بحث متقدم
الزيارة
6230
محدثة عن: 2012/03/07
خلاصة السؤال
ما هي برأیکم اسباب تعنت الملحدین قبال الدین الاسلامي و الادیان الاخری؟
السؤال
ما هي برأیکم اسباب تعنت الملحدین قبال الدین الاسلامي و الادیان الآخری؟ و ما هي اسباب و دوافع هذه الظاهرة و من این تنشأ و ما هو مصدرها؟
الجواب الإجمالي

إن تعنت الملحدین قبال الادیان و خصوصاً الدین الاسلامي یمکن ان یکون له اسباب مختلفة سیاسیة و اجتماعیة و اقتصادیة و ثقافیة. و للاطلاع علی هذه الاسباب الاربعة یرجی الرجوع الی الجواب التفصیلي.

الجواب التفصيلي

إن تعنت الملحدین قبال الادیان و خصوصاً الدین الاسلامي یمکن أن یکون له اسباب مختلفة سیاسیة و اجتماعیة و اقتصادیة و ثقافیة ، یمکن الاطلاع علیها في محلها. و لکن قبل التعرض تفصیلاً لهذه الاسباب و تحلیل کل منها علی حدة، نری من المهم التأکید علی أمرین: الاول هو ان اصطفاف الملحدین و المتدینین ضد بعضهما البعض لیس هو بالامر الجدید، فقد کان ذلک معروفاً من قبل الجانبین علی مدی حیاة الانسان و بطرق و انحاء مختلفة. و بناءً علی هذا فینبغي الالتفات الی ان هذا الاصطفاف لم یکن من جانب الملحدین فحسب. و لکن یبدو ان صوت الملحدین الیوم قد ارتفع باعلی ما کان علیه في السابق بسبب حصولهم علی امکانیات تخریبیة تکنلوجیة اعلامیة و عسکریة. و الامر الآخر هو انه لا ینبغي ان یظن ان هذه الاصطفافات في جمیع مواردها هي في قبال حقیقة الدین والاسلام، بل ربما کانت تلک المواقف ردود افعال في قبال الفهم الخاطئ للدین او الاسلوب الخاطئ في تبلیغ الدین من قبل المتدینین.

و فیما یلي نتعرض الی الاسباب الاربعة لهذا الامر بنظرة خاصة الی الدین الاسلامي باعتباره اشمل و اکمل الادیان الالهیة.

ا- الاسباب السیاسیة: ان التجارب المرة لبعض الحکومات المنتسبة للدین علی مدی التاریخ و منها القرون الوسطی المسیحیة في العالم المسیحي، و عهد الحکام الامویین و العباسیین و العثمانیین و الصفويین و الطالبانیين و الحکومات الاسلامیة في العالم الاسلامي، و الکیان الصهیوني في العالم الیهودي، و ما صاحبها من النزاعات و الحروب المذهبیة و الطائفیة في داخل الادیان، قد تحولت الی ذریعة بایدي الملحدین لکي یقوموا بعرض الدین کاطروحة فاشلة علی المستوی العام علی الاقل (السیاسة و الاجتماع) و تعمیم هذا الفشل احیاناً الی المستوی الخاص ایضاً و وصف الادیان بانها سبب العنف و نزف الدماء.

و لقد کان لظهور الجماعات السیاسیة المنحرفة و المنتسبة للاسلام و الحرکات السلفیة کطالبان و القاعدة و خصوصاً حادثة الحادي عشر من سبتمبر و التي نسبت حقاً او باطلاً الی القاعدة، اثر مهم في موجة التخویف من الاسلام و الهجمات الاعلامیة المکثفة ضد الاسلام.

ب- الاسباب الاجتماعیة: ان توسع المجتمعات المدنیة و الحیاة الحدیثة قد اوجد حیاة مجتمعیة جدیدة جعلت في قبال جنة الطبیعة التي ورد وصفها في القرآن و الروایات الاسلامیة، وقد انجر ذلک الی التقابل بین الاسلام و الحداثة، و قد بقي هذا التقابل قائماًٌ رغم کل الجهود الفکریة للمثقفین المسلمین علی مستوی التوفیق بین الاسلام و الحداثة.

ان اخفاق المثقفین المسلمین في رفع هذا التقابل یعود الی انهم في الغالب ینظرون الی الاسلام من الاطار الحداثوي، بمعنی انهم یسلمون اولاً بحقانیة الحداثة و من ثم یحاولون تطبیق التعالیم الاسلامیة علی المثل الحداثوية. و قد تسبب هذا السعي العقیم بهم بالتالي الی الذهاب الی القول بوجوب اعادة النظر و العدول عن الاسلام. و باضافة ذلک الی عدم الانسجام السلوکي الموجود في المجتمعات الاسلامية التي تحاول الحفاظ علی المظاهر الاسلامية مع التلبس بروح الحداثة، ادی بالنتیجة الی دعم الرأي الباطل الذي یقول ان الدین الاسلامي التقدمي هو دین رجعي! او علی الاقل لا ینفع المجتمع المعاصر. ان هذه الرؤیة الخاطئة تستند الی قلب مفاهیم الالفاظ بحیث یعد اي انتقاد او تشکیک في المثل الحداثویة مساویاً للرجعیة والتخلف.

ج- الاسباب الاقتصادیة: ان تبني الاقتصاد الرأسمالي (الکابیتالیسم) في الدول الاسلامیة یفتح الطریق امام الاستعمار الحدیث الذي یقوم بالتعرض الی المعتقدات الاسلامیة. بحیث ان النفط باعتباره ثروة کبیرة موجودة في هذه الدول لم یصبح سبباً للتقدم- و لیس هذا فحسب- بل انه صار سبباً في اعتماد المسلمین اقتصادیاً علی الدول الغربیة، و ذلک بمعونة شیوع ثقافة الاستهلاک و الاقتصاد القائم علی اساس الاستهلاک في المجتمعات الاسلامیة. فحین یستذوق المسلمون طعم المنتجات و التکنلوجیا الغربیة فانهم سوف یستنتجون بالتدریج ان هذا النوع من الاقتصاد لا ینسجم مع الاسلام. و لذلک فهم اما ان یترکوا هذا النوع من الاقتصاد و یحاولون التحرک نحو الاقتصاد القائم علی اساس الانتاج، و اما ان یريحوا انفسهم و یترکوا الاسلام و یخضعوا بشکل تام لسیطرة الغرب.

د- الاسباب الثقافیة: و یمکن ان نذکر هنا اسبابا ثقافیة مختلفة و منها القراءة السطحیة للدین من قبل بعض علماء الدین، و ینتج عن ذلک الدفاع السطحي و المتعصب عن الدین، و الابتعاد بل المعاداة للمعارف الاسلامیة الرفیعة من قبل هؤلاء المدعین للدفاع عن الدین، و قد ادی ذلک الی فسح المجال أمام الامبراطوریة الاعلامیة الغربیة لکي تقوم بتعظیم مکانة مثل هؤلاء الاشخاص و انهم هم الممثلون الرسمیون للاسلام و بذلک تعرض صورة مشوهة غیر انسانیة و خرافیة و غیر عقلانیة عن الاسلام و الثقافة الاسلامیة.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279360 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256925 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112893 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59630 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59357 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56814 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49396 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...