يعد تفسير«منهج الصادقين في تفسير القرآن المبين و إلزام المخالفين‏»[1]  للملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة في القرن العاشر (توفي عام 988 او997 هجرية)[2] من التفاسير القيمة التي دونت باللغة الفارسية منسجمة مع لغة القرن العاشر الهجري و باسلوب سلس و بيان بليغ و ان لم ينسجم مع الاسلوب الادبي المعاصر.
و قال الشهيد المطهري في معرض تعريفه بالكتاب المذكور:... بقي هذا التفسير المدون باللغة الفارسية صاحب الصدارة في الكتب التفسيرية الفارسية الى ما قبل خمسين او ستين عاما، مؤلفه المرحوم ملا فتح الله بن شكر الله الكاشاني من علماء القرن العاشر، و قد دون الرجل اكثر مؤلفاته باللغة الفارسية؛ و من جملتها شرحه لنهج البلاغة.[3]
و قال الملا فتح الله الكاشاني في مقدمته للتفسير: قبل الخوض في التفسير لابد من ذكر مقدمة نبين فيها القواعد و الاصول الضرورية لمن يروم الخوض في هذا العلم.[4] و قد احتوت المقدمة على عشرة فصول تعرض في البعض منها الى مباحث علوم القرآن من قبيل القراءات، بيان التفسير و التأويل، الاعجاز القرآني و...
كذلك تعرض لبيان السبب الذي دعاه لتصنيف هذا التفسير قائلا: السبب الذي  حداني لتدوين التفسير ما اثير من شبهات و اشكالات على التفاسير المصنفة فحاولت تجاوزها و معالجة تلك الاثارات[5]. و قال أيضا في معرض الحديث عن السبب في اختيار تسمية الكتاب: السبب يكمن في توضيح و بيان منهج الائمة الاطهار التفسيري و الدفاع عنه.[6]
وقال العلامة الشعراني في مقدمته لتفسير منهج الصادقين حينما حاول بيان خصائص الكتاب و المصادر التي اعتمدها المؤلف: استوعب الكتاب غالب تفسير البيضاوي و ادرج الكثير من النكات التفسيرية لتفسير الكشاف للزمخشري كما اعتمد كثيرا على مجمع البيان و لم يقتصر نقله على الشواهد و الحجج التفسيرية  و التحقيقات العلمية بل تعداه الى القصص و التواريخ الموجودة في مجمع البيان، كذلك استند الى تفسير التبيان و ابي الفتوح، كما نقل في مواضع من تفسيره بعض الكلمات العرفانية لكبار المتصوفة؛... و قد سعى المؤلف لبيان تلك العبارات المنقولة و شرح الشواهد التي ينقلها بطريقة النقل بالمعنى.... و قد عالج بعبارات قوية و صريحة و مبرهنة اصول الدين و عقائد الشيعة و المسائل ذات الصلة بها و كأنه سابق على زمانه بقرنين من الزمن؛ .... لذا يمكن عد كلماته الحجة في هذا المجال.[7]
و قد اعتمد الكاشاني منهجا محددا في تفسيره حيث تعرض  في مقدمة كل سورة الى لبيان بعض النكات حول السورة من كونها مكية او مدنية و عدد الآيات و فضيلة تلاوتها اعتمادا على الروايات الصادرة عن المعصومين (ع) بالاضافة الى الابحاث التي تنفرد السورة فيها.[8] اضف الى ذلك التعرض – و بصورة طبيعية- لبيان مناقب أهل البيت (ع) كتفسير او تطبيق او بيان المصداق و هي سيرة رائجة و متداولة بين المفسرين الشيعة.
و التفسير كما يظهر من اسمه يشتمل - بالاضافة الى بيان عقائد الشيعة – على مباحث تعالج الشبهات المثارة؛ فلا تراه يخلو من الابحاث الكلامية و العقائدية كما ينطوي على الابحاث العقلية أيضا.
و من مميزات التفسير أنه يعتبر دورة تفسيرية كاملة.
و مع التطور العلمي و تدوين الدورات التفسيرية الكثيرة لا يمكن القطع بان تفسير منهج الصادقين افضل التفاسير المنتشرة لكن يمكن القول بكل ثقة أنه من افاضلها و من هنا نجد بعض الاعلام يوصي بمطالعته.[9]

---