بحث متقدم
الزيارة
5058
محدثة عن: 2011/03/16
خلاصة السؤال
هل يمكن مساعدة المساجد و دعمها بواسطة الأموال المحرمة أو المأخوذة عن طريق الشبهة؟
السؤال
هل يمكن أخذ الأموال لغرض دعم المساجد من الأشخاص الذين يحصلون على المال من الطرق المحرمة أو المشوبة بالشبهة؟
الجواب الإجمالي

أما فيما يخص الأموال المحرمة فلا يوجد أي تردد و شك في حرمة التصرف بها و صرفها من دون أخذ الإذن من مالكها الحقيقي.

وأما فيما يخص أموال الشبهة فلا بد من القول: المال الذي لا نعلم إنه غير شرعي على وجه الدقة، نحتمل إنه حرام، و مثاله الشخص الذي يكفل عدد من اليتامى و إن أموالهم تحت تصرفه، و نحن نعلم إنه يأخذ من أموال اليتامى ليصرفها في حاجاته الشخصية الخاصة، و بالإضافة لذلك يوجد لديه مورد مشروع للحصول على الأموال، ففي مثل هذه الحالة مع الإستفادة من أمواله المشبوهة ليس فيه إشكال شرعي إلى إن الأفضل اجتناب هذا الأمر.

الجواب التفصيلي

يتكون السؤالان من قسمين نجيب عن كليهما بالترتيب:

أما فيما يتعلق بالأموال المحرمة فلا يوجد أي تردد أو شك في عدم جواز التصرف بها من دون إحراز الإذن و الإجازة من مالكها الحقيقي.

و أما فيما يخص أموال الشبهة فلا بد من القول: أن المال الذي لا نعلم إنه غير شرعي على وجه الدقة، نحتمل إنه حرام، و مثاله الشخص الذي يكفل عدد من اليتامى و إن أموالهم تحت تصرفه، و نحن نعلم إنه يأخذ من أموال اليتامى ليصرفها في حاجاته الشخصية الخاصة، و بالإضافة لذلك يوجد لديه مورد مشروع للحصول على الأموال، ففي مثل هذه الحالة مع الإستفادة من أمواله المشبوهة ليس فيه إشكال شرعي إلى إن الأفضل اجتناب هذا الأمر.

وهناك مجموعة من الروايات التي تحذرنا من سلوك طريق الشبهة، وقد جاءت على النحو التالي:

قال رسول الله (ص): " حَلَالٌ بَيِّنٌ وَ حَرَامٌ بَيِّنٌ وَ شُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ نَجَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مَنْ أَخَذَ بِالشُّبُهَاتِ ارْتَكَبَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ هَلَكَ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَم‏".[1]

 

و هنا نشير إلى نقطتين لا تخلوان من الطرافة:

1- إضافة إلى الحرمة و الحلية التكلفية، هناك آثار وضعية للأعمال التي نقوم بها، فالشخص الذي يتناول الخمر قد يكون جاهلاً بالحكم أو الموضوع فلا يكون لعمله جزاء في عالم الآخرة، و لكن لابد من ترتب الآثار الوضعية على هذا العمل كالسكر مثلاً. 2.أخذ الأموال من الأشخاص الذين تكون في أموالهم شبهة، أو التردد على منازلهم و تناول الطعام فيها فكما تقدم لا يوجد إشكال شرعي في مثل هذا العمل[2]، و لكن في بعض الأحيان و في ظروف معينة ينبغي اجتناب الإقدام على مثل هذه الأعمال و الامتناع عنها.

و على سبيل المثال فالشخص الذي لديه عمل مشروع و حلال، بالإضافة إلى عمل محرم آخر كأن يتعاطى بالربا، فمن الطبيعي أن تكون أمواله خليطاً من الحرام و الحلال، فإن الاستفادة من أمواله مع عدم معرفة حلالها من حرامها يكون بمثابة التأييد لعمله، و عليه فمن اللازم اجتناب مثل هذا العمل.

وكذلك الحال بالنسبة إلى أموال الشبهة المأخوذة لبناء المساجد لا تعد مالاً حراماً، لكن إذا كانت هذه المساعدة توجب سوء ظن المؤمنين، أو إنها تجرء صاحبها على الحرام و اقتراف الذنوب أو تعتبر تأييداً له على مثل هذا العمل غير الصحيح، فالأجدر الامتناع عنها و عدم الاستفادة منها.

 


[1]الكليني الكافي، ج1، ص67، دار الكتب الإسلامية طهران، 1365 هـ ش.

[2] مكتب آية الله السيد الخامنئي ( مد ظله العالي): لا مانع من الاستفادة من الاموال المذكورة ما لم يتيقن بوجود عين المال الحرام فيها.

جواب سماحة آية الله الشيخ مهدي هادوي الطهراني (دامت بركاته): يجب اجتناب الاموال المحرمة، و أما اذا لم يعلم بان الطعام الذي يتناوله من المال المحرم او المحلل، فلا يجب الاجتناب عنه، الا اذا اطمأن بحرمته . مقتبس من السؤال 11124 (الموقع: 10958).

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257239 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113243 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49728 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...