بحث متقدم
الزيارة
6265
محدثة عن: 2012/05/05
خلاصة السؤال
ما المراد من كلام الامام الباقر (ع): "تفقهوا في الحلال و الحرام و إلا فأنتم أعراب"؟
السؤال
ما المراد من كلام الامام الباقر (ع): "تفقهوا في الحلال و الحرام و إلا فأنتم أعراب"؟
الجواب الإجمالي

الرواية المذكورة "تفقهوا في الحلال و الحرام و إلا فأنتم أعراب"[1] مروية عن الامام الباقر (ع)، و الرواية واضحة المعنى حيث تحث على تعلم الدين و الاهتمام بأمور الشريعة و احكامها و مواكبة العلم و الحضارة، و الا سيكون الانسان شأنه شأنه ذلك الاعرابي[2] الذي لا يفقه من أمور دينه شيئاً، و الحذير من خطر الانزواء و الابتعاد عن المعرفة و ما يترتب عليه من آثار سلبية و مردودات خطيرة تعود على حياة الانسان و المجتمع حتى وصفهم القرأن الكريم بقوله: «الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً...».[3] و ما ذلك الا بسبب بعدهم عن المدنية و بركات الانسانية و العلم و المعرفة.

يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره للآية المباركة: يبين تعالى حال سكان البادية و أنهم أشد كفرا و نفاقا لأنهم لبعدهم عن المدنية و الحضارة، و حرمانهم من بركات الإنسانية من العلم و الأدب أقسى و أجفى، فهم أجدر و أحرى أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله من المعارف الأصلية و الأحكام الشرعية من فرائض و سنن و حلال و حرام.[4]

فالذم الوارد في الآية و الرواية لم يكن منطلقا من كونهم أعرابا أو بسبب النسب و العرق الذي ينتمون اليه، و إنما بسبب الجلف و الخشونة التي تميز بها هؤلاء الناس بسبب ظروف البيئة و الطبيعة التي عاشوا فيها و ابتعادهم عن مراكز النور و الانسانية و تمردهم على القيم و التشريعات التي جاء بها النبي الاكرم (ص)، فالمشكلة مشكلة البيئة لا مشكلة ذات الانسان البدوي.[5]

 


[1] البرقي، احمد بن محمد بن خالد، المحاسن، ج ‏1، ص 227، دار الكتب الإسلامية، قم، الطبعة الثانیة، 1371ق.‏

[2] ليس المراد من الاعراب الشعب العربي، بل المراد منهم أولئك الناس الذين يعيشون بعيدا عن المدنية و الحضارة و مراكز العلم و الثقافة و فضلوا العيش في تلك الاماكن القاصية و المتخلفة مع تمكنهم من الهجرة الى مراكز الوعي و النور تلك، و بذلك رجحوا الجهل على المعرفة.

[3] التوبة 97.

[4] الطباطبائي سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج ‏9، ص 370، مکتب الاعلام الاسلامي، قم، 1417ق؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 5، ص 95- 96، انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1372ش.

[5] نجفي خميني، محمد جواد، تفسير آسان، ج ‏6، ص 393، انتشارات اسلامية، طهران، 1398ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257246 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128142 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59836 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49737 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...