بحث متقدم
الزيارة
5754
محدثة عن: 2009/10/18
خلاصة السؤال
إذا کان الله یعلم بما سوفه نعلمه، فهل هذا من الجبر؟
السؤال
نحن نعتقد أن کل شیء مثبت فی علم الله من الأزل «سواءً عن طریق القرآن أو الروایات» و السؤال هو: إذا کان الله یعلم بما سوف نعمله فهل یعتبر علم الله هو السبب الذی یجبرنا و یسوقنا للعمل؟ لأنه إذا صدر منا عمل على خلاف علم الله فهذا یعنی أن علم الله ناقص، و إذا لم نعمل إلا ما یوافق علم الله فهذا جبر. و بعض الأصدقاء یستدلون فی المسألة کالتالی: إن علم الله کمثل مدیر المدرسة الذی یعلم أن الطالب الفلانی إذا لم یقرأ دروسه فإنه سوف یفشل. أی أن علم الله یکون کالتالی: إن الله یعلم أننا إذا عملنا العمل الفلانی فإننا ننتهی إلى النتیجة الفلانیة، و إذا عملنا عملاً آخر ننتهی إلى نتیجة أخرى. و لکن فی نظری إن هذا الجواب یشکل نقضاً لعلم الله الجامع.
الجواب الإجمالي

یقال للذی یحاول أن یستدل بعلم الله الأزلی على الجبر ما یلی: «إن الله یعلم من الأزل أن الإنسان یؤدی أعماله باختیاره» و هذا الجواب لا ینافی علم الله الأزلی الجامع، لأن الله یعلم من الأزل أن الإنسان مختار فیما یعمل، کما أنه لا ینافی الخالقیة بالنسبة إلى الله تعالى، لأن الله أراد من الأزل أن یتحقق هذا العمل بإرادة الإنسان و اختیاره کما أن هذا الجواب لا یتنافى مع اختیار الإنسان.

أما بالنسبة للدلیل الذی ذکرتموه و قلتم: إن هذا یتنافى مع علم الله الجامع و ینقضه، فنقول: و بما أن علم الله علةٌ أیضاً، و علیه فالمثال الذی ذکروه غیر مناسب، لأن علم غیر الله لم یکن على أی حال علة لأفعال الغیر.

و لکن کما أشرنا أن علم الله بقدر ما هو عین ذاته فإنه یعتبر علة للمعلول أیضاً. و لکن لا بد من الدقة، إن علم الله الذی یکون علةً لوقوع الظواهر و الأحداث علم جامع و کامل بمعنى أنه علم بمجموع العلل و الشرائط التی تحقق وجود الحادثة.

و فی مورد أفعال الإنسان نقول: إن أحد أجزاء و شرائط الفعل أن یکون اختیاریاً، بحیث إنه لو تحقق على غیر وجه الاختیار لکان مخالفاً لعلم الله الأزلی، و علیه فعلم الله الجامع الکامل لا ینافی اختیار الإنسان، بل یثبت الاختیار.

و أما بالنسبة للتمثیل و المثال فلا بد من الالتفات أن التمثیل لا یکون مشابه من جمیع الجهات. لأن هذا النوع من الأمثلة یساق لتوضیح جهة واحدة، «کما فی علم مدیر المدرسة و...» و هو لا یوجب سلب الاختیار. و حیث إن الله سبحانه «لیس کمثله شیء»[1] فلا بد من قول بالنسبة لأی تمثیل کما قال العارف الایرانی: انت أسمى من الوهم و القیل و القال فتعسا لی و للمثال الذی اذکره.

للاطلاع یراجع السؤال رقم 2084 (الموقع 2135) الموضوع «علم الله و اختیار الإنسان».



[1]الشورى، 11.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257246 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128142 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56855 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49735 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...