Please Wait
الزيارة
6386
محدثة عن: 2012/02/15
کد سایت fa19507 کد بایگانی 21704
گروه التفسیر
خلاصة السؤال
ما المراد من البروج فی القرآن الکریم؟
السؤال
ما المراد من البروج فی القرآن الکریم؟
الجواب الإجمالي

ظاهر معنى الآیات التی وردت فیها مفردة البروج کما فی قوله تعالى (وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِی السَّماءِ بروجا)- و هی جهة العلو- بروجا و قصورا هی منازل الشمس و القمر (وَ زَیَّنَّاها) أی السماء للناظرین بزینة النجوم و الکواکب.

و أن مفردة «البروج»: تستعمل تارة فی القصور، والتی انتشر فی الارض الکثیر منها بشتى انواع البهرجة و الزینة و الارتفاع، و قیل: هو الشی‏ء الظاهر، و تسمیة القصور و الأبنیة العالیة بالبروج لظهورها و وضوحها، و قیل للمحلات الخاصة من السور المحیط بالبلد و التی یجتمع فیها الحراس و الجنود (البروج) لظهورها الخاص. و قد تستعمل فی الابراج السماویة. و هی إمّا أن یکون المراد منها النجوم الزاهرة و الکواکب المنیرة فی السماء، أو المجموعات من النجوم تتخذ مع بعضها شکل شی‏ء معروف فی الأرض، و تسمى ب «الصور الفلکیة»، و هی إثنا عشر برجا.

الجواب التفصيلي

البروج جمع برج و هو البناء المعمول على الحصون، و یستحکم بنیانه ما قدر علیه لدفع العدو به و عنه، و أصل معناه الظهور، و منه التبرج بالزینة و نحوه.[1] و ایضا هو الأمر الظاهر و یغلب استعماله فی القصر العالی لظهوره على الناظرین و یسمى البناء المعمول على سور البلد للدفاع برجا.[2] و هو المراد من الآیة المبارکة؛ لانه تعالى یقول " وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِی السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَیَّنَّاها لِلنَّاظِرِینَ ..".[3]

إذن المراد من قوله تعالى " وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوج" قسم بالسماء و جواب القسم محذوف تقدیره: أن الأمر حق فی الجزاء على الأعمال، و قیل جواب القسم (إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ) الآیة، و قیل قوله: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّکَ لَشَدِیدٌ).[4] و فی الآیة إقسام بالسماء المحفوظة بالبروج.[5]

ومن هنا، فظاهر معنى الآیات التی وردت فیها مفردة البروج کما فی قوله تعالى (وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِی السَّماءِ بروجا)- و هی جهة العلو- بروجا و قصورا هی منازل الشمس و القمر (وَ زَیَّنَّاها) أی السماء للناظرین بزینة النجوم و الکواکب.[6] و هناک من فسر البروج بالبروج المصطلحة فی علم الهیئة قال الآلوسی: و المراد بها عند جمع البروج الاثنا عشر المعروفة.[7]

و قوله تعالى: «أَیْنَما تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ کُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ" موضوع على التمثیل بذکر بعض ما یتقى به المکروه، و جعله مثلا لکل رکن شدید تتقى به المکاره، و محصل المعنى: أن الموت أمر لا یفوتکم إدراکه، و لو لجأتم منه إلى أی ملجإ محکم متین فلا ینبغی لکم أن تتوهموا أنکم لو لم تشهدوا القتال و لم یکتب لکم کنتم فی مأمن من الموت، و فاته إدراککم فإن أجل الله لآت.[8]

و هنا أمر ثان یجب الانتباه له فی الآیة الأولى من هاتین الآیتین، و هو عبارة "بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ" التی تؤکد أنّ الموت لا تحول دونه القلاع و الحصون المنیعة العالیة، و السرّ فی هذا الأمر هو أنّ الموت الطبیعی لا یداهم الإنسان من خارج وجوده- خلافا لما یتصورون- و لا یحتاج إلى اجتیاز القلاع و الحصون، بل یأتی من داخل وجود الإنسان حیث تقف أجهزة الإنسان عن العمل بعد نفاذ قدرتها المحدودة على البقاء.

نعم، الموت غیر الطبیعی یأتی الإنسان طبعا من خارج وجوده، و بذلک قد تنفع القلاع و الحصون فی تأخیر هذا النوع من الموت عنه.

و لکن ما ذا ستکون النهایة و النتیجة؟ هل بمقدور القلاع و الحصون أن تحول دون وصول الموت الطبیعی الذی سیدرک الإنسان- دون شک- فی یوم من الأیّام؟![9]

تحصل أن مفردة «البروج»: تستعمل تارة فی القصر، و قیل: هو الشی‏ء الظاهر، و تسمیة القصور و الأبنیة العالیة بالبروج لظهورها و وضوحها، و قیل للمحلات الخاصة من السور المحیط بالبلد و التی یجتمع فیها الحراس و الجنود (البروج) لظهورها الخاص. و قد تستعمل فی الابراج السماویة.

و الأبراج السماویة: إمّا أن یکون المراد منها النجوم الزاهرة و الکواکب المنیرة فی السماء، أو المجموعات من النجوم تتخذ مع بعضها شکل شی‏ء معروف فی الأرض، و تسمى ب «الصور الفلکیة»، و هی إثنا عشر برجا.[10]



[1]الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏5، ص7، نشر جماعة المدرسین، الطبعة الخامسة، 1471هـ.

[2]المیزان، ج‏20، ص: 249.

[3]الحجر، 16.

[4]انظر: الطریحی، فخر الدین، مجمع البحرین، تحقیق و تصحیح: الحسینی، سید احمد، ج 2، ص 276، نشر مکتبة المرتضوی، طهران، الطبعة الثالثة، 1416ق.

[5]المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏20، ص: 249.

[6] المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏12، ص: 138.

[7] الآلوسی، سید محمود، روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم، تحقیق: عطیة، علی عبدالباری، ج 15، ص 294، دارالکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الاولی، 1415ق.

[8]المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏5، ص7.

[9]مکارم الشیرازی، الشیخ ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏3، ص: 336، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.

[10]انظر: الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏20، ص: 78، بتصرف یسیر.