بحث متقدم
الزيارة
4738
محدثة عن: 2010/07/29
خلاصة السؤال
شخص طلق زوجته أمام شاهدین کان یعتقد بعدالتهما ثم انکشف له انهما غیر عادلین، فما حکم طلاقه؟
السؤال
شخص طلق زوجته أمام شاهدین کان یعتقد بعدالتهما ثم انکشف له بعد عدة سنین انهما غیر عادلین، فما حکم طلاقه؟ و على فرض بطلان الطلاق ما حکم زواج زوجته السابقة مرة اخرى و التی تزوجت بعد ان خرجت من العدة؟
الجواب الإجمالي

یذهب بعض الفقهاء الى اشتراط العدالة الواقعیة فی شهود الطلاق، فاذا انکشف عدم العدالة بطل الطلاق؛ لکن هناک طائفة أخرى من الفقهاء ترى أن شرط العدالة شرط علمی، فاذا کان الزوج یعلم حین الطلاق بعدالتهما فالطلاق صحیح و مؤثر، و یصح زواجها الثانی بعد الخروج من العدة. اما على القول ببطلان الطلاق فزواجها الثانی من قبیل وطئ الشبهة.

الجواب التفصيلي

هناک عدة صور یمکن تصورها لعدالة شهود الطلاق:

الاولى: کلاهما عادل واقعا؛ فی هذه الصورة یصح الطلاق جزماً.

الثانیة: کلاهما أو احدهما لیس بعادل؛ وهذا الفرض ینقسم الى فرضین:

الف: ان یکون ذلک معلوما قبل الطلاق و لو للزوج خاصة.

ب: یعلم بذلک بعد إجراء صیغة الطلاق.

بما أن اکثر الفقهاء یذهبون الى اشتراط العدالة الواقعیة فی شهود الطلاق؛ فإذا أحرز من یتولى الطلاق- مباشراً کان أو موکّلا مفوضا، عدالة الشاهدین حین الطلاق فطلق ثم ظهر منهما ما ینافی العدالة فإن کشف عن عدم عدالتهما حین إیقاع الطلاق انکشف بطلان الطلاق[1].

و علیه لو علم بعد اجراء صیغة الطلاق فسق الشهود فی زمان اجراء الطلاق لا یصح لمن علم بفسقهما ترتیب آثار الطلاق الصحیح على الصیغة المذکورة[2]. و لکن لابد من وجود دلیل معتبر على فسق الشهود لیحصل العلم بفسقهما.

اما على القول ببطلان الطلاق فزواجها الثانی من قبیل وطئ الشبهة.

الجدیر بالذکر أن من الضروری فی مثل هذه المسائل معرفة رأی المرجع الذی ترجع الیه فی التقلید.



[1] انظر: فاضل لنکرانی و محمد موحدی، الطلاق ،المواریث (تفصیل الشریعة فی شرح تحریر الوسیلة)،ص 61، مرکز فقه الأئمة الاطهار علیهم السلام،قم،1421، جاء فی هذا الکتاب: « الظاهر أنّ العدالة المعتبرة فی الشاهد هی العدالة الواقعیّة فی مقابل الفسق الواقعی‏، لازم ذلک أنّه یجوز للمطلّق أن یکون الشاهدان عند طلاقه متّصفین بحسن الظاهر، و أمّا إذا انکشف له بعد الطلاق الفسق و عدم العدالة فالظاهر بطلان الطلاق‏.»‏؛ و انظر: الحکیم،محمد سعید،منهاج الصالحین،ج3،ص 79، م 27، دار الصفوة، بیروت، 1415.

[2] الکلبایکانی، السید محمد رضا،مجمع المسائل،ج2، ص 240، دار القرآن الکریم، قم، 1409.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257233 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128139 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113239 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88995 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59548 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49726 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...