Please Wait
الزيارة
6409
محدثة عن: 2011/12/30
کد سایت fa19503 کد بایگانی 25498
گروه التفسیر
التسميات النبي|الحجر|شأن النزول|الاستهزاء
خلاصة السؤال
ما شأن نزول الآيتين الأخيرتين من سورة الحجر؟
السؤال
ما شأن نزول الآيتين الأخيرتين من سورة الحجر؟
الجواب الإجمالي

أكثر آيات القرآن الكريم نزلت من دون سبب خارجي أو شأن نزول أدى الى نزولها؛ كالآيات التي تدور حول المبدأ و المعاد و تفريعات مسألة الموت و الحياة الأخرى. نعم، هناك بعض الآيات نزلت لاسباب خاصة و تبعاً لوقائع معينة التي عبر عنها في كتب التفسير باسباب النزول.[1]

كذلك الآيتان الاخيرتان من سورة الحجر لم يرد فيهما شأن نزول خاص بهما، بل الآيتان تابعتان للآيات السابقة التي تشير الى استهزاء المشركين بالنبي الاكرم (ص)[2]، فانزل الله تعالى الآيات تسلية لخاطره (ص) " إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئينَ * الَّذينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدينَ * وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقين".[3]

و لكن عندما نرجع الى السورة نفسها نراها تتحدث عن المستهزئين بعنوان آخر و صفة اخرى هي " المقتسمين" و المراد بالمقتسمين هم الذين يصفهم قوله بعد: «الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ » و هم على ما وردت به الرواية قوم من كفار قريش جزءوا القرآن أجزاء فقالوا: سحر، و قالوا: أساطير الأولين، و قالوا: مفترى، و تفرقوا في مداخل طرق مكة أيام الموسم يصدون الناس الواردين عن رسول الله.[4]

و قد تعرض صاحب الميزان لبيان اسماء المستهزئين في البحث الروائي قائلا: و في تفسير العياشي، عن أبان بن عثمان الأحمر رفعه قال": كان المستهزءون خمسة من قريش: الوليد بن المغيرة المخزومي و العاص بن وائل السهمي- و الحارث بن حنظلة و الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري- و الأسود بن المطلب بن أسد فلما قال الله: «إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» علم رسول الله ص أنه قد أخزاهم- فأماتهم الله بشر ميتات.

و رواه الصدوق في المعاني، بإسناده عن أبان و روى فيه، أيضا و الطبرسي في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي (ع): ما في هذا المعنى و هو حديث طويل- فيه تفصيل هلاك كل من هؤلاء الخمسة لعنهم الله. و روي كون المستهزئين خمسة من قريش- عن علي و عن ابن عباس مع سبب هلاكهم.

و الروايات مع ذلك مختلفة من طرق أهل السنة من جهة عددهم و أسمائهم و أسباب هلاكهم، و الذي اتفق فيه حديث الفريقين هو ما قدمناه.[5]

لمزيد الاطلاع على تفسير الآية الاخيرة و المراد من اليقين انظر: سؤال 17956 (الموقع: 17916)

 


[1] انظر: موضوع مكانة شأن النزول و دوره في تفسير القرآن، سؤال 4419 (الموقع: 4711).

[2] الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تقديم البلاغي، محمد جواد، ج 6، ص 533 و 534 انتشارات ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372 ش.

[3] الحجر، 95-99.

[4] الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج‏12، ص: 193- 194، الطبعة الخامسة، 1421هـ.

[5] نفس المصدر، ص197- 198.