Please Wait
الزيارة
8006
محدثة عن: 2009/10/31
کد سایت fa3834 کد بایگانی 5790
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
ما هی عبادة الشیطان؟
السؤال
ما هی عبادة الشیطان؟
الجواب الإجمالي

عبادة الشیطان هی اطاعة الشیطان ظناً منهم أنه أشد قوة و أکثر تأثیراً من القوة الحقیقیة و هی الله. و فی هذه العقیدة الباطلة یعتبر الشیطان رمزاً للسلطة و الحاکمیة علی الأرض و یُعبد باعتباره أفضل سلطة فی العالمین و هو الذی ینظّم الدنیا. و عبّاد الشیطان اضافة لاعتقادهم بالشیطان باعتباره سلطة مطلقة، فإنه یستخدمون أیضاً الجن و الأرواح الخبیثة و الشیطانیّة من أجل الوصول الی أهدافهم.

و قد بدأ أتباع هذه العقیدة نشاطهم فی بلدنا بصورة سرّیة، و یقومون باعلاناتهم غالباً عن طریق الاجتماعات و الحفلات اللیلیة التی یتعاطی فیها المشروبات الکحولیة و یختلط فیها الرجال و النساء و تبث فیها موسیقی الجاز المأخوذة من الموسیقی الیهودیّة و توزع فیها الأقراص المهیجة و المواد المخدّرة کالحشیش و الکوکائین.

و لهؤلاء علامات و رموز خاصة تحکی عن عقائدهم و تلاحظ أحیاناً فی مجالسهم أو علی ثیابهم، و هی مثل الصلیب المکسور أو دائرة الشمس - العین التی تنظر الی جمیع الأمکنة- و الصلیب المقلوب و ... .

الجواب التفصيلي

قال فی النهایة فی بیان المراد من الشیطان: إن جعلت نون الشیطان أَصلیة کان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَی بَعُدَ عن الخیر أَو من الحبل الطویل کأَنه طال فی الشرّ، و إن جعلتها زائدة کان من شاطَ یَشِیطُ إذا هَلَک، أَو من اسْتَشاط غَضَباً إذا احْتَدَّ فی غضبه و الْتَهَبَ قال: و الأَول أَصح.[1] و بعبارة اخری: الشیطان عنوان یطلق عادة علی موجود اسمه ابلیس. و کان ابلیس من الجن و تمرّد علی أمر الله.

و عبادة الشیطان بمعناها العام تعنی اطاعة الشیطان و اعتباره معبوداً.

و توجد الیوم مجامیع مختلفة تسمّی نفسها عبدة الشیطان و ینبغی أن یقال ان مثل هذه الانحرافات لیست جدیدة حیث إن البعض یعود بها الی الف سنة سابقة و یستدل علی ذلک بعبادة کل موجود قوی من قبل أهل القرون الماضیة أو وجود الهین متضادین فی عقائد الأقدمین و مثال ذلک ما نراه فی الدیانه الزرادشتیة و قبل ذلک فی مصر القدیمة و بلاد ما بین النهرین.

و فی الدیانة الزرادشتیة یعبد أهریمن هو إله الشر الی جانب أهورامزدا و هو إله الخیر. و لأول مرة استعمل شخص اسمه (توماس هاردینج) فی سنة 1565 میلادیة مصطلح (عبادة الشیطان) فی کتاب (تکذیب الکتاب) ضد (مارتن لوثر) و أدی الی رواج و شیوع هذه اللفظة الی ان أصبح مصطلح عبادة الشیطان فی القرنین السابع عشر و الثامن عشر المیلادی فی بعض الدول الغربیة أحد التقالید التی تتعرض لمواجهة الأدیان الإبراهیمیّة. إن رواج هذه الظاهرة مدین للدعم الکبیر من قبل الرأسمالیین الیهود و الماسونیّة.

إن السحر و عبادة الشیطان أسّسها فی أوائل القرن التاسع عشر المیلادی بعض أصحاب روؤس الأموال و أبناء النبلاء الانجلیز الذین کانوا أعضاءً فی فرق الماسونیة بقیادة شخص إسمه "السیر فرانسیس داشو" بعنوان نادی نار جهنم فی مدینة لندن. و قد انتشرت هذه المجامیع فی امریکا أیضاً بفضل هؤلاء. و کان أغلب هؤلاء الرأسمالیین الذین یدعمون عبّاد الشیطان هم من المهرّبین و منتجی المشروبات الکحولیّة و مروّجی القمار و مراکز الفساد فی اروبا و امریکا.[2]

الأفکار و العقائد

یرکّز أغلب عبدة الشیطان علی تطوّرهم المادی بارشاد من مسؤولیهم عن طریق قوانین خاصة بدلاً من إتباع القوانین الإلهیة و الأخلاقیة، و یتجنّبون عقائد و أفکار الأدیان السابقة و خصوصاً الأدیان الإبراهیمیّة و المسیحیّة و الإسلام و یعتبرون عبادة الذات هی المحور بدلاً من عبادة الله و هم یرون أنفسهم تبعاً للمذاهب المثالیة و الاومانسیة هم المحور و یعتبرون أنفسهم هم مرکز الوجود و القوانین الطبیعیة، و بعضهم الآخر یعتبر أن الشیطان هو الله و یقوم بعبادته.[3]

الفرق و الاتّجاهات

ینقسم عبدة الشیطان الی قسمین رئیسیین:

الف: عبادة الشیطان الفلسفیة

ب: عبادة الشیطان الدینیة

عبادة الشیطان الفلسفیة:

و تنتسب هذه الطریقة الی شخص إسمه (انطوان شزاندر لاوی) مؤسس کنیسة الشیطان و مؤلّف کتاب الانجیل الشیطانی و مؤسس عبادة الشیطان اللاویة. و هو یعتبر الشیطان ربّ الأرض و قد تأثر لاوی بمؤلّفات الفیلسوف الغربی (نیتشة) و آخرین و یعتقد ان الشیطان موجود ایجابی، ساخراً من التعالیم الإلهیة للکنیسة و معتبراً نفسه رباً لنفسه.

عبادة الشیطان الدینیة:

و فی هذه الطریقة یجب أن یقبل أولاً: قانون ماوراء الطبیعة فیه اله واحد أو عدة آلهة و الجمیع شیطانیون أو یُعرفون بواسطة الشیطان، و یمکن ان یکون هؤلاء الشیاطین ذهنیین أو یختارون من بین آلهة ما بین النهرین أو مصر القدیمة. و لجمیع فرق عبدة الشیطان أصل مشترک و هو انهم یقدمون أنفسهم أولا و یلونها حق التقدیم. و المجموعة الاخری هی عبّاد الشر المعروفون بترویج مختلف أنواع الفحشاء و الابتذال الجنسی. إنهم یصوّرون الحیاة یائسة و لیس فیها أی بصیص للأمل و لذا یطلقون علی عبادة الشیطان دنیا الظلام، و من الامور الشائعة فی وسطهم و عقائدهم ظاهرة الإنتحار حیث یعتبرونه أفضل وسیلة للوصول الی الحقیقة.[4]

عبادة الشیطان فی إیران

ابتدأت تحرّکات عبدة الشیطان فی بلدنا بصورة سرّیة و خفیّة. و طریقة تبلیغهم قلیلاً ما تکون عقائدیة و کثیراً ما تکون من طریق الحفلات و الدعوات اللیلیة التی تتوفّر فیها أنواع المشروبات الکحولیة و اختلاط الرجال بالنساء و موسیقی الجاز المأخوذة من الموسیقی الیهودیة و الأقراص المهیجة و المواد المخدرة مثل الحشیش و الکوکائین.[5]

العلامات و الرموز

و لعبدة الشیطان علامات خاصة یستعملونها فی مجالسهم أو حتی علی ملابسهم لکی یُعلنوا للآخرین عن عقیدتهم و سلوکهم، و قد یستخدمها بعض الأشخاص من دون علم منهم بمغزاها کأن یلبسوا ثیاباً علیها تلک العلامات.

و بعض العلامات و رموز هؤلاء هی عبارة عن:

ذو الخمسة أضلاع المقلوب أو نجمة الصبح

الصلیب المکسور أو دائرة الشمس

العین التی تنظر الی کل الأمکنة

الصلیب المقلوب

الطبر المائل و ...

و علامات اخری من هذا القبیل و یحکی کل منها عن رمز خاص.[6]

الاشکالات و الانحرافات:

و اشکالات هذه الفرق المنحرفة أوضح من أن تحتاج الی بیان، و مع ذلک فنحن نذکر هنا عددا من الاشکالات الکبیرة علی نحو الاختصار:

1. عبادة غیر الله:

و من الواضح انه طبقاً لعقائد هؤلاء فإنهم لا یعبدون الله بل یعبدون الشیطان و أنفسهم، و ذلک أخبث الأفعال.

2. مواجهة و معاداة الأدیان الإبراهیمیة

3. إرتکاب أعمال قبیحة و مخالفة للأخلاق الإنسانیة کاشاعة الفساد و الابتذال الجنسی و ...

و أخیراً:

إن عبادة الشیطان عقیدة باطلة یتبنّاها بعض الأشخاص من أجل الوصول الی مقاصدهم الشیطانیة. و هم یسعون حالیاً أیضاً بحیل مختلفة (کالامور الجنسیة و الإدمان و الکحول و الابتذال و ...) الی کسب الأنصار و خصوصاً من بین الشباب.



[1]انظر: لسان العرب مادة شطن.

[2] الرحیمی، زاد الشباب، ص159، منشورات القلم المکنون، الطبعة الاولی، صیف 87 .ش.

[3] نفس المصدر، ص 166.

[4] نفس المصدر، ص 168.

[5] نفس المصدر، ص 169.

[6] نفس المصدر، ص 172.