الزيارة
5303
محدثة عن: 2008/12/20
کد سایت fa1784 کد بایگانی 3685
خلاصة السؤال
لماذا لم یدخل الله الناس الجنة من البدایة؟
السؤال
بما ان الله فیاض مطلق فلماذا لم یدخل الله الناس الجنة من البدایة؟
الجواب الإجمالي

الجنة و جهنم نتیجة و ثمرة للاعمال الاختیاریة للانسان، فالجنة التی هی نهایة المسار لا یمکن الوصول الیها من دون وجود الدنیا و العمل الصالح فیها. و لا یتنافی هذا مع کون الله فیاضاً مطلقاً، لان الفیض الالهی یجری علی أساس الحکمة الالهیة فلایتنافی مع الحکمة الالهیة، و لا ینبغی للانسان ان یرکّز علی صفة واحدة من الصفات الالهیة و یغفل عن الصفات الاخری.

الجواب التفصيلي

ان خلقة الانسان و جمیع الموجودات قد صمّمت بحیث تستهدف هدفاً خاصاً، یقول الله تعالی فی القرآن الکریم: "خلق السماوات و الارض بالحق".[1] فخلق السماوات و الارض حیث انه عمل منتسب الی ذات الله تعالی فهو لیس عملاً باطلاً و عبثاً.

و قد ذکر الله فی القرآن بشکل صریح أن الهدف من خلقة الانسان هو العبادة فقال: "و ما خلقت الجن و الانس الا لیعبدون (ای لیتکاملوا عن هذا الطریق و یتقربوا الیّ).[2]

 والعبادة لغة معناها: یقال للشیئ اذا کان هادئاً سلساً و مطیعاً بحیث لا یکون فیه عصیان و تمرد، فانه یقال لهذه الحالة: (تعبّد)، و لذا یقال للطریق المسوّی (طریق معبّد).[3] و یقال انسان عابد للشخص المسلم و المطیع لله غیر العاصی له.

و العبادة و التسلیم انما یکون لها معنی اذا کان مجال التمرد و الطغیان مفتوحاً امام الانسان، ای ان الانسان من بین التمرد و الاطاعة یختار الاطاعة؛ و بعبارة اخری:

ان امتیاز الانسان عن باقی الموجودات بوجود الارادة و قدرة الاختیار، و ان الله تعالی قد جعل قوی متعددة و مختلفة فی داخل الانسان، و ان مسیرة الانسان التکاملیة تمر عبر هذه القوی المختلفة. یقول امیرالمؤمنین علی (ع): "ان الله عزوجل رکب فی الملائکة عقلاً بلا شهوة و رکب فی البهائم شهوة بلا عقل و رکب فی بنی آدم کلتیهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خیر من الملائکة و من غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم.[4]

و الملاحظة الاخری هی: ان الجنة و جهنم نتیجة و ثمرة للاعمال الاختیاریة للانسان، یقول القرآن الکریم: "قل أ ذلک خیر أم جنة الخلد التی وعد المتقون کانت لهم جزاءًًً و مصیراً.[5] و قال: "و جزاهم بما صبروا جنة و حریراً".[6]

اذن فالجنة التی هی نهایة المسار، لا یمکن الوصول الیها من دون وجود الدنیا و العمل الصالح فیها. و لا یتنافی هذا مع الفیض الالهی المطلق، لان الفیض الالهی انما یجری علی اساس الحکمة الالهیة لا ان یکون له منافاة مع حکمة الله. فلا ینبغی للانسان ان یرکّز علی صفة واحدة من الصفات الالهیة و یغفل عن الصفات الاخری.



[1] العنکبوت، 44.

[2] الذاریات، 56.

[3] مفردات الراغب.

[4] بحار الانوار، ج 4 ، ص 273.

[5] الفرقان، 15.

[6] الانسان، 12.

س ترجمات بلغات أخرى