الزيارة
2684
محدثة عن: 2014/04/19
کد سایت id22238 کد بایگانی 121007
خلاصة السؤال
بما أنه قد وُجهت نصائح للأغنياء في القرآن حول الإقراض ودفع الصدقات وما إلى ذلك، فهل توجد هناک أيّة توصية لذوي الدخل المحدود بالنسبة الی زيادة جهودهم؟
السؤال
أيّا من آيات القرآن تشير إلى ضرورة التوازن بين الفقر والثروة؟ أي أنها قد أمرت من جهةٍ الأغنياء بمساعدة الفقراء، ومن ناحية أخرى، أمرت الفقراء بالمزید من الجهد للتخلص من الفقر؟
الجواب الإجمالي

لتحقيق التوازن بين الفقر والثروة في المجتمع، امر القرآن الکریم المؤمنين ان یبذلوا جهدهم لتقلیل الفجوة الطبقیة بطریق الانفاق. وفي هذا الصدد، قد شجع المنفقین في العديد من الآيات. من ناحية أخرى، یقول للناس بشكل عام وللمستضعفين والفقراء بشكل خاص؛ ان لبّوا احتياجاتکم بالاستفاده من الموارد الطبيعية بما فیها الأرض والمناجم والبحار التي وفرها الله لکم، من خلال السعی فی إعمار الأرض و تنمیتها واستخراج الموارد منها.

الجواب التفصيلي

لتحقيق التوازن بين الفقر والثروة في المجتمع، امر القرآن الکریم المؤمنين ان یبذلوا جهدهم لتقلیل الفجوة الطبقیة بطریق الانفاق. و في هذا الصدد، قد شجع القرآن الکریم المنفقین في العديد من الآيات. لقد وعدهم فی بعض من تلک الآیات بالمکافئة فی الآخرة، وفی بعض آخر منها عدّ الإنفاق من جملة أوصاف المتقین. مما یلفت النظر أن هذه الآیات فی القرآن تشیر الی هذا الموضوع بکلمات وتعابیر مختلفة، فی ما یلی نذکر عدة نماذج من هذه الآيات.

الف) الآیات التی استخدمت فیها کلمات «الانفاق»، «انفقوا»، «ینفقون».

  1. «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْض».[1]
  2. «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَة».[2]
  3. «وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَة».[3]
  4. «وَ ما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا في‏ سَبيلِ اللَّه».[4]
  5. في صفات المتقین: «الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُون».[5]
  6. «الَّذينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِم وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُون».[6]

ب) من ناحية أخرى، يصرح القرآن الكريم بأنه فرض حقوقا للفقراء والأيتام والمحرومين، من اموال الأغنياء، وبهذه الطريقة یأمر الأغنياء بالسعي من أجل القضاء علی الفقر وازالة الفواصل الطبقية.

  1. «وَ الَّذینَ فی‏ أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ».[7]
  2. «وَ الَّذينَ في‏ أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ».[8]

 إن بعض المفسرین یعتقد أن المراد من "الحق المعلوم" شیء آخر غیر الزکاة التی یفرضها الانسان علی نفسه لمساعدة المحتاجین.[9] والدلیل علی هذا التفسیر روایة عن الصادق(ع) عند ما سألوه عن تفسیر هذه الآیة، أَ هُوَ غیر الزَّكَاةِ؟ فَقَالَ نعم: هُوَ الرَّجُلُ يُؤْتِيهِ اللَّهُ الثَّرْوَةَ مِنَ الْمَالِ، فَيُخْرِجُ مِنْهُ الْأَلْفَ وَ الْأَلْفَيْنِ وَ الثَّلَاثَةَ الْآلَافِ وَ الْأَقَلَّ وَ الْأَكْثَرَ فَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ، وَ يَحْمِلُ بِهِ الْكَلَّ عَنْ قَوْمِهِ.[10]

  1. «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكين...».[11]

الفقراء هم الطبقات المحرومة التي لا یفی دخلهم بنفقاتهم كما هو المعتاد، أما المساكين فهم المعدمون الذين منعهم الفقر والعجز عن تحصیل لقمة العیش.

ج) في بعض الآيات، يثني القرآن الكريم على الفقراء المتعففین. الفقراء الّذين قد حرّموا من اکتساب الممتلكات ورأس المال لأسباب من قبيل المشاركة في الجهاد، ویمنعهم علو طبعهم من السؤال. في مثل هذه الحالات، أمر القرآن الکریم المؤمنين ان یتخذوا اجرائات لقضاء حوائج الفقراء.

  1. «لِلْفُقَراءِ الَّذينَ أُحْصِرُوا في‏ سَبيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ ».[12]
  2. «وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه».[13]

د) الحل الذي يقدمه القرآن الكريم لتلبية احتياجات البشر عامة، والمستضعفین والفقراء على وجه الخصوص؛ هو أنه یشجعهم على الاستفادة من الموارد الطبيعية التي وفرها الله لهم، حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم من خلال السعي وبذل الجهد فی إعمار الأرض وتنميتها.

  1. «هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا في‏ مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ».[14]
  2. «أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَتْ لِمَساكينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعيبَها وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصْبا».[15]
  3. «يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فيها».[16]

بالطبع، كما ذكر، انّ بعض الناس لسبب ما. مثل المشاركة في الجهاد، أو الأنشطة الاجتماعية، أو الهجرة، أجبروا على مغادرة أراضيهم، وبالتالي حرّموا من تحصیل الممتلكات ورأس المال، أو من خلال محاولة غیر ناجحة وخسارة رأس مالهم، لأي سبب، لم یقدروا علی تلبیة أقل حاجاتهم؛ لذلک ظلوا تحت مسمى الفقراء والمحتاجین، وتقع على عاتق الأثرياء والمؤسسات المتکفلة بحمایة الفقراء والمحتاجین، المسؤولیة في دعم هؤلاء وتلبية احتياجات حياتهم.

 

 

 

 


[1]. البقره، 267.

[2]. البقرة، 254.

[3]. الرعد، 22.

[4]. الحدید، 10.

[5]. البقره، 3.

[6]. البقرة، 274.

[7]. المعارج، 24- 25.

[8]. المعارج، 24.

[9]. مکارم الشیرازی، ناصر، تفسير نمونه، ج ‏25، ص 32، طهران، دار الکتب الاسلامیة، ۱۳۷۴ش.

[10]. العروسى الحويزى، عبد على بن جمعه، تفسير نور الثقلين، تحقیق، الرسولى المحلاتى، سيد هاشم، ج ‏5، ص 417، قم، اسماعيليان، الطبعة الرابعة، 1415ق. «هو الرجل يؤتيه اللَّه الثروة من المال، فيخرج منه الالف والالفين والثلاثة آلاف والاقل والاكثر، فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه».

[11]. التوبه، 60.

[12]. البقره، 273.

[13]. النور، 33.

[14]. الملک، 15.

[15]. الکهف، 79.

[16]. هود، 61.

س ترجمات بلغات أخرى