الزيارة
7681
محدثة عن: 2010/11/09
کد سایت fa7627 کد بایگانی 10812
گروه العملیة
خلاصة السؤال
هل یجب النوم باتجاه القبلة و کذلک الاستراحة؟ و ما هو الحکم بالنسبة الى دفن المیت؟
السؤال
هل صحیح أنه ینبغی عند الاستراحة و النوم التوجه نحو القبلة و کذلک بالنسبة الى دفن المیت؟ ما فلسفة ذلک؟
الجواب الإجمالي

ورد فی الروایات تقسیم النوم الى الجهات الاربعة و أن أفضلها نوم المؤمن على الجانب الایمن متجهاً نحو القبلة.

فقد روی عن الامام علی (ع) أنه قال: "النوم على أربعة أوجه، الأنبیاء (ع) تنام على أقفیتهم مستلقین و أعینهم لا تنام متوقعة لوحی الله عز و جل، و المؤمن ینام على یمینه مستقبل القبلة، و الملوک و أبناؤها تنام على شمائلها لیستمرءوا ما یأکلون، و إبلیس و إخوانه و کل مجنون و ذی عاهة ینام على وجهه منبطح".

و بالنسبة الى دفن المیت مستقبلا القبلة فقد روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "کَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِیُّ بِالْمَدِینَةِ وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) بمکةَ و إِنَّهُ حَضَرَهُ الْمَوْتُ و کان رسول اللَّه (ص) و المسلمون یصلُّون إِلى بیت المقدس فأَوصى البراءُ أَنْ یُجْعَلَ وَجْهُهُ إِلَى تِلْقَاءِ النَّبِیِّ (ص) إِلى القبلة و أَنَّهُ أَوصى بِثلث ماله فجرَتْ به السُّنَّةُ" من هنا نرى الفقهاء و استناداً الى الادلة الفقهیة افتوا بوجوب کون الدفن مستقبل القبلة.

الجواب التفصيلي

یتفرع السؤال المذکور الى قسمین نحاول الاجابة عنها وفقاً لهما.

کان السؤال فی القسم الاول عن النوم باتجاه القبلة.

جوابه:

بما أن الدین الاسلامی هو خاتم الدیانات الالهیة یهدف الى سوق الانسان نحو الکمال [1] من هنا ینبغی أن یکون دیناً جامعاً و کاملا [2] یوفر للبشریة جمیع متطلباتها و یلبی جمیع احتیاجاتها الصغیرة منها و الکبیرة. [3] و من جملة تلک المتطلبات قضیة أحکام النوم التی هی فی الحقیقة احکام غیر الزامیة بل من قبیل السنن و المستحبات التی جاءت الاشارة الیها فی الکثیر من الروایات، منها:

روی عن الامام الهادی (ع) أنه قال: "لنا أَهْل الْبَیْتِ عند نومنا عشر خصال، الطّهارةُ و توسُّدُ الیمین و تسبیحُ اللَّهِ ثَلاثاً و ثَلاثینَ و تحمیدُهُ ثَلاثاً و ثلاثینَ و تَکْبِیرهُ أَربعاً و ثَلاثینَ و نستَقْبِل القبلةَ بوجوهنا و نَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ و آیَةَ الْکُرْسِیِّ و شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ إِلَى آخِرِهَا [4] . فمنْ فعَلَ ذلکَ فقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ فِی لَیْلَتِهِ" [5] .

انواع النوم:

قسمت الروایات الورادة فی مصادرنا نحن معاشر الشیعة النوم الى أربعة أقسام أفضلها نوم المؤمن على الجانب الایمن متجها نحو القبلة.

فعن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائی قال: حدثنا علی بن موسى الرضا (ع) عن آبائه:" کان علی بن أبی طالب (ع) بالکوفة فی‏ الجامع إذ قام إلیه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فکان فیما سأله أن قال له: أخبرنی عن النوم على کم وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه، الأنبیاء (ع) تنام على أقفیتهم مستلقین و أعینهم لا تنام متوقعة لوحی الله عز و جل، و المؤمن ینام على یمینه مستقبل القبلة، و الملوک و أبناؤها تنام على شمائلها لیستمرءوا ما یأکلون، و إبلیس و إخوانه و کل مجنون و ذو عاهة ینام على وجهه منبطحاً". [6]

اما بالنسبة الى جواب القسم الثانی، أی دفن المیت متجها نحو القبلة، فینبغی أن نقول: إن الاسلام قد رسم خطة لجمیع مراحل حیاة الانسان الاربعة منذ بدء الحیاة و حتى الممات، بل حتى بالنسبة الى ما بعد الموت من التکفین و الدفن و بیان سائر احکامها، نشیر الى بعضها:

قال الامام الصادق (ع): "   إِذَا اشْتَدَّتْ علیه (الانسان حال الموت) النَّزْعُ فَضَعْهُ فِی مُصَلاهُ الذی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ أَوْ عَلَیْهِ " و فی روایة أخرى "إِذَا عَسُرَ عَلَى الْمَیِّتِ مَوْتُهُ وَ نَزْعُهُ قُرِّبَ إِلَى مُصَلاهُ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ "

اما بالنسبة الى توجیه المحتضر نحو القبلة فقد روی عن سلیمان بن خالدٍ قال: سمعت أَبا عبد اللَّهِ (ع) یقول: إِذا مات لاحدکم میِّتٌ فَسَجُّوهُ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ وَ کَذَلِکَ إِذَا غُسِّلَ یُحْفَرُ لَهُ مَوْضِعُ الْمُغْتَسَلِ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ فَیَکُونُ مُسْتَقْبِلًا بِبَاطِنِ قَدَمَیْهِ وَ وَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَة". [7]

و أما بالنسبة الى دفن المیت باتجاه القبلة فقد وردت روایات کثیرة فی کتاب وسائل الشیعة بحث عقد لها الحر العاملی باباً مستقلا، منها:

عن الامام الصادق (ع) أنه قَال: کَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِیُّ بِالْمَدِینَةِ و کَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) بمکةَ و إِنَّهُ حَضَرَهُ الْمَوْتُ و کان رسول اللَّه (ص) و المسلمون یصلُّون إِلى بیت المقدس فأَوصى البراءُ أَنْ یُجْعَلَ وَجْهُهُ إِلَى تِلْقَاءِ النَّبِیِّ (ص) إِلى القبلة و أَنَّهُ أَوصى بِثلث ماله فجرَتْ به السُّنَّةُ" [8]

من هنا نرى الفقهاء و استناداً الى الادلة الفقهیة افتوا بوجوب کون الدفن باتجاه القبلة، بأن یضجعه على جنبه الأیمن بحیث یکون رأسه الى المغرب و رجلیه الى المشرق مثلا فی البلاد الشمالیة، و بعبارة أخرى یکون رأسه إلى یمین من یستقبل القبلة و رجلاه إلى یساره، و کذا فی دفن الجسد بلا رأس، بل فی الرأس بلا جسد، بل فی الصدر وحده". [9]



[1] انظر بحث "خاتمیة الرسالات" رقم السؤال8923 من هذا الموقع.8935

[2] انظر: بحث " کمال الدین وثباته" السؤال رقم2585 من هذا الموقع.2798

[3] یعتمد فقهاء الشیعیة فی معالجة المسائل المستحدثة القواعد الکلیة التی وضعتها الشریعة تحت تصرفهم لاستنباط الاحکام.

[4] انظر: آل عمران،18.

[5] مستدرک‏الوسائل ج : 5 ص : 116.

[6] الشیخ الصدوق، الخصال، ج ‏1، ص 262، انتشارات جامعه مدرسین قم، 1403 هـ ق؛ الشیخ الصدوق، عیون أخبار الرضا (ع) ج‏1، ص 510، نشر جهان‏، طهران، الطبعة الاولی، 1378 هـ ق‏.

[7] الکلینی، الکافی، ج 3، ص 125-127، باب" بَابُ إِذَا عَسُرَ عَلَى الْمَیِّتِ الْمَوْتُ وَ اشْتَدَّ عَلَیْهِ النَّزْعُ " و " بَابُ تَوْجِیهِ الْمَیِّتِ إِلَى الْقِبْلَةِ "، الطبعة الرابعة، دار الکتب الإسلامیة، طهران، ‏1365 هـ ش.

[8] الشیخ الحر العاملی، وسائل‏الشیعة، ج 3، ص 230، مؤسسه آل البیت علیهم‏السلام قم، 1409 هـ ق.

[9] الامام الخمینی (قدس)، تحریر الوسیلة، ج1، ص88، م2، مؤسسة دار العلم، الطبعة الاولى.

س ترجمات بلغات أخرى