Please Wait
الزيارة
7316
محدثة عن: 2010/02/09
کد سایت fa7497 کد بایگانی 25857
گروه التفسیر
التسميات الشمائل|الیمین|الجمع|المفرد
خلاصة السؤال
لماذا وردت کلمة «الشمائل» في الآیة 48 من سورة النحل بصورة الجمع في حین إن کلمة «الیمین» وردت مفردة؟
السؤال
جاء في الآیة 48 من سورة النحل "أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلىَ‏ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شىَ‏ْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَ الشَّمَائلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَ هُمْ دَاخِرُون" فتشت عن سبب ورود کلمة «الشمائل» بصورة الجمع و «الیمین» بصورة المفرد في تفسیر المیزان و الأمثل و فیض الإسلام، لکني لم أفهم شیئاً من إیضاحاتهم فقد کانت مبهمة بالنسبة لي. أرجوا مع الإمکان توضیح المراد من الیمین و الشمال في هذه الآیة ببیان سهل مرن، و لماذا جاءت کلمة الشمال بصورة الجمع؟
الجواب الإجمالي

لقد جعل الله سبحانه حرکة ظلّ الأجسام یمیناً و شمالاً في هذه الآیة دلیلاً علی عظمته و أن هذه الحرکة بالنسبة لهذه الأجسام سجود تواضع و خضوع أمام الله سبحانه. فلظلال الأجسام دور مهم و مؤثّر في حیاتنا فهي تقوم بتعدیل نور أشعة و حرارة الشمس، و تساعدنا في رؤیة الأجسام و غیر ذلک. و للمفسّرین نظریات متعددة لعلة مجيء لفظ «الیمین» مفرداً و «الشمائل» جمعاً نشیر إلیها في الجواب التفصیلي.

الجواب التفصيلي

لقد جعل الله سبحانه حرکة ظلّ الأجسام یمیناً و شمالاً في هذه الآیة دلیلاً علی عظمته و أن هذه الحرکة بالنسبة لهذه الأجسام سجود تواضع و خضوع أمام الله سبحانه. و مما لا شک فیه أن لظلال الأجسام دور مهم و مؤثّر في حیاتنا و لعل الکثیر منا غیر ملتفت إلی هذه الحقیقة، من هنا وضع القرآن الکریم إصبعه علی هذه المسألة لیثير الإنتباه حول هذه القضية المهمة.[1]

للظلال (التي هي لیست سوی عدم النور) فوائد جمّة:

1- کما أن لأشعة الشمس دوراً أساسياً في حیاتنا، فکذلک الظلال، لأنها تقوم بعملیة تعدیل حرارة أشعة الشمس، إن الحرکة المتناوبة للظلال تحفظ حرارة الشمس لحد متعادل و مؤثر، و بدون الظلال یحترق کل شيء أمام حرارة الشمس الثابتة و بدرجة واحدة و لمدة طویلة.

2- و ثمّة موضوع مهم آخر و ربّما علی خلاف تصوّر معظم الناس ألا و هو: إن النور لیس هو السبب الوحید في الرؤیة، بل لابدّ من اقتران الظل بالنور لتحقق الرؤیة بشکل طبیعي. و بعبارة أخری: إن النور لو کان یحیط بجسم ما و یشع علیه باستمرار بما لا یکون هناک مجال للظلّ أو نصف الظلّ، فإنه و الحال هذه لا یمکن رؤیة ذلک الجسم و هو غارق بالنور.

أي: کما أنه لا یمکن رؤیة الأشیاء في الظلمة المطلقة، فکذا الحال بالنسبة للنور المطلق، و یمکن رؤیة الأشیاء بوجود النور و الظلمة (النور و الظلال)، و علی هذا یکون للظلال دور مؤثّر جدّاً في مشاهدة و تشخیص و معرفة الأشیاء و تمییزها (فتأمل).

و ثمة ملاحظة أخری في الآیة: و هي ورود «الیمین» بصیغة المفرد في حین جاءت الشمال بصیغة الجمع «شمائل». فللمفسّرین نظریات مختلفة في بیان علّتها نشیر هنا إلی بعضهت:

1- فالاختلاف في التعبیر یمکن أن یکون لوقوع الظلّ في الصباح علی یمین الذي یقف مواجهاً للجنوب ثم یتحرّک باستمرار نحو الشمال حتی وقت الغروب حین یختفي في أفق الشرق،[2] فللظلّ معنیً في جهة الشمال.

2- ان کلمة «الیمین» مفردة إلا أنّه یمکن أن یراد بها الجمع في بعض الحالات، و هي في هذه الآیة تدل علی الجمع. [3]

قیل: ان الله سبحانه جاء بلفظ «الیمین» مفرداً للخلاصة و الاختصار (و إن أراد منه الجمع)، و «یمین» ترجع إلی لفظ «الشيء» و هو مفرد، أما «شمائل» فترجع إلی معنی «الشيء» و هو جمعٌ، لأن المراد من لفظ «الشيء» هو الجمع.[4]

3- إفراد لفظ «الیمین» و جمع «الشمائل» للإشارة لکن جهة الشمال متعددة، لأن الیمین المعنویة لکل شيء هي الجهة الإلهیة له، أما شماله فالجهات الخلقیة له و کثرة الوجهة الإلهیة منطویة في وحدتها، و وحدة الوجهة الخلقیة فانیة في الکثرة.[5]

4. و هناك من قال انه ذلك من قبيل التفنن، و ان الله تعالى: أفرد اليمين، لأن المراد به جنس الجهة كما يقال المشرق. و جمع الشَّمائِلِ مرادا به تعدّد جنس جهة الشمال بتعدّد أصحابها، كما قال: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [سورة المعارج: 40]. فالمخالفة بالإفراد و الجمع تفنّ.[6]

 


[1]  المکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل، ج 8، ص 206 (بقلیل من التصرّف)، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، قم، 1421 ق.

[2]  تفسیر القرطبي، ذیل الآیة المذکورة.

[3]  الرازي، أبو الفتوح، روض الجنان و روح الجنان في تفسیر القرآن (تفسیر أبو الفتوح الرازي)، ج 12، ص 45، نشر مؤسسة التحقق الإسلامیة للعتبة الرضویة المقدسة، مشهد، 1408 ق.

[4]  البغدادي، علاء الدین علي بن محمد، لباب التأویل في معاني التنزیل، ج 3، ص 80، نشر دار الکتب العلمیة، بیروت، 1415 ق.

[5]  الخاني رضا/ الریاضي، حشمة الله، ترجمة بیان السعادة، ج 8، ص 130، طبع و نشر جامعة پیام نور، طهران، 1372 ش.

[6]  الطاهر بن عاشور، التحرير و التنوير، ج‏13، ص: 136.