الزيارة
2301
محدثة عن: 2020/07/28
کد سایت fa36088 کد بایگانی 121009
خلاصة السؤال
ما هو رأي الإسلام حول الإحسان إلی الآخرین؟
السؤال
کیف یکون الإحسان إلی الآخرین من وجهة نظر الإسلام؟
الجواب الإجمالي

انّ وجهة نظر الاسلام حول موضوع الاحسان الی الناس، اوضح من أن تحتاج الی دلیل وبرهان. لأنّه بالرجوع إلى المصادر الدينية، نلاحظ أنّه قد تم التوصية کثیرا بهذا الموضوع في آيات من القرآن وفی بعض الروايات الصادرة عن زعماء الدين.  انّ لهذا الموضوع درجة کبیرة من الاهمّیه بحیث اختصت به فصول فی مصادر الحدیث بعنوان "استحباب الإحسان الی الإخوة" قد جمع في ذیلها احادیث کثیرة حول اهمیة ومکانة الاحسان، وتشجیع المحسنین وتعظیمهم، وآثار الأعمال الخیریة وبرکاتها و... .

بالإضافة إلى ذلك، فإن سلوک نبي الإسلام(ص) والأئمة(ع) وسیرتهم مليئة بهذا العمل الممدوح. لکنّا مع ذلک نذكر عددا من الآيات والأحاديث في هذا الموضوع كنماذج.

انّ القرآن الکریم یقول فیما یتعلق بمکانة الاحسان عند الله: «وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنين».[1]

ویقول أیضا فی آیة أخری: «إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ»؛[2] ای ان فائدة الإحسان الذی یقوم به الانسان الی اخوانه فی الدین وابناء نوعه من البشر تعود(ترجع) فی الواقع الی نفس الانسان؛ لانّ الشخص المحسن یسعی لتحقیق الکمال الوجودی لنفسه وکمال شخصیته، من خلال الإحسان والقیام بعمل الخیر.

إذا كانت الاعمال الصالحة والممدوحة تحرر الإنسان من الخسائر وتجعله مصداقا للفوز والنجاح والفلاح، فهذا يعني أنّ الإنسان بوسعه ان یرتقي من النقص الی الکمال بواسطة بعض الأعمال.

انّ الاحسان الی الناس، من جملة الوسائل التی هی اسرع فی التقرب من الله. انه یمنع من نزول البلاء، ویزیل المشاکل والصعوبات، والأهم من ذلك أنه یجلب المحبوبیة عند الله تعالى، التی هی مصدر رحمته غیرالمتناهية.

اما الروايات حول هذا الموضوع اکثر من أن تحصی فی هذا المقال؛ لذلک، اقتصرنا علی ذکر بعض منها كأمثلة.

  1. «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)‏ الْبِرُّ مَا طَابَتْ بِهِ النَّفْسُ وَ اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ».[3]
  2. «سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ وَ إِنَّ الْبَارَّ بِالْإِخْوَانِ لَيُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ وَ فِي ذَلِكَ مَرْغَمَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّيرَانِ وَ دُخُولُ الْجِنَان‏».[4]
  3. «قَالَ الصادق (ع) خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ وَ شِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ وَ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ وَ فِي ذَلِكَ مَرْغَمَةٌ لِلشَّيْطَان وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّيرَانِ «وَ دُخُولُ الْجِنَان‏».‏[5]
  4. «اِنَّ خَواتیمَ أعمالِكُم قَضاءُ حَوائجِ إخوانِكُم والإحسانِ إلیهِمْ ما قَدَرْتُم و الاّ لَمْ یُقْبَلْ مِنْكُم عَمَلٌ».[6]
  5. «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: الْبِرُّ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَ يَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ».[7]

يجب أن يقال؛ بالنظر إلى التركيز الخاص للإسلام على قضية الاحسان وعمل الخير، فمن الواضح انّ احسان الإنسان تجاه إخوته في الدین يتناسب مع وضعه، ودخله ومكانته الاجتماعية.

ويمكن لأي شخص في أي وضع ومکانة أن يقوم بالاحسان الی الآخرین، حتى الأشخاص الذين لديهم أدنی مستويات العيش ولا يستطيعون مساعدة الآخرين بمالهم، يمكنهم القيام بذلك بأخلاق وسلوك جيد.[8]

 


[1]. البقره، 195.

[2]. الاسراء، 7.

[3]. ابن اشعث، محمد بن محمد، الجعفريات (الأشعثيات)، ص 148، طهران، مكتبة النينوى الحديثة، الطبعة الاولی، بدون‌تاریخ.

[4]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج ‏4، ص 41، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.

[5]. ابن بابويه، محمد بن على، الخصال، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، ج ‏1، ص 96، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الاولی، 1362ش.

[6]. المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج ‏72، ص 379، بیروت، مؤسسة الطبع و النشر، الطبعة الاولی، 1410ق.

[7]. الكافي، ج ‏2، ص 100.

[8]. للمزید من المعلومات راجع: المصادر الروائیة: «بَابُ اسْتِحْبَابِ الْبِرِّ بِالْإِخْوَانِ».

 

س ترجمات بلغات أخرى