بحث متقدم
الزيارة
5337
محدثة عن: 2012/09/19
خلاصة السؤال
ما معنى الحیازة؟
السؤال
ما معنى الحیازة؟ و هل هی شرط فی صید السمک؟
الجواب الإجمالي

الحیازة فی اللغة بمعنى الضمیمة، فکل من ضمّ شیئاً إلى نفسه فقد حازه و تملکه. و الحیازة فی الإصطلاح الفقهی، أحد أسباب الملکیة و المراد منها التسلط على الشیء الذی لم یکن مسبوقاً بالملکیة، کسمک البحر و الأرض البوار و الأعشاب و غیرها. و حیازة کل شیء تتغیّر بتغییر ظروفه. فحیازة السمک تتحقّق بوقوعه فی شباک الصیاد و یصیر الصیاد مالکاً لها شرعاً و عرفاً.

الجواب التفصيلي

الحیازة فی اللغة: الحیازة، مصدر فعل حاز بمعنى الضمیمة، فمن حاز على مکان کأنما ملکه و ضمّه إلى ممتلکاته. فکل من ضمّ شیئاً إلى نفسه فقد حازه.[1]

و أما فی الإصطلاح الفقهی: ففی الفقه قاعدة بإسم "من حاز ملک"،[2] و معنى القاعدة هو أن الحیازة سبب للملک؛ و المراد من الحیازة عرفاً هو الإستیلاء و السیطرة العرفیة على الشیء الذی لم یکن مسبوقاً بالملکیة،[3] کماء البحار و الأنهار العامة، و سمک البحار، و الغابات و الجبال و الصحاری للمراتع و الإحتطاب التی لا مالک لها، و الطیور التی لا مالک لها.

و من المواضیع التی تحتاج إلى بحث و دراسة هی، هل یصح التوکیل فی الحیازة؟ و هل تتحقّق الملکیة لمجرّد التصرّف فی المباحات، أو لابد فی صحة الحیازة من نیّة التملک؟ أی لا تتحقّق الحیازة إلا إذا قصدها؟

إختلف الفقهاء فی هذه المسألة.[4] لکنهم إتفقوا على أن الحیازة بصورة عامة و التسلّط على المباحات (التی لا مالک لها) تکون علة لتملک الحائز للشیء المحاز.[5]

و أصل مسألة التملک بالحیازة لها جذور عقلائیة فقد کانت متداولة فی عرف العقلاء قبل تجویز الله لها. أما ما یجب قوله فی ملاک الحیازة و کیفیة تحقّقها لکل شیء هو: أن الحیازة تختلف بإختلاف متعلّقها. فإحیاء الأراضی الزراعیة مثلاً بتنظیفها من الإحجار المانعة للزراعة و ترتیب مائها بشق ساقیة من نهر أو حفر قناة لها أو بئر و غیر ذلک مما یلزم للزراعة. أما حیازة الحیوانات فبصیدها بحیث لا یمکنها الفرار و إن لم یمسکها الصیاد بعد. إذن تتحقّق حیازة الصیاد للطیر برمیة بسهم و الحیوانات البحر بجرحها مثلا و هکذا.

حیازة السمک: أما حیازة السمک و أمثالها، من الحیوانات و الأشیاء البحریة، کالألماس الذی یستخرج من الصدف البحری تتحقّق عرفاً بصرف وقوعها فی شباک الصیاد. و تنتفی الحیازة فیما لو فرّت السمکة من شبکة الصیاد و تتحوّل إلى عنوان "ما لا مالک له" کما کانت قبل وقوعها فی الشبکة.

فالحیازة تختلف بإختلاف متعلقها.[6] فلحیازة السمک (من باب المثال) مصادیق مختلفة بصورة عامة یمکن بیانها هکذا:

1ـ صیده بالشبکة التی ترمى فی الماء لحبس الأسماک.

2ـ صیده بالحوض المعدّ فی الماء لحبس الأسماک[7].

3ـ صیده بآلة الصید الخاصة.

4ـ صیده بالید.[8] و تتبع الملکیة کلا من المصادیق المختلفة المشار إلیها لحیازة السمک.

تجدر الإشارة إلى أن الحیازات فی الحکومة الإسلامیة خاضعة بأنواعها لقوانین الحکومة و أوامرها. و هناک تفرّعات کثیرة للمسالة من قبیل الأوقات التی یسمح بها الصید قانوناً، و التی یمنع الصید فیها کذلک؟ و فی أی الأمکنة یسمح و فی أیها لا یسمح؟ و أی الأسماک یسمح صیدها قانوناً و أیها لا یسمح؟ و فی باب حیازة الأراضی الزراعیة و الملکیة مثلاً، أی الأراضی یجوّز الحاکم الإسلامی حیازتها بحیث یصح تملکها بالحیازة و أیها لا یجوز؟ لذا، لابد من مراعاة قوانین الدولة الإسلامیة و أوامرها بصورة عامة.

و على کل حال کان جواب سماحة آیة الله الشیخ هادوی الطهرانی کالآتی:

1ـ الحیازة تعنی التسلّط على مال ما کوقوع الطیر أو السمک فی شباک الصیاد.

2ـ نعم الحیازة فی صید السمک شرط فی مالکیتها.

 


[1]  محمود عبد الرحمان، معجم المصطلحات و الألفاظ الفقهیة، ج 1، ص 604، البرنامج الکامبیوتی جامع فقه أهل البیت (ع) 2.

[2]  النجفی، محمد حسن بن باقر، جواهر الکلام فی شرح شرائع الإسلام، ج 26، ص 291، دار الحیاء التراث العربی، بیروت، بی تا.

[3]  المصطفوی، سید محمد کاظم، القواعد ـ مائة قاعدة فقهیة، ص 280، مکتب الإعلام الإسلامی، قم، 1421 ق.

[4]  البحرانی، یوسف بن أحمد بن إبراهیم، الحدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة، ج 21، ص 190، مکتب الإعلام الإسلامی، قم، 1405 ق.

[5]  جواهر الکلام فی شرح شرائع الإسلام، ج 26، ص 321.

[6]  مکارم الشیرازی، ناصر، القواعد الفقهیة، ج 2، ص 129 ـ 130، مدرسة الإمام أمیر المؤمنین (ع)، قم، 1411 ق.

[7]  الگلپایگانی، سید محمد رضا، مجمع المسائل، ج 2، ص 343، دار القرآن الکریم، قم، 1409 ق.

[8]  السیستانی، سید علی، منهاج الصالحین، ج 3، ص 272، م 822، مکتب سماحة آیة الله السیستانی، قم، 1417 ق.

 

التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279478 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257348 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128204 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113332 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89037 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59892 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59598 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56891 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49834 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47201 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...