بحث متقدم
الزيارة
3208
محدثة عن: 2014/04/14
خلاصة السؤال
ما هو النجاح وماهي طرق الوصول الیه؟
السؤال
ما الذي ینبغي القیام به لتحقیق النجاح من وجهة نظر الاسلام والديانات الاخرى؟
الجواب الإجمالي

حاول معظم الكتاب والمفكرين تقديم تعريف شامل للنجاح. إن مفهوم النجاح في التعاليم الإسلامية قريب من مفهوم السعادة، وفي الحقيقة النجاح المطلق والسعادة المطلقة بمعنی واحد؛ ان السعید والناجح الحقیقی هو من يسير على طريق عبودیة الله تعالى، ويقترب إلى الله بأداء الواجبات الدينية والإنسانية، ويستطيع أن يحقق الغایة النهائية من الخلق، وکذلک یتمتع في حياته من الرزق الحلال دون أن یغفل عن ذكر الله. لنجاح الانسان صلة بعدة أمور؛ منها الحياة الهادفة، والجهد، والصبر، وتجنب الخطيئة، والتأمین الاقتصادي، إلخ.

الجواب التفصيلي

انّ جمیع الديانات السماویة التي قام الانبیاء بتبلیغها الی البشر، تعتبر واحدة من وجهة نظر القرآن وانّ جميع الأنبياء فی الحقیقة قد دعو إلى مدرسة واحدة.[1] وعليه، فقد اتبع جميع الأنبياء مجموعة من المبادئ المشتركة والسنن الثابتة، مثل الدعوة إلى التوحيد، والتقوى، وإنكار الأنانیة، والدعوة إلى الوحدة، والتبشير والإنذار، والدعوة إلى التکامل التعالی والنجاح الحقيقي والسعادة في الحياة، إلخ.[2] وفي نفس الوقت فإن شريعة الأنبياء مختلفة في بعض الجهات. مثل الاختلاف في البيئة، ومستوى احتياجات الناس ومواهبهم، وحدوث التحریف؛ ومع ذلك، بالنظر الی خاتمیة الدين الإسلامي، لا يمكن الآن رؤية الشكل الكامل للحقيقة إلا في واجهة الإسلام، الذي يتمتع بالشمولية وتتوافق تعاليمه مع الفطرة السليمة.[3]

فعلى أي حال؛ إنّ سر نجاح الإنسان وسعادته في الحياة ليس شيئًا يوجد فيه اختلاف بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى.

كل انسان يرغب في تحقیق النجاح في حياته. ولكن السؤال هو ان ما هو النجاح؟ وما هو السبيل للوصول الی النجاح والسعادة في الحياة؟ سوف نتحدّث عن هذا الموضوع بایجاز في ما یلي.

«النجاح» موضوع قد الّف حوله مفكرو الاسلام و غیرهم من الديانات الأخرى مئات من الكتب بنظریات و آراء مختلفه مادیة و معنویة؛ لأن سعادة الانسان لها صلة وثيقة بمعدل نجاحه في الحياة. ان الأشخاص الناجحون هم اکثر نشاطا و رضی وراحة بال ومحبوبیة فی الحیاة، ولافراد المجتمع علاقة خاصة بهم.

تعريف النجاح

هل النجاح هو الارتقاء في مدارج العلم والحصول على الدرجة العلمية، أم الوصول الی المقام والثروة؟ هل النجاح هو الحصول على وظيفة وزوجة مناسبة وبيئة أسرية هادئة واولاد صالحون؟ هل أداء الواجبات الدينية والإنسانية والسير على الصراط المستقيم وطريق الهدی هو النجاح؟ إن کیفیة التصور والإدراك للنجاح يهيّئ ذهن الانسان لمزید من الفهم لمعنی هذه الكلمة.

النجاح فی اللغة بمعنی التوفیق والفوز والظفر أو بلوغ الأمل وتحقیق الحلم أو انجاز شيء ما.[4]

حاول معظم الكتاب والمفكرون تقديم تعريف شامل للنجاح، ولكن إذا دققنا النظر فی تعريفاتهم، سنجد انّ کلا منهم أشار إلى مظهر من مظاهر النجاح. من جملة ذلک ما قیل: «هدوء النفس والأمن أفضل أنواع النجاح».[5]

«أسعد الناس في العالم هم الأشخاص الذين يحبون عملهم؛ بغضّ النظر عما إذا كانوا يكتسبون الثروة والشهوة والسلطة والمكانة الاجتماعية العالية بهذه الطريقة او لا. فأسعد الناس هم الذين يستمتعون بعملهم. مهما کان ذلک العمل؛ فإنّهم يحاولون القيام به بشكل جيد».[6]

 

يُعرَّف النجاح في قاموس ويبستر بأنه «تحقيق مُرضٍ للهدف.[7] ويقول الشهيد مطهري ایضا فی تعريفه للسعادة والنجاح: «ان السعادة [والنجاح] بمعنی اللذة الشاملة وتحقيق الشامل لكل الكمالات، بحيث تتحقق أقصى الكمالات والمتعة الطبيعية والفطریة».[8]

من وجهة نظر معظم الناس؛ الناجح هو من يحقق رغباته ويشعر بالرضا فی نفسه ويکون مسرورا بأنه حقق هذا الرضا في الحياة بجهده المتواصل.

إن مفهوم النجاح في التعاليم الإسلامية قريب من مفهوم السعادة،[9] وعلى الرغم من اختلاف المصطلحين، إلّا أن مصداق النجاح المطلق والسعادة المطلقة واحد؛ ان السعید والناجح الحقیقی هو من يسير على طريق العبودية لله سبحانه وتعالى، ويقترب من الله من خلال أداء الواجبات الدينية والإنسانية، ويمكنه الوصول الی الهدف النهائي من الخلق. بالطبع، من الواضح أن تحقيق مثل هذا الهدف والنجاح لا يتعارض مع البهجة والمتعة المشروعة، لأنه يمكن للإنسان أن يعطي لونًا إلهيًا لكل أعماله بأن ينام ويأكل ويعمل ويمرح و...، ویجعل جمیع ذلک قربة الی الله. فالمهم هو طاعة الله وتنفیذ اوامره. يقول القرآن الكريم: «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ».[10] و «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظيما».[11]

يقول النبي الاکرم(ص): «و منْ یتق اللَّه‏ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً وَ إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تُوقِي مَقْتَهُ وَ تُوقِي عُقُوبَتَهُ وَ تُوقِي سَخَطَه‏ وَ إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تُبَيِّضُ الْوُجُوهَ وَ تُرْضِي الرَّبَّ وَ تَرْفَعُ الدَّرَجَة».[12]

يقول الإمام علي(ع) أيضًا عن طرق النجاح والسعادة: «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً وَ نَال‏ ثَوَاباً كَرِيماً وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً وَ اسْتَحَقَّ عَذَاباً أَلِيماً».[13]

جدیر بالذکر؛ أنّ للنجاح مستوى أدنى، وذلک هو الوصول الی النتيجة والهدف في أي عمل، وتفعيل المواهب، حیث یتعقّبه الفرح و الابتهاج.

طرق النجاح و اسبابه

انّ طرق نجاح الانسان تعتمد على عدة أمور، نشیر الیها هاهنا بشکل موجز:

  1. الهدف

ما يدفع الشخص إلى النجاح والمكانة العالية وکمال شخصيته هو أن تكون لديه أهداف قيّمة في الحياة. لكن يجب على الإنسان أن یأخذ بعین الاعتبار حدود قدرته وقوته ومواهبه في اختيار الأهداف، وأن یتجنب الطموحات غير المعقولة، لأن نتيجة ذلک سیكون الحرمان والفشل. يشير الإمام علي(ع) إلى هذه النقطة على النحو التالي: «من سئل فوق قدره إستحقّ الحرمان».[14]

ان البحث عن النجاح یبدأ دائمًا بهدف؛ لأن الإنسان عاقل وذو شعور، ويجب أن تكون أفعاله حكيمة حتى يتمكن من الاستمتاع بالحياة والسير نحو هدف قیم وثمين حتى لا یتیه.

أي شخص يستخدم قدراته في مهمة ذات هدف محدد سوف يرى بلا شك العديد من الانتصارات والنجاحات. البطولة في الرياضة، والنجاح في التعليم العالي، والمهارات الخاصة في العمل الفني، والنمو والابتكار في الوظائف والمهن، والشهرة في الاستكشاف والاختراع، والأهم من ذلك، النجاح في البناء الذاتي الروحي وعبادة الله، كلها تعتمد على وجود هدف محدد والجهد نحو تحقیق ذلك الهدف.

  1. النظم والانضباط

ليس النظم و الانضباط فقط أحد أسرار نجاح الرجال العظماء وسبب تنظیم الحياة، بل یعتبر اساسا يقوم علیه عالم الخلقة و التکوین.[15]

.3 الثقة بالنفس

الثقة بالنفس، بمعنی أن يشعر المرء بانّ لدیه القوة والکفائة؛ أي، يشعر المرء فی نفسه بالقدرة على فعل الأشياء.[16]

انّ الثقة بالنفس حسب رأی علماء النفس هي أساس النجاح والتقدم؛ لانّ عزم الانسان یقوی ویتعزز مع اعتماده وثقته بنفسه، وبالاعتماد على الآخر یصبح ضعیفا. فمساعدة الآخرين للشخص ربما يضعف مثابرته؛ لأن الانسان في مثل هذه الحالة، لا یری أي دافع للجهد.[17]

 

قد يبدو أن الثقة بالنفس تکون في النقطة المقابلة للثقة بالله والتوکل علیه، والشخص الذي يثق في الله لا يمكنه الثقة بالنفس؛ لذلک يجب عليه أن يختار احدهما، اما الحياة المبنية على الثقة بالله أو الثقة بالنفس. لكن مع قليل من العناية، سيتضح أن الأمر ليس كذلك، والثقة بالنفس هي أحد الأبعاد الرئيسية والمهمة للتوکل علی بالله. التوکل علی الله بالمعنى الحقيقي للكلمة هي «استخدام الوسائل الطبيعية لتحقيق الأهداف وفي نفس الوقت ترك نتائجها وتأثیراتها لمشيئة الله» ومصدر الثقة بالنفس هو الله. نتیجه هذا الاعتقاد هو انّه یجب علی الانسان ان یعتمد علی قواه وقدراته الذاتیة وان یستعین بهذه القوی التی وهبها الله له لتحمل اعباء الحیاة الصعبة.[18]

  1. الإرادة

للإرادة دور أساسي في كل عمل ونشاط وسلوك، وهي ضرورية لتحقيق الهدف. والشخص الذي لديه ارادة هو من اذا اراد فعل شیء یفکّر فیه جیدا، ثم یقرر أن يفعله وينفذه بثبات.

للارادة درجة کبیرة من الاهیمة، بحیث اذا تهیّأت کل الأسباب والعوامل لتحقيق مهمة ما، ولكن لم توجد هناک إرادة، فلن تتحقق تلک المهمة. نرى الكثير من الأشخاص الذين توفّرت لدیهم أدواة وامکانیات النجاح، لكنهم لم ينجحوا. إما أنهم لا يملكون الإرادة أو أن إرادتهم ليست قوية ولا يمكنهم اتخاذ قرار جاد بسبب مشاكل نفسية.

إذا ضعفت إرادة الإنسان تصبح الحياة فوضوية ویصیبه الفشل من كل الجهات. في مثل هذه الظروف، لن تثمر الموهبة والعبقرية والمعرفة والقوة المادية ولن یتحقق النجاح.

قد تمّ التأکید علی تقویة الإرادة والعزم في التعاليم الإسلامية بشکل کبیر، بحیث اعتبرت الإرادة الراسخة والعزم الراسخ في طريق المعتقدات والقيم الدينية والإنسانية احد السمات البارزة للمؤمنين. يقول الإمام الباقر(ع) في هذا الصدد: «الْمُؤْمِنُ أَصْلَبُ مِنَ الْجَبَلِ تَسْتَقِلُّ مِنْهُ وَ الْمُؤْمِنُ لَا يُسْتَقَلُّ مِنْ دِينِهِ شَيْ‏ء».[19]

  1. استشارة الناجحين[20]

الاستفادة من خبرة الآخرين ومعرفتهم وفكرهم وقدراتهم احد الاسباب فی النجاح وبلوغ الاهداف. لان استشارة الآخرین والاستفادة من قدارتهم الفکریة وخبراتهم يقلل من الأخطاء في برامج الحياة ویسهل السیر الی الهدف. الأشخاص الذين يقومون بالتشاور مع الآخرين في امورهم المهمة هم أقل عرضة للانزلاق، وتكون اعمالهم مقرونة بالنجاح اکثر من غیرهم. يقول الإمام علي(ع): «مَنْ شَاوَرَ ذَوِي الْأَلْبَابِ دُلَّ عَلَى الرَّشَادِ وَ نَالَ النُّصْحَ مِمَّنْ قَبِلَه‏».[21]

ان الاشخاص الذین يقعون في الاستبداد بالرأی ويعتقدون انّهم غير محتاجین لرأی الآخرين، حتى لو انهم کانوا ناجحین في مجال الفكر، مع ذلک قد يرتكبون أخطاء كبيرة. يقول الإمام علي(ع) في هذا الصدد: «مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ- وَ مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا».[22]

  1. ذکر الله

التواصل مع الله والإخلاص له، بالإضافة إلى انّه یخلق الطمأنينة القلبية والنقاء الداخلي، یعتبر من العوامل المؤثرة في ارتقاء الجانب الروحی للانسان و سائر جوانبه الشخصیة. انّ العبادة والتواصل مع الله مصدر التقوى،[23] والتقوى هي أيضًا سبب فلاح[24] الإنسان.[25]

  1. الإخلاص

الإخلاص هو الإكسير النقي الذی یجعل اعمال الإنسان ذات اثر. الإخلاص يعني نقاء وطهارة سلوك الانسان وعمله من الریاء والتظاهر وسائر الاعمال الشركیة.[26] من آثار الإخلاص النجاح في شئون الحياة. قال الإمام علي(ع) في هذا الصدد: «فِي إِخْلَاصِ النِّيَّاتِ نَجَاحُ الْأُمُور».[27]

  1. اجتناب المعصية

الهدف الغایي من خلق الانسان هو الوصول إلى الكمال والسعادة الأبدية. انّ الله قد هیّأ أسباب ووسائل السعادة للعباد وأظهر لهم الطريق المستقیم للوصول الی الكمال والسعادة. لکن الخطیئة والعصیان من أكبر العقبات والمشاكل في سلوک هذا الطریق. الخطيئة والعصيان يقودان الإنسان إلى طریق الهلاك، ويؤديان به في النهاية إلى الحزن. الخطيئة سمّ قاتل وعلاجه هو التوبة الحقيقية والعودة إلى الفطرة والعبودية لله. لا تظهر آثار الخطيئة في الآخرة فقط، بل ربما یبتلی الانسان بكثير من آثارها في حیاة الدنيا أيضًا.[28]

  1. السعی والجهد

الحياة ميدان نضال وسعی وجهد. فواحد ينتصر فی هذا النضال ويتقدم للأمام والآخر یهزم. فالأول يغمره الفرح والسعادة والثاني یتألم ویحزن. أولئك الذين ينجحون ويحققون أهدافهم هم أولئك الذين إذا فشلوا ووقعوا في المشاكل، قاموا مرة أخرى واستمروا في طريقهم بدلاً من اليأس. الإخفاقات والمشاكل لا تضر بإرادتهم، بل تقوي عزمهم وارادتهم.

يعتقد الكثير من الناس أن السعادة والنجاح عبارة عن كيمياء خارج وجودهم، وإذا أشرق نجم الحظ في سماء حياة شخص ما، فسيحقق السعادة والنجاح. هؤلاء الناس لا يؤمنون بأن السعادة هي نتاج الإنسان نفسه الذي يستطيع أن يبني مستقبله بالإيمان والجهد والمثابرة.

بالطبع من الواضح أن قدرات الأفراد وبيئتهم الاجتماعية والعائلية وامکانیات العيش مختلفة، فعلى سبيل المثال، ان الشخص الذي يعيش في أسرة غنية يختلف بشكل واضح عن الشخص الذي يعيش في أسرة فقيرة، ولكن المهم هو أن یقوم الانسان في أي حالة بالاستفادة من مواهبه وقدراته والسعي في وبناء حياته. فالشخص الفقير ایضا یتمکن من خلال السعی والجهد ان یبنی حیاة مقبولة و مرضیة لنفسه.

نشاهد في الإسلام مجموعة كبيرة من التعاليم التي تری النجاح والتطور والمتعة في الجهد والمثابرة والاستقامة. قال الله تعالى في القرآن الكريم: «و أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى».[29] وخاطب الإمام علي(ع) محمد بن الحنفية في حرب الجمل: «تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا تَزُلْ».[30]يعني استقم في تحقيق الهدف واعلم أن في ظل المثابرة وتحمل الصعوبات، يمكن الوصول إلى قمم الفخر والنصر.

  1. الصبر وتحمل المشاكل

من الأشياء التي لها علاقة كبيرة بنجاح الانسان وتعتبر شرطا للنجاح في الاعمال، خاصة في الاعمال العظيمة، هو الصبر وتحمل المشاكل.[31]

  1. التأمین الاقتصادي

إنّ موضوع الرفاهیة والتمتع المعقول، إلى جانب السعة والوفرة، معترف به في الإسلام طالما یکون في طريق الحياة الطيبة، لدرجة أن القرآن الكريم ينتقد بشدة من يحرم التمتع بمثل هذه المواهب.[32] ان الفقر المدقع من وجهة نظر الاسلام قد يعيق التقدم المادي والروحي للانسان في الحياة، کما ان الثروة الوفيرة یمکن أن تخلق الكبرياء والطغیان فی الانسان. على الرغم من أن الأغنياء والفقراء والطبقة الوسطى لديهم القدرة على الوصول إلى قمة السعادة، لکن أفضل طريقة لتذكر الله وفراغ البال والتركيز على الأمور الروحية في الحياة يمكن تحقيقها في الحياة العادية؛ لان الفقیر یجب أن يفكر دائمًا في عیش عائلته، وأيضًا الشخص الذي لديه الكثير من الثروة يجب أن یصرف وقته وطاقته من أجل تنظيم ممتلكاته وصيانتها وحمايتها. في المقابل، الأشخاص الذين یتمتعون بحياة كريمة وبسيطة وكافية سيكون لديهم راحة بال وهم أقرب من غیرهم إلى النجاح في الحياة.

 

 


[1]. راجع: آل عمران، آيات 19 و 67؛ «وحدة الادیان السماویة»، السؤال 245.

[2]. راجع: الجوادى الآملى، عبداللَّه، تفسير موضوعى قرآن كريم(سیره پیامبران در قرآن)، ج 6، ص 41 – 123، قم، مركز نشر الاسراء، 1376ش.

[3]. راجع: «دلایل حقانیة الاسلام»، السؤال 275؛ «خصائص الاسلام و افضلیته علی سائر الادیان»، السؤال 12304؛ «الاسلام اکمل الادیان الاهیة»، السؤال 7312.

[4]. قاموس دهخدا، کلمة «موفقیت».

[5]. كيهان‌نيا، اصغر، راز موفقيت در زندگى، ص 35، طهران، منشورات مادر، 1382ش.

[6]. موريس، تام، موفقيت واقعى، ترجمه، گوهريان، محمد ابراهيم، ص 33، طهران، نسل نوانديش، 1384ش.

[7]. كيهان‌نيا، اصغر، راز موفقيت در بازار كار، ص 16، طهران، منشورات مادر، 1382ش.

[8]. المطهری، مرتضی، مجموعه ‏آثار، ج ‏7، ص 71، طهران، نشر صدرا. 

[9]. راجع: «السعادة و كمال الانسان»، السؤال 91؛ «السعادة من وجهة نظر ملاصدرا»، السؤال 14580؛ «الکمال الغایی للانسان»، السؤال 5337

[10]. آل عمران، 185.

[11]. الاحزاب، 71.

[12]. المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج ‏19، ص 127، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثانیة، 1403ق.   

[13]. نفس المصدر، ج ‏4، ص 266 – 267.

[14]. التمیمی الآمدی، عبد الواحد بن محمد، غرر الحکم و درر الکلم، ص 624، قم، دار الکتاب الإسلامی، الطبعة الثانیة، 1410ق.

[15]. راجع: «صلة التقوی بالنظم»، السؤال 20702.

[16]. راجع: «الثقة بالنفس و الهدوء»، السؤال 4891؛ «الثقة بالنفس و التوكل»، السؤال 99

[17]. اسمايلز، ساموييل، اعتماد به نفس، ترجمة، الدشتى، على، ص 15، طهران، مركز بحوث، قلم ‌آشنا، 1380ش.

[18]. الشجاعى، محمد صادق، توكل به خدا، ص 50، قم، مؤسسه الامام خمينى( ره) للتعلیم و البحث العلمی، 1383ش.

[19]. بحار الأنوار، ج ‏64، ص 362. 

[20]. راجع: «مکانة المشورة فی الاسلام و اهمیتها»، سؤال ۴۸۵۸۲.

[21]. بحار الأنوار، ج ‏72، ص 105.

[22]. الشیخ حرّ العاملی، وسائل الشیعة، ج ‏12، ص 40، قم، مؤسسه آل البیت(ع)، الطبعة الاولی، 1409ق.

[23]. البقره، 21.

[24]. آل عمران، 130.

[25]. راجع: «ذکر الله تعالی»، السؤال ۴۲۳۹۹؛ «اهم اسباب الغفلة في الانسان»، السؤال ۴۵۸۴۴؛ «اثر وجود الله تعالی علی حیاة الانسان»، السؤال 11474.  

[26]. راجع: «تحصیل نیت خالص»، سؤال 738؛ «علاج الریاء»، السؤال 5073.

[27]. اللیثی الواسطی، علی، عیون الحکم و المواعظ، ص 354، قم، دار الحدیث، الطبعة الاولی، 1376ش.‏

[28]. راجع: «الآثار الوضعیة للذنوب في حیاة البشر»،  السؤال 13258؛ الذنوب الموجبة لزوال الایمان»، السؤال 36477.

[29]. نجم، 39.

[30]. الشریف الرضی، محمد بن الحسین، نهج البلاغة، صبحی صالح، ص 55، الخطبة 11، قم، هجرت، الطبعة الاولی، 1414ق.

[31]. راجع: «حقیقة الصبر و اقسامه»، السؤال 30437؛ «زیادة الصبر»، السؤال 8418.

[32]. الاعراف، 32. 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279463 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257324 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128190 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113307 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89021 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59876 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59586 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49816 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47188 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...