بحث متقدم
الزيارة
8456
محدثة عن: 2012/04/17
خلاصة السؤال
ورد في القرآن الكريم وصف الرزق بالحلال و الطيب، ما الفرق بينهما؟
السؤال
ورد في القرآن الكريم وصف الرزق بالحلال و الطيب، ما الفرق بينهما؟
الجواب الإجمالي

مفردة "الطيب" تطلق في صحاح اللغة[1] على خلاف الخبيث. و قال صاحب لسان العرب: الطِّيبُ على بناء فِعْل والطَّيِّب نعت وفي الصحاح الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث قال ابن بري: الأَمر كما ذكر، إِلا أَنه قد تتسع معانيه فيقال: أَرضٌ طَيِّبة للتي تَصْلُح للنبات ورِيحٌ طَيِّبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً ومنه قوله تعالى "الطيباتُ للطَّيِّبين".[2]

و ذهب صاحب قاموس القرآن الى القول بان كلمة الطيب تعني ملائمة الطبع، و نقل عن الراغب الاصفهاني أنه قال: وأصل الطيب ما تستلذه الحواس وما تستلذه النفس؛ لانه اذا طاب الشيء مالت النفس اليه. و في الختام اشار الى بعض الآيات التي توضح المراد من المعنى، كقوله تعالى " يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ".[3]

ثم قال صاحب قاموس القرآن: يجوز الاكل بشرطين: كونه حلالا لا حق للآخرين فيه، و ميل النفس اليه و عدم تنفرها منه كالقاذورات و....

فاذا كان المراد من الحلال، الحلال الشرعي فلابد من الرجوع الى الآيات و الروايات لمعرفة كافة شروطه، و الا فالحلال ما لم يكن للآخرين حق فيه و لا يزاحم حقوق الناس، و متابعة الشيطان تعني – ظاهراً- التجاوز و الميل من الحلال و الطيب. و يستفاد من الآية الكريمة أن كل ما لذ و مالت اليه النفس و لم يكن للآخرين حق فيه فاكله جائز[4]. و لكن التحديد الشرعي للحلال يقوم على اساس النصوص الشرعية فما أباحه الشرع جاز و ما حرمه لم يجز حتى مع التذاذ النفس به.

من هنا قال صاحب القاموس: و المراد من الطيبات و الخبائث في الآية الكريمة، الطيبات و الخبائث الواقعية، و لا يكون الملاك فيها رأي الناس فقط؛ فما يحرم شرعا إنما حرمته بسبب خبثه الواقعي و ان كان العرف لا يعده من الخبائث؛ كالزنا و عدم التعفف فقد ينظر اليهما البعض نظرة ايجابية لا تنطوي على شيء من الخبائث!! و كذلك الذبائح التي لا تتوفر على شروط التذكية الشرعية و تناول الحشرات و الديدان و... التي لا تعد لدى الكثير من الناس من الخبائث؛ و لكنها لما كانت من الخبائث الواقعية من هنا حرمها الشرع و منع من الاقتراب منها، و بهذا رسم الشارع المقدس الطريق أمام الانسان لمعرفة الخبائث الواقعية التي لا مجال لمعرفتها الا من خلال الشرع.[5]

 


[1] الجوهري، اسماعیل بن حماد، الصحاح، ج 1 ص 173، دار العلم، بیروت، 1410 ق.

[2] ابن منظور، لسان العرب، ج 1 ص 563، دار صادر، بیروت، 1414 ق.

[3] البقرة، 168.

[4] : القرشي، سید علي اکبر، قاموس قرآن، ج 4، ص 257- ص 261، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1371 ش.

[5] انظر:نفس المصدر.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما هی الضرورة لاستقبال شهر محرم من الشیعة و هل لهذا العمل فلسفة معقولة؟
    5574 الحقوق والاحکام 2009/02/01
    ان احیاء مراسم ذکرى شهادة الامام الحسین (ع) من الشعائر الالهیة التی حث علیه الائمة علیهم السلام. لکن طریقة الاحیاء و نوعیة الممارسة لتلک الشعیرة یجب ان تکون منسجمة مع التعالیم الدینیة فما لم یکن العمل محرما او یؤدی الى توهین الدین أو المذهب فلا مانع من ذلک. من هنا ...
  • ما هی الادلة التی تثبت صحة نیابة النواب الاربعة؟
    5858 تاريخ بزرگان 2009/05/14
    النواب الاربعة هم:1- عثمان بن سعید العمری 2-محمد بن عثمان بن سعید العمری 3- حسین بن روح النوبختی 4-علی بن محمد السمری و هؤلاء الاربعة من ابرز اصحاب الامامین الهادی و العسکری (ع) و الامام المهدی (عج) و قد نصبهم الامام- واحدا تلو الآخر- فی عصر الغیبة الصغرى نوابا عنه ...
  • ما وجه تمایز الآخرة عن الدنیا من حیث خصائص الذرات؟
    4703 الکلام القدیم 2010/12/07
    إن أکثر الذرات التی تمّ اکتشافها فی العالم المادّی إلى الآن، هی عبارة عن عناصر معروفة قائمة على هیکلیة الألکترونات و قد أحصیت هذه العناصر فی جدول اشتهر بجدول "مندلیوف". و أکثر هذه العناصر موجودة بشکل طبیعی، لکن استطاع العلماء الآن من خلال إنتاج عناصر جدیدة ...
  • اذکروا لی توضیحاً و شرحاً عن سند و متن زیارة عاشوراء.
    6154 درایة الحدیث 2011/06/11
    المصدران الأساسیان لنقل هذه الزیارة هما کتاب (کامل الزیارات) تالیف جعفر بن قولویه القمی، المتوفّی سنة (348هـ.ق). و «مصباح المتهجد» للشیخ الطوسی (385-460 هـ.ق). أما بالنسبة للکتاب الأول فیعتبر سنده مقبولا و معتبرا طبقاً لبعض المبانی. أما ما جاء حول أسناد الروایة التی جاءت فی کتاب مصباح المتهجد فیجب أن ...
  • هل تؤدی الرطوبة الی سرایة النجاسة؟
    4608 الحقوق والاحکام 2009/09/07
    یقول جمیع المراجع (حفظهم الله تعالی): إذا لاقی شیء طاهر شیئاً نجساً و کان کلاهما أو أحدهما رطباً بحیث تصل رطوبة أحدهما الی الآخر فان الطاهر یتنجّس.[1] و إذا کانت الرطوبة قلیلة بحیث لا تصل الی الشیء الآخر فان الشیء الطاهر لا یتنجّس.
  • ما معنى: اللهم إنی أسألک باسمک العظیم الأعظم الأعز الأجل الأکرم؟
    10683 النظری 2011/01/11
    هذا مقطع من سؤال یتوسل به السائل الى الله تعالى باسمه العظیم و یساله باکبر اسمائه و أعز صفاته تعالى ثم یطلب حاجته التی بدأ الدعاء من أجلها. ...
  • هل یحق للدائن استیفاء حقه (الدین) بالقوة؟ کأن یقوم بتخدیر المدین او الاستعانة بالاخرین؟
    5317 النظریة 2008/12/14
    اذا کان المدین منکرا للدین أو کان یماطل فی الاداء بلا عذر یحق للدائن ان یستوفی بمقدار دینه من الاموال التی یملکها المدین، لکن یبنغی الالتفات الى الامور التالیة:1. اذا کانت هناک مقررات و قوانین فلابد من مراعاتها و العمل وفقا لها.[1]2. ...
  • هل اعتناق الاسلام تقلیداً مقبول من الباری تعالی؟
    7897 الکلام القدیم 2007/09/10
    اذا لم نمتلک ای دلیل عن ماهیة اعتقادنا الاّ التقلید و التبعیة العمیاء للآباء و الاجداد ـ فی حال علمنا بان آباءُنا لیسوا من اهل العلم و المعرفة و التعقل، و لا من أهل الهدایة و الرشاد اعتماداً علی اقوال و آراء العلماء و المفکرین ـ ففی هذه الحالة لا ...
  • هل الحدیث الذی یقول: "سیفترق المسلمون إلى ثلاث و سبعین فرقة" صحیح؟
    8563 درایة الحدیث 2010/10/21
    نقل المحدثون من أهل السنة و الشیعة أحادیث "افتراق الأمة" من طرق مختلفة. کل هذه الأحادیث تحکی عن تفرّق المسلمین بعد رسول الله (ص) و هی متواترة معنى. فعلى أقل تقدیر یکون واحد من هذه الأحادیث الکثیرة صحیحاً و متصلاً سنداً.
  • ما معنی وصف الله بانه عادل و هو ارحم الراحمین و انه واحد؟
    7074 الکلام القدیم 2009/04/13
    العدل هو وضع کل شیء فی موضعه و العدل الالهی علی نوعین: عدل تکوینی و معناه ان جمیع ما فی الکون من الارض الی السماوات السبع قائم علی أساس العدل، و عدل تشریعی و هو قسمان: أحدهما تشریع الاحکام و معناه ان التکالیف و الأوامر الالهیة قائمة علی اساس ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279476 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257346 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128203 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113325 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89036 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59891 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59598 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56889 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49827 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47201 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...