بحث متقدم
الزيارة
5748
محدثة عن: 2009/04/16
خلاصة السؤال
لماذا وردت الاشارة الى القرآن بکلمة "ذلک"؟
السؤال
لماذا ورد فی سورة البقرة هذا التعبیر: ذلک الکتاب، و لم یرد هذا الکتاب؟
الجواب الإجمالي

یوجد العدید من الأجوبة عن السؤال القائل: لماذا ورد التعبیر بکلمة "ذلک" و لم یرد التعبیر بکلمة "ذا":

1 –‏کلمة "ذلک" أتت هنا بمعنى هذا، لأن الکتاب کان حاضرا، و یوجد شاهد لهذا الاستعمال فی أشعار العرب؛ کقول الشاعر:

أقول له و الرمح یأطر متنه   تأمل خفافا إننی أنا ذلکا

أی : أنا هذا.

2 - إن الله وعد نبیه أن ینزل علیه کتابا لا یمحوه الماء ، و لا یخلق على کثرة الرد ، فلما أنزل القرآن قال: هذا القرآن ذلک الکتاب الذی وعدتک.

3 - هذا القرآن ذلک الکتاب الذی وعدنا به فی الکتب السالفة.[1]

و قریب من هذا المعنى ما جاء فی تفسیر الصافی: " یعنی القرآن الذی افتتح ب الم هو ذلک الکتاب الذی أخبرت به موسى و من بعده من الأنبیاء، و هم أخبروا بنی إسرائیل أنی سأنزله علیک یا محمد، لا ریب فیه: لا شک فیه لظهوره عندهم".[2]

4 – أحیانا یستعمل اسم الإشارة البعید لبیان عظمة الشیء أو الشخص، لیدل على أن مقامه شامخ رفیع کأنه مستقر فی أوج السماء، و هذا الاستعمال موجود فی اللغة الفارسیة أیضا فیأتی أسم الإشارة البعید للدلالة على عظمة و رفعة مقام المشار إلیه.

و قد ورد فی القرآن الکریم استعمال "تلک" و هو اسم إشارة للبعید للإشارة إلى آیات القرآن کقوله تعالى: "تِلْکَ آیاتُ الْکِتابِ الْحَکِیمِ".[3]و[4]

و بعبارة أخرى: المراد من هذا الاستعمال بیان أن القرآن له مقام فی منتهى السمو و العظمة، فکلمة «ذلک» فی اللغة العربیة اسم إشارة للبعید. و فیما نحن فیه جاءت کلمة «ذلک» مشیرة إلى القرآن الذی بین أیدینا للدلالة على عظمته و سموه مکانته.[5]

و على کل فهذه هی الآراء المطروحة للجواب عن السؤال و لا محذور فی تبنی أی منها.



[1]. تفسیر مجمع البیان، الشیخ الطبرسی، ج 1، ص 81.

.[2] تفسیر الصافی، ج ‏1، ص 91.

[3]. لقمان، 2. 

[4]. الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج ‏1، ص 72.

[5]. تفسیر نور، ج ‏1، ص 43.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257233 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128139 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113238 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88995 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59548 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49726 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...