرة نشیر الی بعضها الذی نحتمل انه یرتبط بالسؤال:

الف. عن أبی جعفر (ع) قال: "ما أخلص العبد الایمان بالله عزوجل أربعین یوماً أو قال ما أجمل عبد ذکر الله عز و جل اربعین یوماً الا زهّده الله عزو جل فی الدنیا و بصّره داءها و دواءها فأثبت الحکمة فی قلبه و انطق بها لسانه.[1]

ب. من کان مواظباً علی‌ اکل الطعام الحلال لمدة اربعین یوماً صار قلبه نورانیاً.[2]

ج. ان آدم (ع) بعد هبوطه من الجنة، و  کذلک داود  (ع) کانا فی حال الانابة و التوبة لمدة اربعین یوماً.[3] ... الی‌ غیر ذلک من الموارد الاخری التی تبیّن تأثیر عدد الاربعین فی التکامل الوجودی و الاخلاقی و محو آثار الأعمال السیئة فی الانسان.

2. لا شک انه کما ان تکرار العمل یؤدی الی رسوخه فی النفس و الروح و یوجب استقرار الصفات و الملکات فی الانسان کما یقول علماء الاخلاق، فکذلک ترک العمل لمدة طویلة یمکنه أیضاً أن یقتلع اصوله النفسیة من روح الانسان و یؤدی به الی أن ینسی لذة ذلک الذنب بحیث لا یعود الیه بسهولة مرة ثانیة.

3. مادام الانسان فی هذه الدنیا فهو لیس آمناً من مکرا الشیطان.[4] یقول القرآن الکریم: "و ما ابرئ نفسی ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربی ان ربی غفور رحیم".[5] و لهذا کان الأئمة (ع) یرددّون فی مناجاتهم مع الله تعالی: "و لا تکلنی الی نفسی طرفة عین أبداً".[6] إذن لا یمکن أبداً ان نعتقد باننا مصونون عن الذنب دقیقة واحده.

4. لا ینبغی الیأس من رحمة الله أبداً. و لذا فمهما تکرر صدور الذنب منا فان باب التوبة مفتوح أیضاً، و ینبغی علینا أن نعیش الأمل فی رحمة الله.[7]



[1] الکافی، ج 2، ص 16.

[2] کیمیاء السعادة، ج 1، ص 376.

[3] البحار، ج 5، ص 43.

[4] القاضی القضاعی، شهاب الاخبار، ح 709.

[5] یوسف، 53.

[6] الکافی، ج 2، ص 524.

[7] یوسف، 87.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257317 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128186 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113302 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89018 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59870 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59578 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49808 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47183 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...