بحث متقدم
الزيارة
8541
محدثة عن: 2012/05/17
خلاصة السؤال
هل يوجد تعارض بين نظرية الفلاسفة في قدم العالم و بين حديث العماء المروي عن النبي الاكرم (ص)؟
السؤال
هل يوجد تعارض بين نظرية الفلاسفة في قدم العالم و بين حديث العماء المروي عن النبي الاكرم (ص)؟
الجواب الإجمالي

ينبغي وضع حديث العماء الى جانب حديث " كان الله و لم يكن شيء معه" الذي يستند الى اصل الوجود و يبين الحدوث الذاتي للعالم. و هذان الحديثان يشيران الى حقيقة واحدة مضمونها: كان الله و لم يكن شيء غيره معه، و ان الله كان في عماء ( اشارة الى مرتبة ما قبل التجلي) ثم أراد الله فخلق فاوجد العالم بارداته.

انظر تمام البحث في الجواب التفصيلي.

الجواب التفصيلي

الجذور التاريخية للبحث:

يضرب بحث الحدوث و القدم بجذوره في اعماق الفكر البشري من الفلسفة اليونانية و حتى العصر الاسلامي الذي قام فيه الفلاسفة المسلمون بتعديل و تطوير الكثير من النظريات الفلسفية حتى وصل الى القول بنظرية " الحدوث و القدم بالحق" التي اقتربت من نظرية التجلي للعرفاء، من هنا يمكن القول بان الحديث المروي عن النبي الاكرم (ص) لا يبتعد عن هذه النظرية بنحو ما.

و بعبارة أخرى: ان حقيقة بحث الحدوث و القدم إنما طرحت في الابحاث العرفانية، و أما ما طرحه البحث الفلسفي - الذي يبحث في الاصول العامة و الكليات- فهو يشابه - الى حد ما- ما طرحه الدهريون من دون ان يتمكنوا من الجمع بينه و بين ما تطرحه التعاليم الدينية في هذا المجال. من هنا نرى الاختلاف الشاسع بين بحث الازلية و التجلي و الوجود في العرفان و بين ما يطرحه الفلاسفة خاصة الدهريين منهم؛ و إن حاول ابن سينا و من بعده الملاصدرا ردم الهوة و نفي الاختلاف بينهما، بنحو يصح معه الجمع بين نظريتي القول بقدم العالم و حدوثه.

و لتوضيح المسألة نقول:

حاول ابن سينا بيان نظرية الفلاسفة في قدم العالم و التي يختلفون بها مع المتكلمين القائلين بحدوثه، من خلال طرح موضوع الحدوث و القدم الذاتي في مقابل الحدوث و القدم الزماني، مدعيا أن العالم حادث ذاتا و محتاج الى الى الخالق فهو ليس بقديم، و لكنه قديم زمانا، أو لا يمكن طرح فكرة الزمان بحقه أساساً.

ثم ان الملا صدرا حاول الاقتراب من العرفان بطرحه لنظرية "عين الربط" عارضاً رؤية جديدة لحدوث و قدم العالم اطلق عليها عنوان "الحدوث و القدم بالحق"، خلاصتها ان المعلول يعد عين الربط بالعلة، و ان العلة هي الوحيدة التي تتوفر على الاستقلال و الغنى الذاتي، و للوجود حدوث بالحق.

أما الرؤية العرفانية لهذه المسألة فتتمثل بنظرية "التجلي" و هي خارجة عن الزمان أولا، و ثانيا ان هناك مراتب و حضرات لتجلي الحق لكنها متفاوتة فيما بينها، و لكل مرتبة من حيث السعة الوجودية و الوحدة و الكثرة و... أحكام خاصة بها. المرتبة الاولى تتمثل في مرتبة العماء، ثم التجلي في الجبروت و الملكوت حتى عالم الزمان النجومي و المكان المادي.

و يظهر من هذه النظرية: أولا: ان تجلي الله تعالى يعني التبعية الكاملة له سبحانه و تنطوي في الوقت نفسه على الحدوث و القدم في ذاتها. و ثانيا: ان عالم الوجود له ابعاد و طبقات مختلفة كلها تمثل مراتب تجليات الباري تعالى. و على هذا الاساس تكون كل من مرتبة العماء و الجبروت و ...خارجة عن الزمان أساساً و غير حادثة زمانا. أما المراتب السفلى فهي عرضة للتغير و ان توفرت على منشأ لا يتغير.و في نفس الوقت جميع المراتب - بنحو عام- لها وجود في عين العدم، كالامواج و سطح البحر بالنسبة للبحر[1]. و هذه النظرية تختلف عن النظرية التي تذهب الى قدم عالم الظاهر. بل العرفاء يرون ظاهر العالم "صورة العدم" و" تجلي العماء" لا أنه وجود قديم. و بعبارة أخرى: لا علاقة للعارف بالحادث و لا يرى وجودا حقيقيا الا لله تعالى.

اتضح من خلال هذا البيان: اننا اذا اردنا ان نوجه نظرية الفلاسفة في قدم العالم لابد من حملها على النظرية التي طرحها العرفاء، و الا لا معنى للقول بقدم عالم الكون و الفساد. ثم ان جميع ما سوى الاله فان ٍ فلا يبقى – حسب النظرة القرآني- الا وجهه، او الوجهة الالهية للعالم الظاهر و التكثرات.

العلاقة بين بحث قدم العالم و حديث العماء[2]

ينبغي وضع حديث العماء الى جانب حديث " كان الله و لم يكن شيء معه" الذي يستند الى اصل الوجود و يبين الحدوث الذاتي للعالم. و هذان الحديثان يشيران الى حقيقة واحدة مضمونها: كان الله و لم يكن شيء غيره معه، و ان الله كان في عماء ( اشارة الى مرتبة ما قبل التجلي) ثم أراد الله فخلق فاوجد العالم بارداته.

و ليس أمامنا مفر في هذه القضية الا هذا التصور لخلق العالم لمقتضى توهم الزمان و المكان، و الحال ان المراد من القبلية القبلية الذاتية لله و بعدية التجلي الذاتي له سبحانه؛ لاننا لا نحمل أي تصوّر عن القبلية و البعدية من دون قيد الزمان، في الوقت الذي نعلم فيه بان البعدية الزمانية لا تصدق على افعال الله تعالى الذاتية؛ إذ لا معنى للزمان مع " كان الله و لم يكن شيء".

و لاريب انه من الصعب ادراك تلك الحقيقة من قبل الذهن المستأنس بالزمان و الذي لا يخرج من دائرته. من هنا جاء في ذيل الحديث " كان الله و لم يكن شيء معه" عن بعض العرفاء (و بعضم نسبه الى الامام علي –ع- ): " و ما زال كذلك"؛ يعني ان الله كان و لم يكن شيء و ما زال كائنا و لم يكن شيء معه؛ لان العارف لا يجد حقيقة قابلة للمشاهدة الا الله تعالى، و ما وجد بعد من الحوادث لا يستحق نسبة الوجود اليه. و هذا الكلام يشبه حديث العماء؛ بمعنى أن العارف لا يرى في الاشياء – غير الله- الا بعدها العمائي. فالقبلية و القدم تعني الرتبة و كل ما هو حاضر.

لمزيد الاطلاع انظر:

15689 (الموقع: ar15420) الله قبل خلق العالم .

11013 (الموقع: 10838) ربط الحادث و القدیم و المادة الاولی لخلق العالم.

 


[1] هذا مجرد تشبيه.

[2] حول البحث عن حديث عالم العماء، انظر: السؤال 11013 (الموقع: 10838) في موقع اسلام کوئیست.

 

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • کیف تنظم الصفوف فی صلاة الجماعة؟. و هل إن الحرکة فی الصلاة تبطلها؟
    7577 الحقوق والاحکام 2008/07/01
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • هل یصح غسل الجنابة فی حالة الحیض؟
    4444 الحقوق والاحکام 2009/10/18
    یقول الإمام الخمینی (ره) و السید القائد (دام ظله) فی معرض الإجابة عن هذا السؤال و هو مسألة الغسل عن الجنابة فی أیام الحیض، و هل أنه مسقط للتکلیف: إن صحة الغسل فی الفرض المذکور محل إشکال[1].نعم ذهب بعض المراجع کالمرحوم الکلبایکانی ...
  • من هو ثوبان؟ و ما هو موقف أهل البیت (ع) من روایاته؟
    5678 تاريخ بزرگان 2012/01/05
    ثوبان من اصحاب رسول الله (ص)، و ما یتوفر لدینا معلومات قلیلة جداً عنه، یکشف عن ارتباطه الوثیق بالرسول الاکرم (ص) و أهل بیته (ع). ترجم له الشیخ الطوسی فی رجاله و العسقلانی فی الاصابة قائلا: المشهور انه من اصحاب الرسول (ص) المعروفین اشتراه النبی (ص) ...
  • هل هناک أمل بإلغاء عقوبة الإعدام و منع التعذیب فی ایران؟
    5591 الحقوق والاحکام 2009/08/18
    ان المنشأ القانونی لعقوبة الإعدام و باقی الحدود أیضاً هو القرآن و الروایات و لا یمکن الغاء ذلک بشکل کامل. نعم فی مورد القصاص، إذا عفا أولیاء الدم، أو إذا رأت الحکومة الإسلامیة( الحاکم الاسلامی) صلاحاً فی مورد أخری یمکن المصیر الی عقوبات أخفّ و لکن لا ینبغی ...
  • ما هو تعريف و دليل حجية كل من قاعدة: اليد، سوق المسلمين و أرض المسلمين؟
    10250 الحقوق والاحکام 2012/07/07
    1. قاعدة اليد أو ذي اليد: و هي من القواعد الفقهية المتسالم عليها بين فقهاء المسلمين، بل تسالم عليها جميع العقلاء، و المقصود منها في المقام: كون الاستيلاء و السلطنة على الشي‏ء خارجاً يعد أمارة على ملكية صاحب اليد لذلك الشيء، و انما تعد قرينة على الملكية ...
  • لماذا سمّى الإمام علي (ع) أولاده باسماء الخلفاء الذين حكموا قبله، مع مخالفته و عدائه لهم؟
    20752 الکلام القدیم 2012/03/12
    عند الرجوع للتأريخ و كتبه نعلم بأن "أبوبكر بن علي" إبن ليلى بنت مسعود الثقفي و "عمر بن علي" إبن أم حبيب و"عثمان بن علي" إبن أم البنين (س) كانوا أبناءً لأمير المؤمنين علي (ع). و بعد دراسة علة تسمية أبناء أمير المؤمنين باسم الخلفاء الثلاثة يمكن ...
  • هل أن معرفة الإنسان نسبیة أم مطلقة؟
    5331 الکلام الجدید 2009/12/30
    یبدو أنه ینبغی علینا فی موضوع المعرفة النسبیة أو المطلقة أن نفرّق بین الموارد الحسیّة و التجربیة و بین الموارد العقلیّة، لأنه من الممکن أن تکون معرفتنا نسبیة فی الموارد الحسیّة و التجربیة – حیث قد اجریت التجربة علی موارد خاصة فقط و یحتمل أن تخطئ التجربة و ...
  • هل یُمکن اعطاء قسم من الخمس للفقراء من قبل الشخص المخمّس؟ أو یجب أن یعطی لوکلاء المرجع أو لنفس المرجع؟
    4721 الحقوق والاحکام 2011/06/12
    بما أنکم طلبتم فتوی سماحة الشیخ آیة الله مهدی الهادوی الطهرانی (دامت برکاته) من هنا وجهنا السؤال الی سماحته فکان جوابه عن هذا الاستفتاء بالنحو التالی:1- الخمس یجب أن یُصرف من قبل ولی الأمر، بصورة مباشرة أو عن طریق الوکالة، فإذا کان عند الشخص اجازة ...
  • ما هو قانون طلاق الخلع و ما هی شروطه؟
    6337 الحقوق والاحکام 2010/11/09
    لطلاق الخلع خصوصیاته و شرائطه.طلاق الخلع: هو طلاق المرأة التی لا ترغب فی زوجها، فتهب له مهرها أو مال من غیر المهر مقابل طلاقها. و هذا النوع من الطلاق یطلق علیه طلاق الخلع[1].و بعبارة ...
  • ما هی فلسفة سجدة الشکر فی زیارة عاشوراء؟
    5596 العملیة 2012/02/19
    الشکر من الموضوعات التی أکدت علیها المصادر الدینیة قرآنا و سنة، و قد حظی الشکر باهتمام کبیر فی روایات المعصومین (ع).[1] و الانسان المؤمن الموحد لما کان ینطلق من معرفة حقة و صحیحة لله تعالى و الخلق، من هنا یرى کل ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    278813 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    254729 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    127214 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    111636 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88335 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58672 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    58156 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56490 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    47792 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46509 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...