بحث متقدم
الزيارة
5525
محدثة عن: 2014/02/25
خلاصة السؤال
ما السبب فی الاختلاف فی التعبیر فی الآیات " وَ جَعَلْنَا فی الْأَرْضِ رَوَاسیِ‏َ أَن تَمِیدَ بِهِمْ وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ یهَتَدُون" و "لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا"؟
السؤال
السلام علیکم، «فجاجاً سبلا» و «سبلاً فجاجا» فی قوله تعالی: " وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا" " لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا" قالو لها معنیان: الف:وضع کل لفظة فی الموضع الذی یقتضیه. ب: معنی "فجاجاً سبلا" هو الطرق الطبیعیة بین الجبال أو فی الجبال. "سبلاً فجاجا" هی الطرق التی یشقها الإنسان. أی من الرأیین ترجّحون. جزاکم الله خیراً.
الجواب الإجمالي
"الفَجُّ" شُقّةٌ یکتنفها جبلان، و یستعمل فی الطریق الواسع.[1] و جمعه فجاجٌ. قال: مِن کُلّ فجّ عمیقٍ.
السبیل: الطریق الذی فیه سهولة[2]، و جمعه "سبل". و علیه ف "سبلاً فجاجاً" بمعنی الطرق الواسعة.
و بما أن الفجاج وقع فی هذه الآیة وصفاً، فالترتیب الطبیعی یقتضی ذکر الموصوف قبل الصفة. [3] کما جاء فی الآیة 19 و 20 من سورة نوح : " وَ اللَّهُ جَعَلَ لَکمُ‏ُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا".
و قد یقدم الوصف علی الصفة، کما فی الآیة 31 من سورة الأنبیاء "وَ جَعَلْنَا فىِ الْأَرْضِ رَوَاسىِ‏َ أَن تَمِیدَ بِهِمْ وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ یهَتَدُون" لیصیر حالاً، فیدل علی أنه حین خلقها، خلقها علی تلک الصفة.[4]
و علیه، فالآیة تدل علی أن هذه الطرق واسعة منذ خلقها و أوجدها الله سبحانه.[5] أو لیبدل منها "سبلاً" فیدل ضمناً علی أنه خلقها و وسعها للسابلة. [6]
 

[1]  الراغب الأصفهانی، المفردات فط غریب القرآن، تحقیق: صفوان عدنان الداودی، ص 625، دار العلم الدار الشامیة، دمشق بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق. «فجج الفجُّ: شُقّةٌ یکتنفها جبلان، و یستعمل فی الطریق الواسع. [1] و جمعه فجاجٌ. قال: مِن کُلّ فجّ عمیقٍ».
[2] نفس المصدر، ص 395، راجعوا: الفرق بین الطریق و السبیل و الصراط فی القرآن الکریم، السؤال 27354.
[3] راجعوا: المصطفوی، حسن، التحقیق فی کلمات القرآن، ج 9، ص 31، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، طهران، 1360 ش.
[4] راجعوا: الکاشانی، ملا فتح الله، زبدة التفاسیر، ج 4، ص 316، مؤسسة المعارف الإسلامیة.
[5] الکاشانی، ملا فتح الله، تفسیر منهج الصادقین فی إلزام المخالفین، ج 6، ص 58، مکتبة محمد حسن العلمی، طهران، 1336 ش؛ الشریف اللاهیجی، محمد بن علی، تفسیر شریف اللاهیجی، تحقیق: الحسینی الارموی (المحدث)، میر جلال الدین، ج 3، ص 115، مکتب نشر داد، طهران، الطبعة الأولی، 1373 ش؛ الزحیلی، وهبة بن مصطفی، التفسیر المنیر، فی العقیدة و الشریعة و المنهج، ج 17، ص 46، دار الفکر المعاصر، بیروت، دمشق، الطبعة الثانیة، 1418 ق.
[6] تفسیر الشریف اللاهیجی، ج 3، ص 115.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • إذا کان الماء النجس یجری علی السطح المنحدر و لکنه یتصل فی الأسفل بالکر فهل یطهر أعلاه أیضاً؟
    3183 الحقوق والاحکام 2019/06/11
    کل جزء فی الماء النجس إذا تصلّ بالماء الکر أو الجاری فإنه یطهر، و الأجزاء التی لم تتصل عرفاً سواء کانت الی الأسفل أو الی الأعلی فإنها باقیة علی نجاستها السابقة. و بناء علی هذا فذلک الجزء من الماء النجس الموجود فی الجزء الاعلی و لم یتصل بعد ...
  • کیف یمکن أداء جمیع الأعمال بنیة خالصة؟
    7124 العملیة 2008/06/21
    المقصود بالإخلاص هو أن یکون الدافع الأصلی و الوحید لأداء الأعمال هو رضى الله و العبودیة المطلقة له و ان یعتقد الإنسان أن الله سبحانه هو وحده أهل لهذه العبادة و هذا الإخلاص و لا یکون غیره مستحقاً لها أو یطلب الإنسان رضا غیره.لذلک فان الخطوة الأولى للوصول إلى ...
  • ما هو حکم الاعمال المنافیة للعفة؟ و هل تعد من الذنوب إن لم تصل الى حد الزنا؟
    5518 الکلام الجدید 2010/12/07
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • ما الذی یمکن أن یفعله شاب یرید أن یطهر نفسه قبل الذهاب إلى الحج و العمرة؟
    5880 العملیة 2008/07/06
    نوصی باتباع الخطوات التالیة لإثراء هذا السفر المعنوی:1ـ إخلاص النیة إلى الله تعالى حتى لا یکون له أی هدف غیر الله.2ـ التوبة من الذنوب.3ـ إذا کان للناس علیه حقوق فعلیه أداؤها.4ـ أداء ما وجب علیه من أموال کالخمس و... .5ـ اجتناب کل ما یشغله عن أموره المعنویة و الروحیة. ...
  • لماذا شکر نعم الله امر واجب؟
    6812 الکلام القدیم 2008/09/14
    الشکر فی اللغة یعنی تصور النعمة فی الذهن و إنعکاسها فی القول و الفعل. و حول تحلیل و بیان وجوب شکر النعم الالهیة ینبغی الانتباه الى بعض الملاحظات الضروریة:1. ان وجوب شکر المنعم مسألة فطریة و ذاتیة و کل ...
  • هل هناک منافاة بین عصمة أمیر المؤمنین (ع) و غضبه بسبب إهانة الأعداء؟
    5104 الکلام القدیم 2011/10/19
    لیس معنی العصمة ان المعصوم لا یمتلک العواطف و الأحاسیس الإنسانیة. فمما لا شک فیه إن أئمتنا المعصومین (ع) کانوا بشراً یتمتعون بکل ما للبشر من أحاسیس و عواطف إنسانیة. یفرحون للمفرح من القضایا و یحزنون للمحزن و یغضبون للمغضب، لکن عصمتهم تمنعهم من أن یبدوا ردود فعل ظالمة یتخلّلها ...
  • لماذا لا یتکتف الشیعة فی الصلاة؟ وما هی کیفیة صلاة الرسول (ص)؟
    13307 الحقوق والاحکام 2007/11/20
    إن الشیعة الإمامیة یؤدون الصلاة بالکیفیة المتعارفة لدیهم مع إسبال الیدین و ذلک اقتداءً بسنة النبی الاکرم (ص) و الأئمة الأطهار من أهل بیته (ع)، و دلیلهم فی ذلک الروایات الکثیرة الدالة على أن النبی (ص) و الأئمة الأطهار کانوا یؤدون الصلاة بأیدٍ مسبلةٍ تحاذی الجنبین، و إن حبس الیدین ...
  • لماذا یوجد فی القرآن تناقض فی تقدیم و تأخیر بعض عذاب بنی إسرائیل؟
    6013 التفسیر 2014/05/18
    لقد ذکر الله فی القرآن الکریم، قصة عبادة بنی إسرائیل للعجل و قصة طلبهم رؤیة الله فی هذه الآیات: "وَ إِذْ قَالَ مُوسىَ‏ لِقَوْمِهِ یَاقَوْمِ إِنَّکُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَکُم بِاتخِّاذِکُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلىَ‏ بَارِئکُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَکُمْ ذَالِکُمْ خَیرْ لَّکُمْ عِندَ بَارِئکُمْ فَتَابَ عَلَیْکُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیم" و "وَ ...
  • هل ان السنجاب من الحیوانات النجسة؟
    7507 الحقوق والاحکام 2011/03/10
    الحیوانات التی یحرم أکلها علی نوعین:1.                   الحیوانات النجسة ذاتاً و التی لا تطهر أبداً بأی شکل من الاشکال (ما دام جسمها باقیاً و لم تتحول الی شئ آخر) و یطلق علیها: الحیوان نجس العین. و ...
  • لماذا ینسى الإنسان الله تعالى؟
    5671 العملیة 2008/11/15
    الوساوس الشیطانیة و التعلق بالدنیا و الذنوب من العلل و الأسباب التی تنسی الإنسان ربه، و فی المقابل فإن الصلاة، القرآن، و التفکر فی آیات الله و بالاستفادة من الأدلة و البراهین یمکن أن یحیا ذکر الله فی القلوب.إن لذکر الله آثاراً مبارکة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277777 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    252301 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125843 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110876 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87640 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58205 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56865 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56130 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46761 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46150 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...