الزيارة
5866
محدثة عن: 2011/06/14
کد سایت fa8310 کد بایگانی 14531
خلاصة السؤال
ما جواب هذه الشبهة التی تقول: "لو کان الله موجوداً لآمن به الکل"؟
السؤال
وجدت فی أحد المواقع فی الإنترنت شبهة منقولة عن شخص یقول: ذهب البعض إلى أن الله لیس بموجود. و قال البعض الآخر إنه موجود. فهناک اختلاف فی الآراء، إذن نحن نقول لیس بموجود لأنه لو کان موجوداً لآمن به الکل. أنا أعلم أن هذا الکلام سخیف، و لکن بودی أن تجیبوه بجواب جید و تضربوا مثالا لذلک، و شکرا.
الجواب الإجمالي

إن الإیمان بحقیقة ما أو إنکارها لا یؤدی إلى تغییر الحقیقة، و کذلک الأمر بالنسبة إلى الله حیث نقول إن الاعتقاد بوجود الله أو إنکاره أو التشکیک فیه، غیر وجود الله فی واقع الأمر. و بعبارة أخرى إن عقائد الناس لا تغیر الواقع.

الجواب التفصيلي

إن اعتقادنا بوجود الله أو إنکاره أو التشکیک فیه، غیر وجود الله فی واقع الأمر. و بعبارة أخرى إن عقائدنا لا تغیر الواقع.

إن منشأ الاعتقاد بالله أعلى و أجل من اتباع آراء الناس فی أمر الله، بل حسب تعبیر القرآن أکثر الناس لا یتبعون عقلهم فی هذا المجال.[1]

فی مبحث الاعتقاد بوجود الله هناک عدة متغیرات بحسب نوع الاعتقاد (عقلانی أو تجریبی) و أعم متغیر هو ما یتعلق بمعیار الصدق و الکذب و رؤیتنا تجاه هذا المعیار. و لا شک فی أن اختلاف الرأی بالنسبة إلى صدق قضیة أو کذبها ـ أی الاعتقاد بوجود الله أو إنکاره هنا ـ لا یثبت شیئا فی نفسه منطقیا. کما أن إجماع أکثر الناس على صدق قضیة أو کذبها لا یؤدی إلى حکمنا بصدقها أو کذبها فی الأمر الواقع. فعلى سبیل المثال کانت عقیدة جمیع علماء الدین و العلماء و فلاسفة العالم قبل غالیلو لفترة طویلة هی أن الأرض تمثل مرکز العالم. لکن بعد اختراع أول تلسکوب على ید غالیلو و رصد العالم بطریقة علمیة، فقدت الهیئة البطلمیوسیة وزنها و قیمتها بعد ما کانت فی ضمن أهم معتقدات الکنیسة و فی عداد منطق أرسطو و کلمات المسیح. إذن لا الإجماع و لا الاختلاف لیسا معیاراَ لصدق القضیة أو کذبها.

وجدیر بالذکر أن حتى بین فلاسفة الغرب الذین یتناولون هذه الأبحاث من خلال التشکیک عادة، إن بعضهم من قبیل هایدغر لا یعتبر جدل و نقاش العلماء فیما بینهم حول إثبات و إنکار الله دلیلا على إنکار الله بل یرى هذه الظاهرة دلیلا واضحا على وجود الله، إذ لولا وجود الله لکان کل هذا النشاط العلمی لإثبات الله أو إنکاره طیلة هذه القرون المتمادیة عبثا. فی الواقع عندما ننکر وجود شیء، فی البدایة نفترض وجوده لکی نستطیع أن نتحدث فی إنکاره. و لهذا إن الفرض الأولی لکلا الفریقین المنکرین أو المثبتین لوجود الله هو وجوده.

بشکل أساسی یمکن أن نسأل ما هو معیار الصدق و الکذب فی القضایا؟ و بعبارة أخرى ما هو الصدق؟

لقد أعطیت آراء متعددة حول الصدق و من أشهرها هی نظریة "التطابق مع الواقع". و هناک من یعتقد بعدم إمکان معرفة الأشیاء، فیرى أن الصدق و الکذب مفاهیم نسبیة. حتى أولئک الذین یعتقدون بقدرة الإنسان على معرفة الشیء فی نفسه، لا یدرکون "مطابقته مع الواقع" من جهة. و یعتقد البعض أن إمکان "التطابق مع الواقع" فقط عند حضور نفس الشیء فی نفس المدرِک و اتحادهما معا و یعتبرون ما عداه من الإدراکات إدراکا و علما ذهنیا. فی حین أن آخرین قد جعلوا الملاک الوحید هو التطابق الذهنی. فاختیار کل واحد من المبانی السابقة تحدد معرفتنا بمختلف الأمور.



[1] «... بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یُؤْمِنُونَ».البقرة،100و «... وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ» المائدة 103و «... وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ یَجْهَلُون‏» الأنعام 111.

س ترجمات بلغات أخرى