بحث متقدم
الزيارة
5320
محدثة عن: 2009/07/07
خلاصة السؤال
هل کان النبی قبل البعثة واجب الإطاعة؟
السؤال
هل کان النبی قبل البعثة واجب الإطاعة أم لا؟ مع التوضیح و ذکر المصدر الذی تستندون الیه فی الاجابة.
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الجواب التفصيلي

للجواب عن هذا السؤال ینبغی أن تبحث عدة امور:

1. هل أن وجوب الإطاعة حکم شرعی أم عقلی؟

2. ما هو ملاک الطاعة و من هو الذی یوجب الشرع أو العقل إطاعته؟

3. هل ان ملاک وجوب الإطاعة موجود فی مورد النبی قبل البعثة أم لا؟

یری العلماء و محققوا علم الاصول بأن وجوب الإطاعة هو من الأحکام العقلیة،أی ان العقل وحده یمکنه أن یأمر الإنسان باطاعة شخص، لأن وجوب الإطاعة إذا کان شرعیّاً فانه یوجب الدور ، و إذا لم ینته الی حکم العقل فانه یبقی السؤال بانه لماذا یجب علیه الإطاعة؟ و علی هذا فإذا وجد دلیل فی الشرع علی وجوب الإطاعة مثل الآیة( و اطیعوا الله و اطیعوا الرسول و..)[1] فان مثل هذه الأوامر تحمل علی الأمر الإرشادی الذی هو إرشاد لحکم العقل.

و بعد أن اتضح ان وجوب الإطاعة حکم عقلی یجب أن نری ما هو ملاک الإطاعة و من هو الذی یجب إطاعته؟

و هنا یری علماء الاصول أیضاً أن ملاک الإطاعة هو الأمر المتعارف بین العقلاء و هو وجود نوع من الولایة و السلطة مثل المولی بالنسبة الی العبد[2] أو الأب و الام بالنسبة الی الولد، أو الأشخاص المتخصصین فی العلوم أو الفنون، أو الذین یتکفّلون الإشراف و الإدارة علی المجتمع کله أو علی جزء منه فهؤلاء من واجبی الإطاعة.

و النتیجة هی ان النبی إذا کان قبل البعثة متکفّلاً للاشراف و إدارة کل المجتمع أو بعضه فهو واجب الإطاعة بحکم العقل، أو کان له اختصاص فی العلوم أو الفنون فان العقل یحکم ایضاً بوجوب اطاعته فی تلک الموارد.

و لکن مع هذا فان من الضروری الإلتفات الی ملاحظة مهمة و هی ان الحکم ما دام لم یستند الی الشریعة فانه لا تترتب علیه الآثار الاخرویة کالثواب و العقاب لأن الثواب و العقاب الاخروی یتعلّق بالأحکام الشرعیة[3]، و لیس ذلک فحسب بل لا تترتب علیه آثار مثل لزوم الإطاعة أیضاً، لأن العقل و ان اعتبر أن اطاعة کل ولی و مسؤول لازمة من دون تدقیق و لکنه بعد التدقیق یفهم بأن الواجب فقط هو اطاعة الله و من أوجب الله اطاعته.[4]

و بناء علی هذا فانه یعلم بعد التدقیق ان النبی قبل البعثة لم یکن واجب الإطاعة و لا یمکن القول انه علی أساس قاعدة تطابق حکم العقل و الشرع و ان "ما حکم به العقل حکم به الشرع" فان وجوب اطاعته تکون شرعیة، لانه أولاً: إذا کانت وجوب الإطاعة شرعیاً یلزم الدور[5] و ثانیاً: قد علم بعد التدقیق بأن النبی قبل البعثة لیس واجب الإطاعة عقلاً.



[1] النساء،59.

[2] الموسوی التبریزی، ص 4.

[3] نفس المصدر، 1.

[4] شاکریان، حمید رضا، اسئلة و اجوبة، الحکومة الدینیة، ص 107.

[5] اوثق الوسائل، ص 9.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279476 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257346 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128202 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113325 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89036 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59891 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59597 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56887 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49827 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47201 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...