بحث متقدم
الزيارة
6392
محدثة عن: 2012/01/18
خلاصة السؤال
ما الفرق بین هاتین العبارتین؟ "لا إله إلا هو" و "لا إله إلا الله"؟
السؤال
ما الفرق بین هاتین العبارتین؟ "لا إله إلا هو" و "لا إله إلا الله"؟
الجواب الإجمالي

لقد ذکر فی بعض الروایات أن عبارة یا هو، أو یا من لا هو إلا هو، هو اسم الله الأعظم. و واضح أن الفرق بین لا إله إلا هو، و لا إله إلا الله اللتین جاءا فی القرآن، یعود إلى الفرق بین "و" و  "الله".

المقصود من "و" هو تلک الصفة الإلهیة التی تبقى غیبا (هو) و هی خارجة عن نطاق المعرفة و التوصیف، و لکن المقصود من لفظ الجلالة هو الذات الجامع لجمیع صفات الجلال و الکمال. فعندما یقال لا إله إلا الله؛ یعنی لا إله الله الذی جامع لجمیع الصفات، من دون نفی جمیع الصفات عن الذات. و عندما یقال أن "و" هو الله، کما جاء فی سورة التوحید، بمعنى أن صفات الله عین ذاته.

الجواب التفصيلي

لقد جاءت فی القرآن آیة (هو الله الذی لا إله إلا هو) [1]

و بالإضافة إلا أن "و" فی القواعد العربیة ضمیر، یجب أن نعلم أن "و" أساسا اسم من أسماء الله. و لکن ما معناه؟

أی صفة کمالیة تنسب إلى الله تصبح اسما له. فعلى سبیل المثال، ننسب العلم للذات لیصیر عالما و بعد ذلک یصبح اسما؛ یعنی العلم صفة و العالم اسم. و کذا القدرة صفة و القادر اسم. و الرحمة صفة و الرحمن و الرحیم اسمان. فعلى هذا الأساس عندما نعتبر "و" اسما لله، ما هی الصفة و ما هو الاسم؟

الصفة هی الغیبة المطلقة. أما ما معنى الغیبة المطلقة؟ معناها هو الحقیقة التی لا یمکن الإحاطة بکنه ذاتها و لا یمکن التعرف على کنه ذاتها لأیّ أحد أبدا. طبعا، إمکان معرفة الله و أن المعرفة على درجات کثیرة، شیء، و معرفة کنه ذات الله بمعنى أن نعرفه بحیث لا تکون وراء هذه المعرفة معرفة أعلى، شیء آخر و إنها مختصة بذات الله سبحانه. حتى النبیّ الأعظم الذی هو العارف الأول فی العالم یقول: "ما عرفناک حق معرفتک"[2]

و هذه الجملة هی معنى الـ"و"؛ یعنی إنک فی درجة و رتبة مهما کنت "أنت" بالنسبة إلىّ، مع ذلک تبقى "و" من حیث بعض المراتب و الدرجات. یعنی لا یمکن لأی بشر أن یحیط بذات الله عز و جل. و لهذا یعبّر عنه بغیب الغیوب و هو إشارة إلى تلک الرتبة التی لا یمکن أن ینالها و یحیط بها إلا ذات الله؛ «لا أحصی ثناء علیک أنت کما أثنیت علی نفسک». هذا معنى اسمیة "و".[3]

ولکن عندما یقال "لا إله إلا الله" یعنی لا إله إلا الله الذی جامع لجمیع صفات الجلال و الجمال، من دون الإشارة إلى أن هذه الذات لا تزال خفیة عن العقول و الأوهام.



[1] الحشر، 23.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج66، ص292، موسسة الوفاء، بیروت، 1409ق.

[3] المطهری، مرتضی، آشنایی با قرآن، ج6، ص187-186، صدرا، طهران، الطبعة الرابعة عشر، 1378ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279471 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257340 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128200 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113315 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89031 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59883 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59591 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56883 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49823 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47192 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...