الزيارة
5008
محدثة عن: 2010/10/18
کد سایت fa6654 کد بایگانی 10438
خلاصة السؤال
لماذا لا تکون للسور القرآنیة خلاصة تجمع فیها أساسیات مباحث السورة؟
السؤال
المتعارف فی جمیع المتون المدونة عندما یریدون البحث عن موضوع معین یضعون فی مقدمة البحث خلاصة لاساسیات المباحث و الموضوعات التی یریدون التعرض لها ثم یشرعون فی التفصایل فهل اعتمد القرآن الکریم هذه الطریقة أو لا؟ بطبیعة الحال الکلام فی السور المتوسطة لا الطویلة جداً و الا القصیر کذلک.
الجواب الإجمالي

من غیر الصحیح تقییم المتون على اساس وجود الخلاصة لمطالبها و عدمها، و إن کانت تلک الطریقة بالنسبة الى المتون الموسعة مناسبة جداً، هذا أولا و ثانیاً من غیر الصحیح ادعاء ان جمیع المتون تحتوى على خلاصة لمباحثها حیث هناک الکثیر من الموسوعات و دوائر المعارف المعتبرة تفتقر لتلک الخصوصیة من دون أن یقلل ذلک من قیمتها العلمیة قید أنملة.

إن القرآن الکریم الذی یعتبر أهم دائرة معارف دینیة بالنسبة للمسلمین و یهدف الى تحقیق غایة محددة نراه فی الغالب لایعتمد هذه الطریقة فی العرض، لعدم جدوائیتها و تاثیرها فی تحصیل الفهم الاعمق و الادق فی استیعاب المعارف الموجودة فی السور القرآنیة.

الجواب التفصيلي

فی البدء نود الاشارة الى ملاحظة مهمة و هی: صحیح أن هذه الطریقة المذکورة فی متن السؤال هی الطریقة المعتمدة فی رسائل التخرج و الکتب و المصنفات الکبیرة التی تدور على محور جزئی واحد، لکن لایمکن الخروج بنتیجة عامة مفادها أن المتون المعتبرة فی عالم التألیف لابد أن تتوفر على هذه الطریقة و الا تفقد قیمتها العلمیة و مکانتها فی عالم الکتب و المصنفات، و الا لخرجت أکثر المصنفات القدیمة التی لا تتوفر على مثل هذه الطریقة عن الاعتبار و المنزلة العلمیة و کذلک الموسوعات و دوائر المعارف المفصلة التی لایمکن تلخیص مطالبها، و هذا ما لایدعیة أحد مهما کانت منزلته العلمیة.

من هنا لایصح تقییم المتنون على أساس وجود الخلاصة و عدمها خاصة و ان هذه الطریقة نافعة فی المباحث التی تدور حول محور واحد لکن بتفاصیل و جزئیات و تفریعات کثیرة یضطر المؤلف لتلخیص المباحث لکی یسهل الأمر على المطالع فی فهم و استیعاب مباحث الکتاب من خلال تحدید الهدف و المنهج المتبع و الاشارة الى النتائج الحاصلة من البحث؛ لکن هذه الطریقة تکون غیر محبذة فی المتون التی لاتحتاج الى الخلاصة فی فهم ابحاثها بل تعد الخلاصة اطناباً لا طائل من ورائه، من هنا نرى الموسوعات و دوائر المعارف تخلو من تلک الخلاصة من دون أن یخدش ذلک فی قیمتها و مکانتها العلمیة قید أنملة.

و فی هذا المجال لابد أن نعرف بان السور القرآنیة تعتبر دائرة معارف تحتوى على الابحاث المتنوعة و الشاملة التی تسعى لتحقیق هدف واحد و فی الغالب لا توجد أی ضرورة لمثل هذه الخلاصة لتحقیق الفهم القرآنی الاعمق و لاتساعد فی فهم مراد الآیات القرآنیة الکریمة.

نعم فی بعض تلک السور اقتضت الضرورة وجود مثل هکذا خلاصة لفهم مرادها و الهدف الالهی الکامن فیها، فعلى سبیل المثال نطالع فی سورة یوسف علیه السلام و شرح قصته و ما مر علیه، قوله تعالى: " لَقَدْ کانَ فی‏ یُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آیاتٌ لِلسَّائِلین "[1] و بهذا یتضح الهدف الالهی الاساسی فی التعرض لتلک القصة بهذ الشکل من البحث و التفصیل فلم یکن الهدف منها مجرد السرد القصصی و البحث التاریخی، و بعد الاشارة الى تلک الخلاصة شرعت آیات السورة فی بیان جمیع جزئیات و تفاصیل القصة و بیان تلک الآیات و العبر.


[1] یوسف،7.

س ترجمات بلغات أخرى