بحث متقدم
الزيارة
8463
محدثة عن: 2009/03/02
خلاصة السؤال
هل ورد عدد رکعات الصلاة فی القرآن؟
السؤال
هل ورد فی القرآن الکریم أن عدد رکعات الصلاة الیومیة الواجبة هو 17 رکعة؟
الجواب الإجمالي

القرآن کتاب یعرض للبشریة العلوم و المعارف حسب ما تقتضیه الضرورة (من أحکام، عقائد، تاریخ و...) بشکل مختصر و ببیان کلی، و أوکل مهمة التفسیر و التبیین للنبی الأکرم (ص). و النبی الأکرم(ص) أوکل هذه المهمة بأمر من الله إلى الأئمة المعصومین(ع) من أهل البیت من بعده.

و فیما یتعلق بالصلاة فقد بین القرآن أصل وجوب الصلوات الخمس و أوقاتها، و أوکل بیان تفاصیلها کعدد الرکعات إلى النبی الأکرم(ص)، و النتیجة هی: إن المعصومین(ع) و هم القرآن الناطق بینوا لنا عدد رکعات الصلاة.

الجواب التفصيلي

القرآن کتاب یعرض للبشریة العلوم و المعارف حسب ما تقتضیه الضرورة (من أحکام، عقائد، تاریخ و...) بشکل مختصر و ببیان کلی، و أوکل مهمة التفسیر و التبیین للنبی الأکرم (ص). و النبی الأکرم(ص) أوکل هذه المهمة بأمر من الله إلى الأئمة المعصومین(ع) من أهل البیت من بعده؛ لأن القرآن یرى أن للنبی(ص) أربع مناصب إلهیة:

1 – منصب تلقی الوحی الإلهی و قد أشیر إلى هذا فی العدید من الآیات[1].

2 – منصب إبلاغ الوحی الإلهی[2].

3 – منصب تبیین الوحی الإلهی و تفسیره.

فکانت مسؤولیة النبی(ص) تفسیر القرآن الکریم للناس لیفهم الناس مقصود الله من الآیات. جاء فی القرآن الکریم حول منصب تبیین الوحی: (أَنْزَلْنا إِلَیْکَ الذِّکْرَ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَیْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ یَتَفَکَّرُون‏).

4 – منصب تطبیق القرآن و تنفیذ الأحکام و الأوامر الإلهیة. و بوفاة النبی(ص) أغلق باب المنصبین الأول و الثانی "تلقی الوحی و إبلاغه" لکن المنصبین الثالث "تبیین الوحی" و الرابع "تطبیق الأحکام الإلهیة" بقی بابهما مفتوحا. و وفقا لحدیث الثقلین المتفق علیه بین الشیعة و السنة[3] و العدید من الروایات فإن هذین المنصبین ثبتا للأئمة(ع) بعد النبی [4].

عن منصور بن حازم قال: قلت لأبی عبد الله (ع): إنی ناظرت قوماً فقلت: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله علیه و آله هو الحجة من الله على الخلق، فحین ذهب رسول الله صلى الله علیه و آله من کان الحجة بعده ؟ فقالوا: القرآن، فنظرت فی القرآن فإذا هو یخاصم فیها المرجیّ والحروری و الزندیق الذی لا یؤمن حتى یغلب الرجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا یکون حجّة إلاّ بقیم، ما قال فیه من شیء کان حقاً، قلت: فمن قیّم القرآن ؟ قالوا: قد کان عبد الله بن مسعود و فلان و فلان و فلان یعلم، قلت: کلّه ؟ قالوا: لا، فلم أجد أحداً یقال: إنّه یعرف ذلک کلّه إلاّ علیّ بن أبی طالب (ع)، و إذا کان الشیء بین القوم، و قال هذا: لا أدری، و قال هذا: لا أدری، و قال هذا: لا أدری، و قال هذا: لا أدری، فأشهد أنّ علیّ بن أبی طالب (ع) کان قیم القرآن، و کانت طاعته مفروضة، و کان حجّة بعد رسول الله صلى الله علیه و آله على الناس کلّهم، و إنّه (ع) ما قال فی القرآن فهو حقّ.... و إن الحجة من بعد علیّ (ع) الحسن بن علی، ثم الحسین بن علی، ثم علی بن الحسین، وباقی الأئمة(ع) [5].

إذن المفهوم من هذه الروایات أن القرآن عرض المعارف و العلوم بشکل مجمل مختصر، و أوکل مهمة تفسیره إلى المعصومین (ع)، و فیما یتعلق بعدد رکعات الصلاة فالأمر على هذا النحو أیضا؛ لأن القرآن بین فی العدید من الموارد[6]  أصل وجوب الصلاة، و کذلک بین أوقات الصلوات الیومیة الخمسة قال تعالى: (أقم الصلاة لدلوک الشمس ]وقت الظهر [إلى غسق اللیل ]نصف اللیل[ و قرآن الفجر ]صلاة الصبح[ إن قرآن الفجر کان مشهودا) [7].

و على أیة حال فأصل مسألة الصلاة الیومیة مبینة فی القرآن إلا أن التفاصیل و الجزئیات و بیان عدد الرکعات فهی مهمة القرآن الناطق الأئمة المعصومون (ع). و قد بین النبی(ص) و الأئمة المعصومون(ع) عدد الرکعات بأقوالهم و أفعالهم. و ننقل هنا روایة واحدة کمثال لذلک:

روى الشیخ الطوسی(ره) فی کتاب التهذیب عن فضیل بن یسار عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: الفریضة و النافلة أحد و خمسون رکعة، منها رکعتان بعد العتمة جالسا تعدان برکعة، هو قائم الفریضة منها سبع عشرة رکعة و النافلة أربع وثلاثون رکعة[8].



[1] مثل سورة البقره، 252؛ آل عمران 58 و 108 ؛ الجاثیه 9؛ القصص، 3.

[2] النجم، 3 و 4.

[3] صحیح الترمذی، ج 5، ص 621.

[4] اصول الکافی، ج1، ص 192، ح3.

[5] وسائل الشیعة، ج 18، باب 131، ص 1330.

[6]  یتطرق القرآن الکریم لبیان الصلاة فی 82 آیه، مثل الآیات 3، 43، 45، 83 ، 110، 125، 153، 177، 238، 277 من سورة البقره، و سور أخرى.

[7] الإسراء، 78.

[8] تهذیب الاحکام، الشیخ الطوسی (ره)، ج 2، کتاب الصلاة، الباب الأول، ح 2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256920 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112883 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59630 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59356 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49392 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...