بحث متقدم
الزيارة
8178
محدثة عن: 2012/04/17
خلاصة السؤال
إذا كان ختم الأربعينية لطلب الأولاد، يعتبر من الخرافات، فأي دعاء أو عمل تنصحونا به لطلب الأولاد؟
السؤال
سلام عليكم، إذا كان ختم الأربعينية لطلب الأولاد، يعتبر من الخرافات، فأي دعاء أو عمل تنصحونا به لطلب الأولاد؟
الجواب الإجمالي

لم نعثر بعد الفحص و التفتيش في المصادر الروائية على شيء باسم الأربعينية للحمل، أما ما يخص الدعاء لطلب الولد، يلزم أولا الإلتفات إلى عدة نكات:

1ـ أن الدنيا دار إمتحان و بلاء، و كل شخص يُمتحن بنوع من الإمتحانات، فواحد بالأموال، و الآخر بالفقر و الثالث بالأولاد، و الرابع بحرمانه منهم و هكذا...

2ـ بما إن كل ما يحدث في الدنيا و في عالم الوجود و لا يجري إلا بالإرادة و المشيئة الإلهية و قدرته اللامتناهية، لذا يجب الطلب منه فلا تُحل أيّ عقدة و ترتفع أيّ مشكلة إلا بإرادته و قدرته.

3ـ بما أن المعصومين (ع) عندهم علم الأولين و الآخرين و لا يعلم أحد علمهم، و من جهة أخرى قد علّمونا و أرشدونا الى بعض الأدعية في هذا المجال التي لابد أن يكون لها تأثير أكثر من غيرها من الأدعية في هذا المضمار، فلذلك يستوجب الإستعانة هنا بها.

4ـ إن نظام عالم الوجود قائم على أساس قانون الأسباب و المسبّبات، فيجب أن لا يمنع إرتباطنا بالله سبحانه عن طريق الدعاء و التوسل الذهاب إلى الطبيب و التداوي عن طريقه لو لَزم ذلك، حتى نستفيد من الأسباب التي خلقها الله سبحانه و جعلها لهذا الأساس، مع حفظ إرتباطنا  به بالدعاء و التوسل.

الجواب التفصيلي

لم نعثر بعد الفحص و التفتيش في المصادر الروائية على شيء باسم الأربعينية للحمل.[1] أما ما يخص الدعاء لطلب الولد، يلزم أولاً الإلتفات إلى عدة نكات قبل الجواب:

1ـ أن الدنيا دار إمتحان و بلاء، و كل شخص يُمتحن بنوع من الإمتحانات، فواحد بالأموال، و الآخر بالفقر، و الثالث بالأولاد، و الرابع بحرمانه منهم و...

لمزيد من الإطلاع في هذا المجال راجعوا موضوع إمتحان المؤمنين 8302 (الموقع: 8394) و طرق إمتحان الإنسان في رأي القرآن 4157 (الموقع: 4682)

2ـ إن كل ما يحدث في عالم الوجود، هو بيد القدرة الإلهية اللامتناهية، فإذا ولد لشخص ولد فهو من الله سبحانه، و إذا حُرم فمن الله سبحانه، يقول اله عزّوجلّ في كتاب المجير: "أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَ إِنَثًا  وَ يجَعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا  إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير"،[2] لذلك يجب الطلب منه سبحانه فلا تُحلّ أيّ عقدة و تُرفع أيّ مشكلة إلّا بإرادته و قدرته. طبعاً هذا لا يعني أن لا تأثير للبشر في الأعمال، بل لربما كنّا المنشأ للكثير من أعمالنا، و لكن مع ذلك ننسبها لله سبحانه جهلاً.

لمزيد من الإطلاع راجعوا موضوع الإنسان و الجبر و الإختيار 1896 (الموقع: 2718)، و كذلك موضوع عدم وجود الخطيب و الجبر في الحياة 19680 (الموقع: 19015) و موضوع نسبة الشرور بالعرض لله 9783 (الموقع: 9783).

3ـ بما إن المعصومين (ع) هم الواسطة في كل الفيوضات الإلهية و عندهم علم الأولين و الآخرين، و من جهة أخرى عندما يدلّونا على دعاء خاصّ في مورد ما فلابد أن يكون لهذا الدعاء تأثير أكثر من غيره في هذا المجال، فلذلك يستوجب علينا الإستعانة بها في مثل هذه الموارد.

أما ما يخص موضوع السؤال فقد وصلنا عن المعصومين (ع) أدعية خاصة نشير إلى بعضها:

الف) عن الإمام الصادق (ع) قال: "من أراد أن يحبل له فليصلّ ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع و السجود ثمّ يقول: "اللّهم إنّي أسألك بما سألك به زكريا يا ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين، اللّهم هب لي ذرّية طيّبة إنّك سميع الدعاء، اللّهم باسمك إستحللتها، و في أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها ولداً فاجعله مباركاً و لا تجعل للشيطان فيه شركاً و لا نصيباً".[3]

ب) عن علي بن محمد قال: تزوّجت إبنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حباً لم يحبّ أحد أحداً مثله، و أبطأ عليّ الولد فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (ع) فذكرت ذلك له فتبسّم، و قال: اتخذ خاتماً فضة فيروزج و اكتب عليه: "ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين" قال: ففعلت فما أتى عليّ حول إلا رزقت منها ولداً ذكراً.[4]

4ـ ليس الدعاء خاص بألفاظ معيّنة، بل يمكن للعبد أن يتكلّم مع الله سبحانه بأي كلام شاء و بأي نحو كان، فلو فرض عدم وصول أي دعاء خاص في هذا المورد عن أهل البيت (ع) فليس معنى ذلك أننا يحق لنا التوسّل بانحرافات، بل يمكننا التكلّم مع الله سبحانه و طلب حوائجنا منه مباشرة و بلغتنا التي لا تغيب عنه سبحانه.

5ـ ما يجمل ذكره هنا أن الدعاء و طلب الولد من الله سبحانه لا ينافي مراجعة الطبيب، و التوسل بالأسباب الطبيعية للحمل، فنظام العالم الذي نعيشه قائم على أساس قانون الأسباب و المسببات فلربما كان شفاء المريض بالعمل بوصفة الطبيب المتخصّص، لذلك يجب أن لا يمنع إرتباطنا بالله سبحانه عن طريق الدعاء و التوسل ذهابنا إلى الطبيب و التداوي عن طريقه، حتى نستفيد من الأسباب التي أوجدها الله سبحانه و جعلها لهذا الأساس، مع حفظ إرتباطنا به سبحانه بالدعاء و التوسل.

لمزيد من الإطلاع راجعوا موضوع (القدرة الإلهية و الأسباب و المسببات) 12513 (الموقع: 12326)

 


[1] لمزيد من الإطلاع في هذا المجال راجعوا موضوع (التمسك بختم الأربعينية للسعادة 8334) (الموقع: 8395)

[2] الشورى، 50.

[3] الكليني، الكافي، ج 3، ص 482، دار الكتب الإسلامية طهران، 1365 ه ش.

[4] العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الرضا (ع)، ج 2، ص 366، الحرم الرضوي (المؤتمر)، الطبعة الأولی، مشهد، 1406 ق، الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 95، مؤسسة آل البيت (ع) قم، 1409 ه ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279426 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257205 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128128 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113209 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88982 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59817 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59533 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56847 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49712 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47155 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...