بحث متقدم
الزيارة
4111
محدثة عن: 2018/11/27
خلاصة السؤال
هل الإمارة حجة فی تفسیر القران؟
السؤال
هل الإمارة حجة فی تفسیر القران الکریم؟ و کیف یمکن الحصول على الکتب أو الأطروحات فی هذا المجال؟
الجواب الإجمالي
هناک ثلاث مناهج لتفسیر القران الکریم: تفسیر القران بالقران، تفسیر القران بالروایة (التفسیر الروائی)، و کذلک التفسیر الإجتهدی بالإعتماد على المبانی التفسیریة مثل: علم اللغة، علم الصرف، علم النحو و معانی البیان، و ذلک للوصول الى معانی الألفاظ المفردة و تشخیص حقائقها من مجازاتها و فصل المشترکات المعنویة عن اللفظیة و غیر ذلک.
یعدّ تفسیر القران بالقران من الطرق المقبولة لدى الشیعة، أما الطریقتین الأخریین، بالأخص التفسیر الروائی للقران (و على أقل تقدیر فی الروایات التفسیریة المرویة عن طریق خبر الواحد أو عن سند غیر صحیح) فهناک اختلاف فی الاراء بین العلماء، و إن أحد أسباب وجود هذا الاختلاف هو الکلام فی؛ هل للإمارات و منها خبر الواحد فی مجال أصول الدین و منها التفسیر حجیة ام لا؟ حیث توجد ثلاث نظریات فی هذا النطاق، ففئة تعتقد بالحجیة و التعبد بخبر الواحد الظنی فی التفسیر، و فئة أخرى لاترى ذلک، و فئة أخرى فرّقوا فی ذلک بین الفقه والتفسیر حیث نشیر الى ذلک مفصلا فی الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي
ینبغی قبل الجواب على أصل السؤال، الإشارة إلى إن لتفسیر القران طرق و أسالیب مختلفة؛ کتفسیر القران بالقران[1]، و التفسیر الروائی[2]، و التفسیر التاریخی[3]، و التفسیر الموضوعی[4]، و التفسیر الإجتهادی[5].
دور الإمارات فی تفسیر القران:
أول و أهم سؤال یطرأ على الذهن قبل البحث و التنقیب فی الروایات التفسیریه؛ هو ما دور السنة و الأخص الروایات التفسیریة، فی تفسیر القران؟ و هل یمکن الإعتماد –منذ الاساس- على الروایات التفسیریة فی تفسیر القران الکریم، الذی یعد بمنرلة بیان مراد الله سبحانه؟
وعلى فرض قبول جواز تفسیر القران بالسنة و الروایات القطعیة أو التی تتصف بالظن الغالب؛ لکن هل یمکن تفسیر القران  بیان مراد الله سبحانه من الایات القرانیة بالروایات المرویة بخبر الواحد أو الفاقدة للسند الصحیح؟ و بعبارة أوضح هل الامارات و منها خبر الواحد و -على فرض قبو ل حجیتها فی المسائل الفقهیة- لها الحجیة فی المباحث التفسیریة ایضاً حیث یمکن الاعتماد على الروایات التفسیریة المرویة بخبر الواحد فی هذا المجال؟
إجمالاً توجد ثلاث نظریات کلیة و أساسیة فی هذا المیدان: 1. بعض علماء الشیعة[6]، یقولون: «لا فرق بین المجال الفقهی و المجال التفسیری فی إمکان التعبد بخبر الواحد الظنی، و إن نفس الأدلة التی تثبت حجیة خبر الواحد فی المسائل الفقهیة بإطلاقها أو عمومها تدل على حجیة خبر الواحد الظنی فی باب التفسیر أیضاً. لکن هل حصل تعبد عملی فی أصول الدین و منها التفسیر؟ یوجد اختلاف فی الاراء؛ حیث یعتقد البعض[7] بأنه لم­یحصل تعبد عملی فی هذه المسألة على رغم إثبات إمکان التعبد بخبر الواحد الظنی فی میدان التفسیر، فنحن غیر مجازین إذن بتفسیر القران بالروایات المرویة بخبر الواحد الظنی.[8]  و علیه إذا کانت الروایة التفسیریة قطعیة أو محاطة بقرائن قطعیة؛ أمکنها تفسیر الایة القرانیة، و إذا کانت الروایة التفسیریة ظنیة، کخبر الواحد غیر القطعی، أمکنها الدلالة على المراد الاحتمالی من الایة، لا أن نعتبر التفسیر القطعی لها.[9]
أما البعض الاخر[10]، فیقول بأن الروایات القطعیة السند، لا شک فی حجیتها و أمکان الاعتماد علیها، و فی المقابل أیضاً لا شک فی عدم إمکان الاعتماد على الروایات الضعیفة من حیث السند حیث تفقد اعتبارها،
أما الروایات الظنیة کخبر الواحد الثقة التی تتمتع بالحجیة القطعیة من قبل الشارع، فقد تعبدنا الشارع بأن نجعلها بحکم العلم و القطع، و نرتب على هذه الروایات نفس الاثار المترتبة على العلم و سیکون عندئذ العلم التعبدی کالعلم الوجدانی. و إن سیرة العقلاء و التی هی إحدى دلائل حجیة خبر الواحد الثقة فی ترتب الاثار العلمیة على الطریق الظنی المعتبر لاتجعل هناک تفاوتاً فی هذا المضمار بین الاثار الفقهیة، و التفسیریة، و العقائدیة و غیرها.[11] حتى ان بعض[12] القائلین بحجیة الخبر الواحد فی التفسیر و الفقه یقول: لا فرق بین أن نقول بأن دلیل حجیة خبر الواحد هو السیرة العقلائیة فی کلا الحوزتین الفقهیة و التفسیریة، أو نقول بأن الدلیل علیها هو الأدلة الشرعیة، کالایات و الروایات، فلافرق فی کلا الحالتین بین الحجیة و اعتبارها.[13]
2. و البعض[14] الاخر یقول: «حتى لو قلنا بإمکان التعبد بخبر الواحد فی المجال الفقهی، لکن ملاک قبول و عدم قبول الروایة، فی الفقه و فروع الدین یختلف عما هو علیه فی التفسیر و أصول الدین حیث یوجد فرق أساسی و جذری بین الهذین البابین.[15] و ذلک لأن الحجیة و الاعتبار الشرعی نوع من الاعتبارات العقلائیة، و علیه فجعل هذه الحجیة و الاعتبار یکون صحیحا فیما لو کان هناک أثر فی البین على هذا الجعل، و من حیث أن الامور العقائدیة (و منها التفسیر) و کذلک القضایا التاریخیة، فاقدة للأثر الشرعی القابل للجعل، فلامعنى للاعتبار الشرعی فیها،إذ لامعنى بأن یأتی الشارع و ینزِّل کل ما لیس بیقین منزلة الیقین و یعبّد الإنسان به. فلایتبدل غیر الیقین بالیقین بالتعبد الشرعی.[16]» و علیه، فالروایات التفسیریة لاتکون معتبرة إلا بفرض القطع و التواتر و إلا لایمکن اعتبارها حجة و الاعتماد علیها.[17]
اما ما لایمکن الحصول علیه إلا عن طریق الروایات و السنة، کجزئیات الأحکام، و المسائل المتعلقة بالمعاد و بعض جزئیات القصص القرانیة، فهذه نحصل علیها من الروایة و السنة.[18]
3. و البعض الاخر[19] یقول أیضا بوجود الاختلاف بین الفقه و التفسیر فی إمکان التعبد و عدمه حیث یقول: «ففی باب الفقه و سبب إمکان التعبد الشرعی، اهتمت الفقهاء بدراسة سند الروایات و هذا الأمر فی باب التفسیر و بدلیل عدم وجود طریق التعبد الشرعین لایمکن جعله ملاک قبول الروایة أو ردّها، بل إن الملاک والطریق المناسب و المعتبر فی تقییم الروایات التفسیریة و التاریخیة، هو ملاحظة النص الوارد فیه فقط لا السند، فإذا کان مضمون و مفاد الروایة یساعد على رفع نوع إبهام من الایة المعنیة، یکون هذا دلیل على صحتها و إلا لاوجه للتعبد بها.»
کلامه الاخر فی هذا المجال هو إن شرط قبول الروایة (فی التفسیر) وجود القرائن الدالة على صدقها.[20]
 
 
 

[1] . راجع: «تفسیر القران بالقران»« السوال رقم 3874 ؛ «سابقة منهج تسیر القان بالقران»، سوال 42342
[2] . راجع: «معنى التفسیر الروایی»، السوال 18128
[3]. راجع: «منهج التفسیر التاریخی للقران»، السوال 28455
[4] . راجع: «تبیین التفسیر الموضوعی»، السوال 42411
[5] . راجع: «منهج تفسیر ایات الاحکام»، السوال 16803
[6]. الشیخ الطوسی من المتقدمین و السید الخوئی و الشیخ فاضل لنکرانی، من الفقهاء والمفسرین المعاصرین
[7]. الشیخ طوسی
[8]. رستمی، علی اکبر، معرفة عیوب و منهجیة تفسیر المعصومین (ع)، ج1، ص42، بی­جا، الکتاب المبین، الطبعة الاولى، 1380ش.
[9]. نفس المصدر السابق، ص43.
[10]. السید الخوئی، الشیخ فاضل لنکرانی.
[11]. معرفة عیوب و منهجیة تفسیر المعصومین (ع)، ج1، ص 43-46
[12]. الشیخ فاضل.
[13]. معرفة عیوب و منهجیة تفسیر المعصومین (ع)، ج1، ص 48
[14]. العلامة الطباطبائی و الشیخ معرفت.  
[15]. معرفة عیوب و منهجیة تفسیر المعصومین (ع)، ج1، ص 49
[16]. نفس المصدر، ص50-51
[17]. نفس المصدر، ص51
[18]. نفس المصدر، ص57
[19]. الشیخ معرفت
[20]. معرفة عیوب و منهجیة تفسیر المعصومین (ع)، ج1، ص 59-60.  
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256920 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112883 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59630 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59356 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49392 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...