بحث متقدم
الزيارة
5078
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
هل یوجد بین الائمة المعصومین (ع) فرق و تباین من الناحیة الروحیة و الحالات الشخصیة؟
السؤال
هل یوجد بین الائمة المعصومین (ع) فرق و تباین من الناحیة الروحیة و الحالات الشخصیة؟ أم إنهم تجلیات لنور واحد؟ و ببیان آخر هل تصدق علیهم الفروق الفردیة المذکورة فی علم النفس؟
الجواب الإجمالي

مما لا شکه فیه أن الفروق الشخصیة المذکورة فی علم النفس و کذلک الأخلاق و الصفات و النواقص المختلفة المذکورة للشخصیات المتنوعة لا یمکن تطبیقها علی الإنسان الکامل، لأنه وصل إلی حد الکمال فی التعادل فی کل الجهات، بالأخص فیما یرتبط بالأخلاق و المعنویات، فلا یمکن لشخصیة الإمام (ع)أن تدرس عن طریق هذه التقسیمات المحدودة المذکورة فی علم النفس.

الجواب التفصيلي

من البدیهی أن الائمة المعصومین (ع) لدیهم کل اقتضاءات الجسم البشری –بما إنهم بشر- و کلٌّ له جسمه الخاص به، لذلک فلابد من وجود التباین بین أجسامهم غیر أنه لا یتعارض مع وحدتهم الذاتیة. فجسم کل إمام منحصر به، بید أن وجود نور الإمامة فی جسده غالب علی هذا التباین و جاعل لجسد الإمام محلاً لتجلی روح الإمامة، حیث یمکن للنور الواحد أن یظهر فی مقام الطبیعة بصورٍ مختلفة، مع کونه فی الأصل نوراً واحداً، و هذه الکثرة لا تعنی إلا الوحدة و لا تنافی الوحدة الذاتیة و الإلهیة.

کما أن لکل إمام جماله الخاصّ به، و هذا التباین لیس فقط أنه قابل للجمع مع الوحدة الذاتیة فحسب بل لا یمکن التکرار فی التجلّی حیث أن التکرار مؤشّرٌ علی العبث فی خلقة الله البدیعة و الرائعة. و مما لا شک فیه أن التباین الشخصی المذکور فی علم النفس و کذلک الأخلاق و الصفات و النواقص المختلفة المذکورة للشخصیات المتنوعة لا یمکن تطبیقها علی الإنسان الکامل، لأنه وصل إلی حد الکمال فی التعادل و التوازن من کل الجهات بالأخص فیما یرتبط بالأخلاق و المعنویات، فلا یمکن لشخصیة الإمام (ع)أن تُدرس عن طریق هذه التقسیمات المحدودة المذکورة فی علم النفس.

و لعلّ سرّ الوحدة المتضادّة التی نراها فی الإنسان الکامل تکمن فی هذا الأمر و هو أنهم مظهر الإرادة و المشیئة الإلهیة و غیر تابعین لطبیعتهم البشریة حیث إنها لیست إلا محلاً لتجلی الإرادة الإلهیة.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279358 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256905 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112877 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88918 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59627 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59354 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56811 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49384 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47110 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...