بحث متقدم
الزيارة
6787
محدثة عن: 2011/09/07
خلاصة السؤال
ما المراد بحدیث الرفع؟
السؤال
الرجاء التفضل ببیان المراد بحدیث الرفع؟
الجواب الإجمالي

ورد اصطلاح حدیث الرفع کعنوان لحدیثین مرویین عن النبی (ص) أحدهما متضمن رفع التکلیف و لوازمه، أو رفع الآثار الوضعیة أو التکلیفیة لبعض أعمال المکلفین فی الدین الإسلامی، فی وضع خاص. و الثانی یتضمن رفع التکلیف أو بعض الأحکام عن أفراد معینین.

الحدیث الأول مروی عن النبی (ص) نقلاً عن الإمام الصادق و الإمام أبی الحسن الرضا (علیهما السلام) و باختلاف یسیر فی العبارات أو عدد مصادیق الرفع، و الحدیث مذکور فی المصادر الشیعیة المتقدمة و المتأخرة، و لذلک فهو من الأحادیث الصحیحة أو المعتبرة لدى الشیعة.

المضمون الأولی للحدیث بحسب صورته الکاملة الآتی: «عن أبی عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): رفع عن أمتی تسعة: الخطأ و النسیان، و ما أکرهوا علیه، و ما لا یطیقون، و ما لا یعلمون، و ما اضطروا الیه، و الحسد، و الطیرة و التفکر فی الوسوسة فی الخلق ما لم ینطق بشفة» و إضافة إلى توضیح الشراح لهذا الحدیث و بیان معناه فإنه بحث بدقة من قبل علماء أصول الفقه و ذلک (فی مبحث المجمل و المبین فی الآثار المتقدمة لأهل السنة)، و بالأخص الدقة الفائقة للأصولیین من متأخری الشیعة الإمامیة (و ذلک استناداً على عبارة (ما لا یعلمون) لإثبات أصل البراءة فی الشبهات الحکمیة التحریمیة).

و الحدیث الثانی الذی اشتهر بحدیث الرفع (رفع القلم) هو حدیث نبوی مروی بطرق متعددة لدى أهل السنة عن علی (ع) و کذلک عن عائشة.

الجواب التفصيلي

ورد اصطلاح حدیث الرفع کعنوان لحدیثین مرویین عن النبی (ص) أحدهما متضمن رفع التکلیف و لوازمه، أو رفع الآثار الوضعیة أو التکلیفیة لبعض أعمال المکلفین فی الدین الإسلامی، فی وضع خاص. و الثانی یتضمن رفع التکلیف أو بعض الأحکام عن أفراد معینین.

الحدیث الأول مروی عن النبی (ص) نقلاً عن الإمام الصادق و الإمام أبی الحسن الرضا(علیهما السلام) و باختلاف یسیر فی العبارات أو عدد مصادیق الرفع، و الحدیث مذکور فی المصادر الشیعیة المتقدمة و المتأخرة، و لذلک فهو من الأحادیث الصحیحة أو المعتبرة لدى الشیعة.

المضمون الأولی للحدیث بحسب صورته الکاملة الآتی: «رفع عن أمتی تسعة: 1. الخطأ 2. و النسیان، 3. و ما أکرهوا علیه، 4. و ما لا یطیقون، 5. و ما لا یعلمون، 6. و ما اضطروا الیه، 7. و الحسد، 8. و الطیرة 9. و التفکر فی الوسوسة فی الخلق ما لم ینطق بشفة»[1]

و قد وردت روایات أخرى فی هذا الباب وفی بعضها تم الرفع عن أربعة أشیاء وفی بعضها الآخر عن ستة أشیاء، ولا وجود لأی تنافٍ فی المعنى بین هذه الروایات، لذا یمکن الاکتفاء بها کأهم الأشیاء.

و إضافة إلى توضیح الشراح لهذا الحدیث و بیان معناه فإنه وقع تحت النظر الدقیق لعلماء أصول الفقه و ذلک (فی مبحث المجمل و المبین فی الآثار المتقدمة لأهل السنة)، و بالأخص الدقة الفائقة للأصولیین من متأخری الشیعة الإمامیة (و ذلک استناداً على عبارة (ما لا یعلمون) لإثبات أصل البراءة فی الشبهات الحکمیة التحریمیة) [2].

و أول ما یقال فی هذا الحدیث أن هذا الکلام ورد فی مقام (الامتنان) أی امتنان الله تعالى على أمة نبی الإسلام و التوسیع علیهم.

أما فیما یخص معنى الرفع فی هذه الروایات فهناک عدة احتمالات: یعتقد البعض أن ما یتضح من ظاهر الروایة أن المرفوع لا بد و أن یکون شیئاً مرتبطاً بشأن النبوة،و معنى ذلک أنه من الأمور التشریعیة التی یکون وضعها و رفعها بید الشارع من حیث کونه شارعاً. و لذلک لا یمکن أن یکون المرفوع هو نفس المؤاخذة، لأن المؤاخذة من الأمور التکوینیة، التی لا یمکن أن تکون مأخوذة بنظر الشارع إلا من باب الإخبار. و هذا خلاف ظاهر الحدیث، إلا أن یکون المراد برفع المؤاخذة رفعها برفع المنشأ و هو الحکم الشرعی المجعول، و علیه فالمرفوع أولاً و بالذات لیست هو نفس المؤاخذة، بل الحکم الشرعی[3].

یقول العلامة المجلسی: (یحتمل أن یکون المراد بالرفع رفع المؤاخذة و العقاب، و یحتمل کما ینسب للبعض رفع الأصل، و التأثیر أو الحکم التکلیفی). و قد بحث علماء أصول الفقه حول هذا الحدیث و کل عبارة من عباراته فی باب البراءة، و أکثر الکلام وقع على معنى (الرفع) لأنه إذا قلنا أن هذا الذی وضع بعینه و أن أصله مرفوع عن الأمة، و هذا یعنی أن هذه الحالات لا توجد فی هذه الأمة، و هذا کلام جزاف. لأن هذه الحالات موجودة فی الأمة و لذلک لا بد من معرفة المراد (بالرفع) فی الحدیث؟ و کیف رفع؟ فالبعض یرى أن الرفع شامل لجمیع الآثار التکلیفیة. و من الطبیعی أن تخرج بعض الموارد عن مدلول الحدیث مثل قتل الخطأ و سجدة السهو لأن الحکم من الأساس منصب على الخطأ و السهو.

و من الجدیر بالذکر أن البحث الأساسی فی أصول الفقه فی عبارة (و لا یعلمون) نتج عنه أن أی حکم غیر معلوم لدینا فذمتنا بریئة منه و لسنا ملزمین به. و ذلک إذا لم نکن مقصرین فی سعینا للمعرفة یقول العلامة المجلسی: بیان المراد بالرفع فی أکثرها رفع المؤاخذة و العقاب و فی بعضها یحتمل رفع التأثیر و فی بعضها النهی أیضا فأما اختصاص رفع الخطاء و النسیان بهذه الأمة فلعله لکون سائر الأمم مؤاخذین بهما إذا کان مبادیهما باختیارهم على أنه یحتمل أن یکون المراد اختصاص المجموع فلا ینافی اشتراک البعض. و أما ما أکرهوا علیه فلعله کان یلزمهم تحمل المشاق العظیمة فیما أکرهوا علیه و قد وسع الله على هذه الأمة بتوسیع دائرة التقیة و أما ما لا یعلمون فرفع‏ کثیر منها ظاهر کالصلاة فی الثوب و المکان المغصوبین و الثوب النجس و السجود على الموضع النجس و جهل الحکم فی کثیر من المسائل و الجهل بالأحکام التی لم تصل إلینا و لعل سائر الأمم کانوا یؤاخذون بالقضاء و الإعادة و اللفظ و إن کان عاما لکنه مختص بالإجماع بالموارد الخاصة...[4].

و الحدیث الثانی المشهور (بحدیث الرفع) حدیث رفع القلم، و هو الحدیث الوارد فی العدید من مصادر أهل السنة عن طریق الإمام علی(ع) و کذلک عن طریق عائشة. و من تطبیقات هذا الحدیث ما ورد عن إقدام الخلیفة الثانی بخصوص المرأة المجنونة التی ارتکبت خطأً فأراد أن یقیم علیها الحد فقام الإمام علی(ع) فذکر له نص الحدیث عن النبی(ص): (رفع القلم عن ثلاثة: الصغیر حتى یبلغ، المجنون حتى یعقل، و النائم حتى یستیقظ)[5].



[1] الکلینی، الکافی، ج 2، ص 463؛ الشیخ صدوق، التوحید، 353؛ الشیخ الصدوق، الخصال، ج 2، ص417؛ المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 2، ص 280، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[2]راجع البراءة.

[3]المنتظری، حسین علی، نهایة الأصول، تقریرات درس الأصول آیة الله بروجردی، ج 1و2، ص 583- 584، نشر تفکر، قم، الطبعة الأولى، 1415ق.

[4]یراجع بحار الأنوار، ج5، ص304.

[5] الشیخ الصدوق، الخصال، ج 1، ص 93ـ 94 ، علی أکبر غفاری، قم، 1362ش؛ الحرّ العاملى، وسائل الشیعة، ج 28، ص 24، مؤسسة آل البیت، قم، 1409ق؛ بحارالأنوار، ج 30، ص 681. "و روینا عن علی ع أنه قال قال رسول الله ص رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى یستیقظ و عن المجنون حتى یفیق و عن الطفل حتى یحتلم‏".

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257251 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113246 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49741 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...