بحث متقدم
الزيارة
4825
محدثة عن: 2009/11/04
خلاصة السؤال
ما هو معنی المسائل المستحدثة؟
السؤال
ما المقصود بالمسائل المستحدثة و ما هو معناها؟
الجواب الإجمالي

المسائل المستحدثة هی المسائل الجدیدة، و المراد بها المسائل التی لم یتعرّض لها فی الآثار الفقهیة القدیمة، أو لم تبحث بالشکل الذی ینبغی و تحتاج الی مراجعة جدیدة، فمثلاً لا یکون الجواب المذکور متّصفاً بالواقعیة العملیة و لا یکون قابلاً للتحقق العینی فی المجتمع، لأنه لا معنی لأن تکون للشارع أحکام لیست لها قابلیة التحقق و التنفیذ فی المجتمع.

الجواب التفصيلي

یعود تاریخ المسائل المستحدثة من ناحیة الزمان الی المرحلة المعاصرة (قبل خمسین سنة) و قد کثر تداول هذا المصطلح فی العشرین أو الثلاثین سنة الأخیرة أی بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی ایران.

و المراد بها المسائل التی لم تطرح فی الکتب السابقة و القدیمة و لم یبحث حولها، أو بحثت و لکنها تتطلّب تدقیقاً و تأملاً اضافیاً.

و علی هذا فللإجابة عن هذا السؤال و هو هل أن المسائل المستحدثة تشمل المباحث التی طرحت سابقاً و لکنها بملاحظة التغییرات التی حصلت تقتضی تجدید النظر فی مثل هذه المسائل و التعرّض لها علی أساس الظروف الفعلیة؟

یجب أن یقال: یمکن القول اجمالا ان المسائل المستحدثة هی التی تحتاج الى دراسة مجددة سواء کانت من المسائل التی طرحت سابقاً و لکن الأجوبة القدیمة علیها لم تکن مبتنیة علی اسس دقیقة، أو أن الاجوبة المطروحة لبیانها لیست ذات قیمة عملیة؛ لأنه لا یمکننا أن نتصوّر أن یکون للدین أحکام و قوانین لیست قابلة للتحقق الخارجی، و لا معنی لأن یکون للشارع أحکام لیست قابلة أصلاً للتحقق و التنفیذ فی المجتمع و لا تنسجم مع المفاهیم الدینیة. أی أن الحکم الشرعی یجب أن یکون قابلاً للتنفیذ و فقا للقاعدة . و علی هذا الأساس فللجواب عن هذا السؤال و هو أنه یلزم فی تعلّم الطب القیام بأعمال، و لا یمکن دراسة الطب و فهمه الّا بعد التدریب و الممارسة العملمیة، فمثلاً لابد من الوصول الی المعرفة الطبیة من تشریح الموتی و لا یمکن التشریح من دون لمس البدن و النظر الی العضو، فما هو حکم تعلّم الطب بعد الالتفات الی هذه الملاحظات؟ فإذا اجیب بحرمة تعلّم الطب؟ و هنا یطرح السؤال التالی: ما هو الحلّ حینئذٍ؟ یقال: مع وجود الفسقة و الفجرة و الکفار لاحاجة الی المسلم المتدیّن فی هذا المجال.

فهل یمکن لنا أن نقبل بهذا الجواب؟ من المتیقن أن لا نقبل، لأن هذا الاسلوب من التفکیر، یحمل تصوّراً و فهماً عن الإسلام مغایراً لتصورنا عنه، فهل أن الإمام المهدی(عج) فی عصر الظهور یسلّم وزارة الصحة الی الکفّار و الفسقة و الفجّار، بسبب أن التخصص فی هذا المجال یستوجب الوقوع فی مخالفات شرعیة! و هل هذه الحلول قابلة للتحقق؟ و الی أی حدّ هی تنسجم مع القضایا الإسلامیة؟ أی أنه لا وجود لعلم الطب فی هیکلیة المجتمع الإسلامی أی أنه لا یمکننا الحصول علی طبیب مسلم، و الحال إننا لا یمکن أن نتصوّر عدم وجود طبیب فی المجتمع الإسلامی، لأن من المفترض أن الإسلام یرید أن یحکم فی العالم کله، و التصور الإسلامی النهائی هو أن لا یبقی أحد من غیر المسلمین، فمع هذا کیف یمکننا أن نتصور عدم وجود الطب مثلاً فی محیط المجتمع الإسلامی أو أن لا یکون عندنا طبیب أصلاً. و هل أنه لا یجوز للمسلمین ممارسة أی عمل طبّی و أن تعلم الطب جائز فقط للفسقة و الفجرة؟ و بناء علی هذا فتحتاج هذه البحوث الی نظرة جدیدة، فإن هذه الاجوبة لا یمکن القول عنها بأنها هی تمثّل أجوبة الإسلام واقعاً.

فالمسائل المستحدثة هی عبارة عن المسائل التی لم تبحث کما ینبغی لها فی الآثار الفقهیة القدیمة.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هی شروط تطهیر الأرض و البناء بواسطة الشمس.
    5545 الحقوق والاحکام 2011/12/17
    توضیح: الشمس أحد المطهرات، و الأمور التی تطهرها الشمس الأرض و البناء[1] و لکن شرط تطهیر الأرض و البناء بالشمس هو أن لا یوجد فاصل طاهر بین ظاهر الأرض و باطنها أو البناء الذی تسقط علیه أشعة الشمس کالهواء أو جسم آخر. و مثال ذلک ...
  • ما هي واجبات المسلمين تجاه بعضهم البعض؟
    3659 دستور العمل ها 2020/07/21
    توجد فی مصادرنا الحدیثیة فصول تحت عنوان "حق المؤمن على أخیه المؤمن" قد تم فیها بیان حقوق الإخوة في الدین تجاه بعضهم بعض. إنّ حلّ المشاكل، وتلبية احتياجات الحياة، والتستر على الأخطاء، وسداد الديون، والزيارة عند المرض، وتجنب الغضب تجاه المسلمين، وحضور الجنائز هي بعض من أهم ...
  • إذا تعارضت الشهادة بالقتل مع شهادة شهود آخرین و إقرار آخر فما هو الحکم؟
    4232 الحقوق والاحکام 2009/10/20
    أرسلنا هذا السؤال الی مکاتب عدد من المراجع و حصلنا علی الاجوبة التالیة:مکتب سماحة آیة الله العظمی السیستانی (مد ظله العالی):الإقرار مقدّم علی الشهادة طبعاً، و لکن هذه المسائل یجب أن تثبت فعلاً ...
  • لماذا نعاقب بذنب آدم (ع)؟
    6463 الکلام القدیم 2008/03/17
    الأنبیاء و من ضمنهم آدم (ع) معصومون من کل ذنب و خطأ و ما صدر من آدم (ع) هو مخالفة لأمر ارشادی و لا یسمى ذلک معصیة، و أساساً فان مجیء الانسان و آدم (ع) الی الارض تقدیر الهی و مخطط له من قبل، أی ان الله أراد أن یضع ...
  • کیف لنا أن نتوب عن مشاهدة الأفلام المبتذلة؟
    8206 العملیة 2008/02/18
    الذنوب و المعاصی أشبه بمستنقع و وحل آسن کلما انغمس فیه الإنسان فقد الإحساس برائحته و الشعور بعفنه لأن إحساسه بالشم یتلاشى شیئاً فشیئاً، و لم یشعر بأنه یغرق بشکل تدریجی فی هذا المستنقع، و من جهة أخرى فإن إرادة الإنسان الجدیة و تصمیمه على الخروج من هذا المکان الموبوء ...
  • ما هی الاشکالات و الشبهات التی اثارها صاحب کتاب "عرض اخبار الاصول على القرآن و العقول" فی خصوص الاشارة و النص على الامام السجاد(ع)؟
    5443 الکلام القدیم 2009/10/21
    ان مستند الاعتقاد بالنص على الائمة المعصومین (ع) لاینحصر فی ابواب الاشارة المرویة فی الکافی، بل ان هذه العقیدة الشیعیة تستند الى ادلة کثیرة بعضها رویت فی مصادر أهل السنة أیضاً. اضف الى ذلک ان الکثیر من الاشکالات التی طرحت یمکن الرد علیها بإجابة متقنة و منطقیة سوف نتعرض لها ...
  • الرجاء بیان شأن نزول الآیة 100 من سورة التوبة.
    5576 التفسیر 2011/02/12
    یمکن القول بالنسبة الى وصف "السابقون الاولون" و الرواد الاوائل من المؤمنین: ان الفهم الظاهری للآیة یوحی بأن هذا الوصف یختص بالثلة المؤمنة التی عاصرت النبی الاکرم (ص) و آمنت به الى مرحلة وقوع معرکة بدر الکبرى او بیعة الرضوان. لکن التأمل فی سائر الآیات ...
  • ما هی الطریقة التی تؤدى بها صلاة نافلة العشاء؟
    4937 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    ان وقت صلاة العشاءین (المغرب و العشاء) من أول المغرب الى منتصف اللیل، و یختص أول الوقت بصلاة المغرب و آخره بصلاة العشاء بمقدار أدائهما. فاذا انتهى المصلی من صلاة المغرب بدأ وقت صلاة العشاء و یمتد الى منتصف اللیل. و لما کانت صلاة نافلة العشاء تاتی ...
  • ما المراد بالفقه الموروث؟
    4660 الحقوق والاحکام 2010/08/07
    الفقه الموروث: هو الاجتهاد و استنباط الأحکام الشرعیة على أساس المنهج القدیم لعلماء الشیعة و الذی تجاوز عمره الألف سنة، بطریقة بقیت راسخاً فی مصنفاتهم. الفقه الموروث هو الذی اعتبره الإمام الخمینی (ره) أفضل منهج و طریق لدراسة و تحقیق و ستنباط الأحکام الشرعیة حیث یقول: «إننی ...
  • ما الفرق بين التسبيح في هذه الآيات المباركة الثلاثة (الأسراء 44، الشورى 5، الرعد 13)؟
    7563 التفسیر 2012/07/19
    معنى التسبيح في هذه الآيات الثلاث هو أن الله سبحانه منزّه عن كل عيب و نقص و عمل لا يليق بساحته المقدسة، و إنه ليس له نظير و لا شريك، أما الفرق بين التسبيح في هذه الآيات فقد اتفق المفسّرون بأن التسبيح في الآية الخامسة من سورة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277657 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    251677 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125565 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110616 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87502 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58123 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56536 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56073 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46535 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46084 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...