بحث متقدم
الزيارة
5086
محدثة عن: 2010/08/07
خلاصة السؤال
ما هی حدود حرمة و نجاسة المأکولات و المشروبات الکحولیة من زاویة نظر الفقه الجعفری؟
السؤال
بالنسبة لنظر الفقه الجعفری، هل یوجد حد و مقدار للکحول فی المأکولات و المشروبات؟
الجواب الإجمالي

الکحول الأبیض الخالص المستعمل للأغراض الطبیة یکون طاهراً، إلا أن یکون مأخوذاً من الخمر و الفقاع، حیث یکون نجساً فی مثل هذه الحالة، و کذلک الحال بالنسبة للمواد المطهرة الأخرى المتخذة من الکحول و التی تستعمل للعلاج و الأغراض الطبیة الأخرى. و کذلک الکحول الصناعی، و هو الکحول الأبیض مضافاً إلیه بعض المواد السامة و التی تستعمل فی صناعة بعض المواد، کل هذه الأنواع طاهرة. کذلک الکولونیا و المواد الصناعیة الاخرى المشتملة على الکحول طاهرة.

و أما المشروبات المسکرة فإنها محرمة حتى على مستوى القطرة منها و التی لا تبلغ بالإنسان حد الإسکار. و ملاک الحرمة کون الشیء مائعاً و مسکراً.

الجواب التفصيلي

فی البدایة نشرع ببیان حکم الکحول و بعد ذلک نعرج على حکم المشوربات الکحولیة.

و حکم الکحول یمکن أن یبحث فقهیاً من زاویتین:

1ـ من جهة الطهارة و النجاسة.

2ـ من جهة الحرمة و الحلیة بالنسبة للأکل و الشرب.

الکحول الأبیض الخالص المستعمل للأغراض الطبیة یکون طاهراً، إلا أن یکون مأخوذاً من الخمر و الفقاع، حیث یکون نجساً فی مثل هذه الحالة، و کذلک الحال بالنسبة للمواد المطهرة الأخرى المتخذة من الکحول و التی تستعمل للعلاج و الأغراض الطبیة الأخرى. و کذلک الکحول الصناعی، و هو الکحول الأبیض مضافاً إلیه بعض المواد السامة و التی تستعمل فی المجالات الصناعیة ، کل هذه الأنواع طاهرة.[1] کما أن تناول ذلک الکحول غیر محرم إلا أن یکون مسکراً، أی أن یحل بالماء فیتحول إلى مائع.

یقول آیة الله مکارم الشیرازی فی هذه المسألة: «الکحول غیر القابل للشرب ذاتاً، أو أنه سام لم یکن نجساً، و لکن عندما یحل بالماء لیکون مشروباً مسکراً، فإن شرابه حرام، و حکمه حکم النجس احتیاطاً»[2].

أما حکم المشروبات الکحولیة:

إن کل مشروب مسکر أو أی شیء مسکر یکون مائعاً بالاصل فإنه نجس[3] و یحرم شربه و تناوله فی نظر الفقه الشیعی.

و علیه فملاک الحرمة کون الشیء مائعاً و مسکراً، و کذلک فإن کل شیء یسبب الإکثار منه إسکار الإنسان و إنه مائع بذاته فإنه نجس و یحرم تناوله، حتى لو کان قلیلاً أو أن إسکاره خفیف[4]. وأما «البنج» و الحشیش «الجامدان» فمع أنهما ینحلان بالمائع إلا أنهما طاهران[5].


[1] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 80 و 81، مسألة 112.

[2] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 81، (مکارم(: مسألة 125.

[3] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص80 مسألة 111.

[4] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص:81. آیة الله الزنجانی: إذا کان المائع یسکر کثیره فإن القلیل منه نجسٌ أیضاً.. آیة الله بهجت(ره): المشروب و کل شیء یکون الإکثار منه مسکراً و إنه مائع بذاته فإنه نجس و إن شربه حرام، تى مع کونه قلیلاً و إسکاره خفیفاً.

[5] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 80 مسألة 111.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257226 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128137 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113236 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88993 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59834 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59548 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49724 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47163 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...