بحث متقدم
الزيارة
6365
محدثة عن: 2009/04/18
خلاصة السؤال
اذکروا لنا خمس خصائص للإمام طبقا لما ورد فی القرآن الکریم؟
السؤال
نرجو منکم أن تذکروا لنا الآیة الکریمة التی تذکر خمس خصوصیات للإمام؟
الجواب الإجمالي

آیة الإمامة و القیادة فی القرآن الکریم هی الآیة الواردة فی سیاق قصة نجاة خلیل الله إبراهیم (ع) و نبی الله لوط (ع) و کیف وهب الله سبحانه الذریة الصالحة لإبراهیم (ع) [1]، ثم تعرضت الآیة لمقام إمامة هذا النبی العظیم و بینت بعض صفات و مناهج و خصائص هذا المقام الإلهی الشامخ، قال تعالى: " وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاء الزَّکَاةِ وَ کَانُوا لَنَا عَابِدِینَ"[2].

و یستفاد من هذه الآیة خمس خصائص لأئمة الحق و هی:

1 – یدعون الناس إلى الله.

2 – یفعلون الخیرات، و الأعمال الحسنة.

3 – یقیمون الصلاة.

4 – یؤدون الزکاة (الصدقات).

5 – لا یعبدون إلا الله.

فی الحقیقة، إنّ مقام الإمامة مقام تنفیذ کلّ الخطط و الاُطروحات الإلهیّة؛ و بتعبیر آخر: الإیصال إلى المطلوب، و الهدایة التشریعیّة و التکوینیّة، فالإمام من هذه الناحیة کالشمس التی تنمی الکائنات الحیّة بأشّعتها تماماً.

أول خصائص الأئمة الحق هی: أنهم یهدون بأمر الله (یهدون بأمرنا) و لا یعنی بالهدایة الإرشاد و بیان الطریق الصحیح فقط، و الذی هو من شأن النبوّة و الرسالة، بل یعنی الأخذ بالید و الإیصال إلى المقصود. و هذا بالطبع لمن له الاستعداد و اللیاقة و الأهلیّة.[3]

أمّا الموهبة الثّالثة و الرّابعة و الخامسة فقد عبّر عنها القرآن بقوله: "وَأَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِیتَاء الزَّکَاةِ" و هذا الوحی یمکن أن یکون وحیا تشریعیّاً، أی إنّنا جعلنا کلّ أنواع أعمال الخیر و أداء الصلاة و إعطاء الزکاة فی مناهجهم الدینیّة. و یمکن أیضاً أن یکون وحیاً تکوینیّاً، أی إنّنا وهبنا لهم التوفیق و القدرة و الجاذبیة المعنویة من أجل تنفیذ هذه الأمور.

خامس الخصائص و آخرها هو مقام العبودیة، فقال: "و کانوا لنا عابدین"[4]. و التعبیر بـ «کانوا» الذی یدلّ على الماضی المستمر فی هذا المنهج، ربّما کان إشارة إلى أنّ هؤلاء کانوا رجالا صالحین موحّدین مؤهّلین حتّى قبل الوصول إلى مقام النّبوّة و الإمامة، و فی ظلّ ذلک المخطّط وهبهم الله سبحانه مواهب جدیدة.[5]



[1] الأنبیاء، 71 و 72.

[2] الأنبیاء، 73.

[3] مکارم الشیرازی، ناصر، التفسیر الأمثل، ج 10، ص 205 - 206.

[4] نفس المصدر، ص 456، مع اختلاف قلیل.

[5] لأجل التوسع فی المطلب راجع: التفسیر الأمثل، ج 10، ص 202 و ما بعدها؛ مجلة پاسدار اسلام، العدد 298، مهر 1385، ص 10، مقالة امامان و رهبران هدایت.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279472 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257343 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128200 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113316 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89031 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59884 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59592 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56884 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49824 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47192 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...