بحث متقدم
الزيارة
5156
محدثة عن: 2011/10/24
خلاصة السؤال
إذا نظرنا إلى إنفاق الأئمة فلا بد من السؤال: ما هو عمل الأئمة (ع)؟ و کیف یمکن لهم أن یحصلوا على هذا القدر من الأموال؟
السؤال
نقرأ العدید من الروایات فی مسألة إنفاق الأئمة المعصومین (ع)، بحیث أنهم لا یردون سائلاً خائباً، و السؤال هو: 1ـ ما هو عمل الأئمة (ع)؟ 2ـ من أین لهم هذه الأموال الکثیرة التی ینفقونها فی مساعدة الآخرین؟
الجواب الإجمالي

بالتوجه إلى أن الأئمة (ع) هم أکمل الناس بکل اللحاظات و من جملتها العقل و المعاش و التجارة، و علیه فبإمکانهم الحصول على أموال کثیرة نسبیاً. و طبقاً للروایات فإن الأئمة مارسوا أعمالاً کثیرة و مهنا متعددة منها الزراعة و رعایة بساتین الأشجار و العمل و الاکتساب و غیر ذلک من الأعمال، و نحن هنا نشیر إلى موردین منها:

1ـ کان الإمام علی (ع) قد حفر الآبار الکثیرة فی المدینة و التی عرفت بـ (أبیار علی)، و کذلک قام (ع) بإحیاء الکثیر من الأراضی و زرع فیها النخیل لا تزال آثارها موجودة، و قد ورد فی الروایات أن الإمام أمیر المؤمنین (ع) عندما یفرغ من الجهاد یشرع فی تدریب الناس و الحکم بینهم، و عندما یجد فراغاً بعد أداء هذا التکلیف یذهب إلى ضیعة له و یعمل بها بیده، و کان دائم الذکر أثناء العمل.

2ـ یقول أبو عمرو الشیبانی: (رأیت الإمام الصادق (ع) و بیده مسحاة و علیه إزار غلیظ یعمل فی حائط له و العرق یتصاب عن ظهره...)، و بالنظر لهذه الموارد التی یوجد الکثیر مما یشابهها فی کتب التاریخ و الحدیث نتوصل إلى أن الأئمة (ع) کانوا من أهل السعی و العمل، و إضافة إلى ما کان لدیهم من عمال کانوا یزاولون العمل بأیدیهم، و علیه فمن الطبیعی أن یحصلوا على الأموال الکثیرة التی ینفقونها فی موارد عدیدة.

الجواب التفصيلي

بالتوجه إلى أن الأئمة (ع) هم أکمل الناس بکل اللحاظات و من جملتها العقل و المعاش و التجارة، و علیه فبإمکانهم الحصول على أموال کثیرة نسبیاً. و طبقاً للروایات فإن الأئمة مارسوا أعمالاً کثیرة منها الزراعة و رعایة بساتین الأشجار و العمل و الاکتساب و غیر ذلک من الأعمال، و نحن هنا نشیر إلى موردین منها:

1ـ کان الإمام علی (ع) قد حفر الآبار الکثیرة فی المدینة و التی عرفت بـ (أبیار علی)، و کذلک قام (ع) بإحیاء الکثیر من الأراضی و زرع فیها النخیل لا تزال آثارها موجودة، و قد ورد فی الروایات أن الإمام أمیر المؤمنین (ع) عندما یفرغ من الجهاد یشرع فی تدریب الناس و الحکم بینهم، و عندما یجد فراغاً بعد أداء هذا التکلیف یذهب إلى ضیعة له و یعمل بها بیده، و کان دائم الذکر أثناء العمل[1].

2ـ یقول أبو عمرو الشیبانی: رأیت أبا عبد الله (ع) و بیده مسحاة و علیه إزار غلیظ یعمل فی حائط له و العرق یتصاب عن ظهره، فقلت: جعلت فداک أعطنی أکفک، فقال لی: «إنی أحب أن یتأذى الرجل بحر الشمس فی طلب المعیشة».[2]

3ـ و ینقل محمد بن عذافر عن أبیه قال: أعطى أبو عبد الله (ع) أبی ألفاً وسبعمائة دینار فقال له: اتجر لی بها، ثم قال: إنه لیس لی رغبة فی ربحها و إن کان الربح مرغوباً فیه و لکنی أحببت أن یرانی الله عز و جل متعرضاً لفوائده.[3]

4ـ قال هشام بن أحمر: دخلت على أبی عبد الله (ع) و أنا أرید أن أسأله عن المفضل بن عمر، و هو فی ضیعة له فی یوم شدید الحر و العرق یسیل على صدره...[4]

5ـ قال عبد الأعلى: استقبلت أبا عبد الله (ع) فی بعض طرق المدینة فی یوم صائف شدید الحر، فقلت: جعلت فداک، حالک عند الله عز و جل و قرابتک من رسول الله (ص) و أنت تجهد نفسک فی مثل هذا الیوم؟! فقال: یا عبد الأعلى خرجت فی طلب الرزق لأستغنی عن مثلک[5].

6ـ ینقل على ابن أبی حمزة عن أبیه أنه قال:"رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ (ع) یَعْمَلُ فِی أَرْضٍ لَهُ قَدِ اسْتَنْقَعَتْ قَدَمَاهُ فِی الْعَرَقِ! فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ أَیْنَ الرِّجَالُ؟! فقال: یا عَلِیُّ قَدْ عَمِلَ بِالْیَدِ مَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی فِی أَرْضِهِ وَ مِنْ أَبِی. فَقُلْتُ لَهُ: و مَنْ هُوَ؟ فقال: رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ. وَ آبَائِی (ع) کُلُّهُمْ کَانُوا قَدْ عَمِلُوا بِأَیْدِیهِمْ وَ هُوَ مِنْ عَمَلِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الصَّالِحِین"[6].

و بالنظر لهذه الموارد و الکثیر مما یشبهها المذکورة فی الکتب التاریخیة و الروائیة و... نعرف أن الأئمة (ع) من أهل التجارة و العمل و السعی المتواصل، و مع وجود من یعملون للأئمة فإنهم (ع) یعملون بأیدیهم مباشرة، فمن الطبیعی أن یحصلوا على الأموال نتیجة لهذه الجهود التی یبذلونها فی العمل، و التی ینفقون الکثیر منها للمستحقین و الفقراء.



[1]المحدث النوری، مستدرک الوسائل، ج13، ص25، مؤسسة آل البیت(ع)، قم، 1408 هـ ق.

[2]الکلینی، الکافی، ج5، ص76، الإسلامیة، طهران، الطبعة الثانیة، 1362 ش.

[3]العلامة المجلسی، بحار الأنوار، ج47، ص56، الحدیث رقم100، مؤسسة الوفاء بیروت ـ لبنان، 1404 هـ ق؛ الخسروی، موسى، حیاة الإمام جعفر الصادق (ع) ص42 و 43، طهران، الطبعة الثانیة، 1398 ش.

[4]بحار الأنوار، ح47، ص340؛ حیاة الإمام جعفر الصادق(ع)، ص287.

[5]بحار الأنوار، ج47، ص56، 99؛ حیاة الإمام الصادق(ع)، ص42و 43.

[6]أخوان الحکیمی، الحیاة، أحمد آرام، ج5، ص477. مکتب نشر المعارف الإسلامیة، طهران، طبعة مکررة، 1380 ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257254 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113249 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56857 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49745 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...