بحث متقدم
الزيارة
7096
محدثة عن: 2011/04/18
خلاصة السؤال
هل یجوز تقبیل ید الفقهاء و العلماء؟
السؤال
ورد فی تحف العقول حدیث عن الامام الرضا (ع) ینهى فیه عن تقبیل الرجل لید رجل آخر معللا ذلک بانه کالصلاة له. ما هو رأیکم فی الحدیث المذکور؟
الجواب الإجمالي

ان روایة تحف العقول من الروایات المرسلة هذا اولا و ثانیا هناک الکثیر من الروایات التی رواها الکلینی فی الکافی تؤکد على تقبیل ید الانبیاء و الاوصیاء و من یقومون مقام الرسول (ص).

الجواب التفصيلي

ورد فی کتاب الکافی باب تحت عنوان "التقبیل" اشار فیه الى بعض سنن التقبیل فی الاسلام، منها:

"عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَال: إِنَّ لَکُمْ لَنُوراً تُعْرَفُونَ بِهِ فِی الدُّنْیَا حَتَّى إِنَّ أَحَدَکُمْ إِذَا لَقِیَ أَخَاهُ قَبَّلَهُ فِی مَوْضِعِ النُّورِ مِنْ جَبْهَتِهِ"[1]

و اما الروایة التی وردت فی متن السؤال فلم ترد فی کتاب معتبر، نعم، وردت فی کتاب تحف العقول روایة بهذا المضمون قال فیها الامام الرضا (ع): "لا یقبّل الرجل ید الرجل فإن قبلة یده کالصلاة له"[2]

و من المعلوم ان الصلاة لغة تعنی الدعاء و الاستغفار[3] و فی القرآن وردت بمعنى الدعاء تارة و بمعنى الصلاة التی هی الرکعات والسجدات تارة اخرى، فالمعنى الاول ورد فی قوله تعالى "وَ صَلِّ عَلَیْهِمْ‏ إِنَّ صَلاتَکَ‏ سَکَنٌ لَهُم".[4]" و المعنى الثانی ورد فی قوله تعالى: "إِنَّ الصَّلاةَ کانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ کِتاباً مَوْقُوتا"[5] و[6]

صحیح ان الصلاة الواردة فی الحدیث یراد بها الصلاة المعهودة، و لکن المشکلة فی سند الحدیث حیث الروایة مرسلة.

و قد ورد فی کتاب الکافی احادیث دالة على جواز التقبیل، فقد روی عن الامام الصادق (ع) انه قال: "لَا یُقَبَّلُ رَأْسُ أَحَدٍ وَ لَا یَدُهُ إِلَّا یَدُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَوْ مَنْ أُرِیدَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص)"[7]

و فی روایة اخرى:ِ "عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَزْیَدٍ صَاحِبِ السَّابِرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَتَنَاوَلْتُ یَدَهُ فَقَبَّلْتُهَا. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهَا لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِنَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ".[8]

یستفاد من هذه الروایات انه لا محذور فی تقبیل ید النبی و الامام بل هو امر راجح، و قد اجاب سماحة الشیخ التبریزی بشرعیة تقبیل ید العالم و السید الهاشمی.[9]

ففی الروایة الاولى جاء تعبیر الامام "یَدُهُ إِلَّا یَدُ رَسُولِ اللَّهِ (ص)" فمن المقطوع به ان الائمة المعصومین یدخلون تحت هذا العنوان حیث برؤیتم یستحضر الانسان رؤیة رسول الله و ذکراه (ص) کذلک یملکون علیهم السلام مقامه (ص). و کذلک یمکن ان تکون الروایة شاملة للعلماء المتقین الذین بذلوا قصارى جهدهم فی نشر معارف الاسلام و الحفاظ على الدین الحنیف و معارف أهل البیت (ع) حیث یعتبر احترامهم احتراما للنبی الاکرم (ص) الذی ینتسبون الیه، و ذلک لانهم فی عصر الغیبة یقومون بشأن من شؤن النبی الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) و انهم الاقرب الى النبی من سائر الاصناف الاخرى. و انهم مراجع الدین و علماءه.[10]

اذن العلماء و ان کانوا لا یرغبون فی ذلک و لا یعملون من اجله، و لکن الاحترام و التوقیر لهم ینطلق من باب احترام و توقیر النبی الاکرم (ص) فلا اشکال فی هذا العمل من هذه الجهة.



[1] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 2، ص 185، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365.

[2] الحرانی، حسن بن شعبة، تحف‏العقول، ص 450، انتشارات جامعة مدرسین، قم،1404.

[3] ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، ج ‏14، ص 464، بیروت،1414.

[4] التوبة، 103.

[5] النساء، 103.

[6] الطریحی، فخر الدین، مجمع البحرین، ج‏1، ص 266، مکتبة مرتضوی، طهران، 1375.

[7] الکایی، ج 2، ص 185.

[8] نفس المصدر.

[9] انظر: التبریزی، میرزا جواد، صراط النجاة، ج 5، ص 266.

[10]  ذهب العلامة المجلسی الى شمول روایات الجواز للعلماء و السادة. انظر: بحارالأنوار، ج 73، ص 38، موسسه الوفاء، بیروت، 1404.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • اردت ان اعرف ما هی قیمة کفارة الصیام وفقاً للتومان الایرانی.
    5266 الحقوق والاحکام 2010/05/18
    تختلف کفارة افطار شهر رمضان من مورد الى آخر فاذا کان الافطار على شیء محرم فان إبطال صیام کل یوم من شهر رمضان  ، فیه کفارة واحدة و هی عبارة عن صیام ستین یوماً أو إطعام ستین مسکیناً و إن کان الأحوط استحباباً الجمع ...
  • کم مرة تکررت مفردة الحیاة و الموت فی القرآن؟
    8279 التفسیر 2008/10/11
    مفردة الموت معناها ضد الحیاة . و الحیاة و الموت هما من مخلوقات الله . قال الله تعالى فی کتابه العزیز: (الذی خلق الموت و الحیاة لیبلوکم أیکم أحسن عملاً و هو العزیز الغفور)[1]. ذکرت مفردة حی (ح ی ی) فی القرآن بالفاظ متعددة ...
  • هل توجد روایات خاصة تدل على ثواب لعن أعداء أهل البیت (ع)؟
    5676 درایة الحدیث 2012/01/08
    هناک الکثیر من الروایات التی تؤکد على لعن أعداء أهل البیت (ع)، روى الصدوق فی أمالیة أن الامام الرضا (ع) خاطب ابن شبیب قائلا: یا ابن شبیب إن سرک أن تلقى الله عز و جل و لا ذنب علیک فزر الحسین (ع). یا ابن شبیب إن سرک أن تسکن الغرف ...
  • ما العلة فی حسد قابیل لاخیه هابیل؟
    5720 التفسیر 2012/05/20
    تعد قصة ابنی آدم  (هابیل و قابیل) من جملة القصص القرآنی المعروفة عند اصحاب الادیان الالهیة، حیث ورد ذکر القصة فی التوراة و القرآن معا، فسلطت التوراة الکلام على جانب من القصة و رصد القرآن الکریم جانبا آخر منها. و یستنتج من ...
  • النفقات التی یتحمّلها الآخرون عنا بحسب المجاملات، هل یتولّد منها حق الناس لصالحهم أم لا؟
    6129 الحقوق والاحکام 2011/07/21
    معنی حق الناس الخاص بالمسائل المادّیة، لا یتحقّق الّا إذا وجّهت ضرراً مالیاً للآخرین و بلا حق و من دون موافقته، أما إذا تحمّل شخص مبلغاً انطلاقا من  المجاملات لصالح اصدقائه و باختیاره و رضاه ظاهراً، و إن لم یکن فی أعماق راضیاً، فلا یتحقق حق الناس لصالحه، الّا إذا ...
  • هل أهل الکتاب عامة و المسیحیون خاصة طاهرون؟
    4934 الحقوق والاحکام 2010/07/17
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما هو یوم دحو الارض وما هی مکانته فی التعالیم الإسلامیة؟ وما هی أعمال هذا الیوم؟
    3357 الحدیث 2021/08/03
    دحو الأرض(بسط الأرض)یصادف الیوم الخامس والعشرون من ذی القعدة دخو الارض. "الدَحو" یعنی الانبساط. [1] وفسّره البعض على أنه یعنی ازالة الشیء عن مقرّه الأصلی.[2]المقصود من دحو الارض(انبساط الأرض)، یعنی أنه فی البدایة، کان سطح الأرض بأکمله مغطى بالمیاه من ...
  • ما المقصود من سجدة النجم و الشجر في آية: "والنجم و الشجر يسجدان"؟
    30017 التفسیر 2012/07/21
    النجم بمعنى الكوكب المضيء في السماء و قد يكون بمعنى النبات الذي بلا ساق. و المقصود من النجم في الآية 6 من سورة الرحمن هو النبات المجرد عن ساق بقرينة الشجر. إن هذه الكلمة في أساسها بمعنى الطلوع، فإذا عبر عن النبات المجرد عن الساق ...
  • ما هو تفسیر هبوط آدم من الجنة؟
    8094 الکلام القدیم 2007/11/19
    الهبوط یأتی بمعنی النزول من الاعلى و هو ضد الصعود، و تارة یستعمل بمعنى الحلول فی المکان.اما بالنسبة الى بیان المراد من هبوط آدم (ع)، ینبغی الاشارة الى ان هذا البحث یرتبط للوهلة الاولى ببیان المراد من الجنة التی کان یسکنها آدم (ع)، ثم هبط منها، فهل هی جنة ...
  • هل ان منزلة المرأة التی یراها کتاب حلیة المتقین تتناسب مع شأن المرأة؟
    5268 العملیة 2009/01/19
    من وجهة نظر الشیعة فانه لا یمکن الوثوق مائة بالمائه بأی کتاب غیر القرآن الکریم، و علیه فیجب ان تبحث المواضیع المطروحة فی الکتب و خصوصاً کتب الحدیث من جهتین: السند و الدلالة، فان کان الموضوع لا یینافی مع الاصول الکلیة للاسلام و التعالیم القرآنیة فیؤخذ به. و حول کتاب ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279474 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257344 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128201 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113320 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89035 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59890 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59596 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56885 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49826 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47198 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...