بحث متقدم
الزيارة
5817
محدثة عن: 2011/05/16
خلاصة السؤال
هل أن فعل بعض المعاصی کالانتحار یؤدی الی دخول الانسان تلقائیا الی جهنم؟
السؤال
هل ان فعل بعض المعاصی یؤدی الی دخول الانسان تلقائیاً الی جهنم؟ و کمثال علی ذلک، اذا ارتکبت معصیة الانتحار، فهل یؤدی ذلک الی دخوله جهنم بصورة تلقائیاً؟
الجواب الإجمالي

 کما ان رمی الانسان بنفسه من مرتفع من دون استخدام مظلة انقاذ أو أی مستلزمات آخری یؤدی الی تحطم جسم الانسان، و کما ان رمی النفس فی بحر عمیق من دون معرفة بفن السباحة، سیؤدی بطبعه الی غرق الانسان، و فی کلا الموردین لن یکون هناک طریق للعودة، فان بعض المعاصی ایضاً بملاحظة وجود خصوصیة فیها و هی انعدام احتمال التوبة، فانها تلقی بمرتکبها فی طریق جهنم الذی لا عودة فیه. و ینبغی ان یعلم بالطبع ان کلمة (اتوماتیکیاً او تلقائیاً) انما یمکن اطلاقها فی هذه الموارد بالتعبیر المسامحی فقط، حیث اننا نعلم ان مثل هذه النتیجة هی الاثر المباشر لذلک السلوک.

الجواب التفصيلي

قبل البدء بالجواب لابد من الالتفات الی هذه الملاحظة و هی ما المراد من (کلمة اتوماتیکیاً أوتلقائیا)؟ فهل ان مرادنا تسریة هذه العبارة الی الموارد التی تکون نتیجة مباشرة لسلوک معین ایضاً، و نقول کمثال علی ذلک ان الانسان اذا دخل النار فانه یحترق اتوماتیکیاً و سیفنی بدنه و...؟

ان الله تعالی بعد ان خلق الناس حرم علیهم بعض التصرفات و جعل اقترافها مؤدیا للدخول فی جهنم. و نحن نعلم ان بعض المعاصی تشبه الطعام الفاسد یؤدی الاکثار منها الى فساد بصورة تدریجیة، و بعضها الآخر یحطم حیاة الانسان المعنویة کالانفجار المدمر فلم یمهله فرصة للتدارک. و من جانب آخر و نظراً للرحمة الالهیة الواسعة فقد فتح أمام الانسان بعض السبل التی یؤدی سلوکها الی الغاء بعض العقوبات أو تخفیفها.

و یعد تدارک الاضرار، و طلب العفو من المتضررین بسبب المعصیة، و بالتالی التوبة الی الله، من تلک السبل لتدارک المعصیة.

و بدیهی ان تکون هذه الموارد المتدارکة و خصوصاً التوبة، حاصلة قبل موت الانسان، و إن التوبة التی تقع عند الموت او بعده لا اثر لها.[1]

انطلاقا من ذلک کله، نعود الی معصیة الانتحار التی اشیر الیها فی متن السؤال.

فقد ورد عن الامام الباقر(ع) قوله "إِنَّ الْمُؤْمِنَ یُبْتَلَى بِکُلِّ بَلِیَّةٍ وَ یَمُوتُ بِکُلِّ مِیتَةٍ إِلَّا أَنَّهُ لا یَقْتُلُ نَفْسَهُ"[2]. و یقول الامام الصادق (ع) ایضاً فی هذا المجال: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ مُتَعَمِّداً فَهُوَ فِی نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً فِیهَا"[3].

و بعبارة أخری یمکننا ان نقول بتعبیر مسامحی، ان الانتحار معصیة تدخل الانسان تلقائیاً فی جهنم، و لکن لماذا؟

1-                  کما تقدم ذکره، فان امکان الغاء و تخفیف عقوبة المعاصی انما یحصل بالتوبة، و هذه التوبة یجب ان تقع قبل الموت، و لکن معصیة الانتحار تسلب من الانسان امکانیة الحیاة و تفوت علیه فرصة التوبة. و بعبارة أخری: ان الشخص حینما یرتکب مثل هذه المعصیة فانه یکون قد فوت آخر فرصة له فی الغاء العقوبة او تخفیفها، و یؤدی ذلک بطبعه الی دخوله جهنم.

2. ان الحیاة هبة ثمینة قدمت للانسان من قبل الله. و هذه الهدیة و الهبة فی الواقع تعد فرصة یمکن للانسان بواسطتها ان ینال اعلی درجات الکمال، و المنتحر باتلاف نفسه یفرط بهذه الفرصة الثمینة، و احتراقه فی النار هو فی الحقیقة نتیجة مباشرة لاتلافه هذه الفرصة، کما ان من یلقی بنفسه فی النار فان احتراق بدنه نتیجة مباشرة لسلوکه غیر المناسب. فکما ان سلب الحیاة جریمة لا تغتفر، کذلک سلب فرصة الحیاة من الآخرین ایضاً لها عقوبة لا یمکن الرجوع فیها. یقول الامام الصادق(ع): "لَا یَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِی فُسْحَةٍ مِنْ دِینِهِ مَا لَمْ یُصِبْ دَماً حَرَاماً. و قَال: لا یُوَفَّقُ قَاتِلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّداً لِلتَّوْبَةِ[4].

و بعض الذنوب مع انها لا تفوت امکان التوبة و لکنها تقلل من فرص نیلها، روی عن أبی عبد الله (ع) و قد سئل عن الرجل إذا شرب المسکر ما حاله؟ قال: "لا یقبل الله صلاته أربعین یوما و لیس له توبة فی الأربعین فإن مات فیها دخل النار"[5].

و فی الختام یمکننا ان نستنسج انه: نعم ان بعض الذنوب تؤدی الی دخول مرتکبها الی جهنم بصورة اتوماتیکیة، و لکن لیس بحیث ینتزع منها مفهوم الجبر، و التقلیل من مسؤولیة الشخص تجاه معصیته، بل ان هذا الدخول الاوتوماتیکی هو نتیجة مباشرة للسلوک الذی صدر من قبل العاصی، کما ان التحطم الاوتوماتیکی لبدن الشخص الذی یلقی بنفسه من مرتفع، لا ینفی مسؤولیته فی ذلک، و علی مبنی تجسم الاعمال او عینیة العمل و الجزاء، فان الجنة و النار فی الواقع هی نفس عمل الانسان و ان الانسان فی الحقیقة هو الذی یصنع باعماله الجنة و النار، و لیس انه قد قام بعمل و انه طبقاً لاتفاق مسبقاً سینال جزاؤه من جنة او نار. و علی هذا المبنی فان عبارة (اوتوماتیکیاً) ستفقد معناها فیما یرتبط بالذنوب.



[1] انظرالنساء ،18.

[2] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی،ج3، ص112، ج8، دار الکتب الاسلامیة، طهران،136 5هش.

[3] نفس المصدر، ج7، ص45، ح1.

[4] نفس المصدر، ج7، ص272، ح7.

[5] الشیخ الصدوق، ثواب الاعمال، ص244، دار الرضی للنشر، قم،1406هق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو حکم الاستمناء؟
    6839 الحقوق والاحکام 2008/09/14
    هذه المسألة ینظر لها من اکثر من زاویة، ان هذا الفعل فی نفسه محرم شرعاً و لاینغبی للانسان المسلم القیام به لما فیه من الاضرار الروحیة و النفسیة. هذا اولاً. و ثانیاً: ان مجرد تنظیف القضیب لایکفی لاداء الصلاة او الصیام، بل ینبغی على الانسان اذا مارس العادة السریة لیل ...
  • بأیة کیفیة تؤدّی الصلوات المستحبة؟
    7532 الحقوق والاحکام 2009/07/23
    تؤدی الصلوات المستحبّة بصورة رکعتین رکعتین، و لکل رکعتین تشهّد و سلام، الا أن یرد دلیل خاص فی مورد صلاة خاصة بأن لها کیفیة اخری مثل صلاة الوتر التی هی رکعة واحدة، و صلاة لیلة عید الغدیر و هی اثنتاعشرة رکعة فی کل رکعتین ...
  • هل یجوز للمسلم أن یرکن إلى الأحکام القضائیة الأمریکیة؟
    5746 الحقوق والاحکام 2008/02/24
    جواب مکتب آیة الله العظمى الخامنئی (دام ظله):إذا کان استیفاء الحق متوقفاً على الرجوع إلى المحاکم غیر الشرعیة فلا مانع من ذلک، خصوصاً إذا کان ترک الرجوع موجباً للعسر و الحرج بالنسبة إلى المرأة.جواب مکتب آیة الله مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):فی حال عدم وجود طریق آخر ...
  • هل هناك ما يشير الى وجود العرفانين النظري و العملي في نهج البلاغة؟
    9160 العملی 2012/06/09
    لا يصح تقسيم العرفان الى العملي و النظري بالنسبة الى الائمة (ع)؛ لانه لا فرق عندهم بين العرفانين؛ لان سيرتهم تكشف عن عدم الفصل بين العرفانين، فما توصلوا اليه من الحقائق و انكشف لهم عرفانياً وضعوه تحت متناول الناس، هذا أولا. و ثانياً: ان الجذور التاريخية للتقسيم ...
  • هل النوم فی مکان نجس ینجس البدن؟
    5343 الحقوق والاحکام 2011/06/20
    إذا حصل تماس بین جسمین أحدهما نجس و الآخر طاهر و کان أحدهما رطباً إلى حد أن رطوبته تنتقل إلى الجسم الآخر فإن الجسم الطاهر یتنجس فی مثل هذه الحالة، و إذا کانت الرطوبة قلیلة بحیث لا تنتقل من جسم لآخر، فإن الجسم الطاهر لا یتنجس فی مثل هذه الحالة
  • تعریف العلم و العقل و الدین، وصحة ما یقال من أن اصول العلوم کلها موجودة فی القرآن؟
    13626 الکلام الجدید 2007/01/09
    ـ للعلم معان ثلاثة، و له اصطلاحان:فهو یاتی احیانا بمعنی وجود العلم و حصوله، و اخری یطلق علی نفس العلم، و ثالثة بمعنی المعلوم. فالاوّل هو المعنی المصدری، و الثانی بمعنی اسم المصدر، و الثالث بمعنی الوصف المفعولی.و العلم (knowledge) له اصطلاحان، فیراد منه تارة مطلق العلم و ...
  • ما المراد بإقامة الصلاة؟
    9251 التفسیر 2010/08/07
    لقد جاءت عبارات القرآن متعددة و مختلفة بشأن أداء الصلاة منها القضاء، القیام، الإتیان، الإقامة، و بالتوجه إلى عبارة إقامة الصلاة یمکن استنباط معنىً أعلى و أدق من أدائها و الإتیان بها، و معنى الإقامة یوحی بإحیائها، و الحفاظ على حیاتها، و بمعنى آخر إضفاء العزة و ...
  • هل یمکن الارتباط بالله تعالى بلا واسطة؟
    8468 الکلام القدیم 2010/12/04
    التوسل لغة یعنی التقرب الى شیء الوَسِیلة ما یُتَقَرَّب به إلى الغَیْر .و الملاحظ فی التوسل بأولیاء هو إتخاذهم وسیلة للتقرب الى الله تعالى، و التوسل الى الله تعالى یتم من خلال طریقین أحدهما التوسل بالمعصومین (ع) و الآخر التوسل الیه ...
  • هل يعدّ صبغ الأظافر من زينة النساء؟
    6688 الحقوق والاحکام 2012/06/10
    إن جواب المراجع العظام عن هذا السؤال كالتالي:[1] ولی أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله): على أي حال إن عد زينة بحسب العرف فيجب ستره عن غير المحارم، و تشخيص الموضوع (تشخيص كونه زينة أم لا) بعهدة المكلف نفسه.
  • بالرغم من کثرة الاحادیث المرویة عن الامامین الباقر و الصادق (ع) مع ذلک لم تدوّن فی کتاب مستقل؟
    7400 درایة الحدیث 2009/11/14
    إذا اخذنا بنظر الاعتبار الظروف التی عاشها فیها الامامان الباقر و الصادق (ع) یکون من الطبیعی عدم تدوین احادیثهما فی کتاب مستقل، لکن هذا لایعنی ان القضیة بقیت مستمرة الى الوقت الحاضر بل جمعت هذه الاحادیث و بوّبت فی کتب کانت تسمى الاصول الاربعمائة ثم جمعت فی المصادر الاساسیة الاربعة( ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282307 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264310 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131169 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120568 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91155 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62859 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62779 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58408 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54460 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50911 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...