بحث متقدم
الزيارة
5827
محدثة عن: 2011/10/16
خلاصة السؤال
ما هو حکم التعری و کشف الصدور و اللکم الشدید فی مراسم عزاء الإمام الحسین (ع)؟
السؤال
بعد السلام و تقدیم الاحترام لدی بعض الأسئلة التی أطرحها علیکم:
1-ما هو حکم التعرّی فی إقامة مراسم عزاء الإمام أبی عبد الله الحسین (ع) علماً إن المعزّین لهم حضور یختلف عن السنین الماضیة؟ الرجاء بیان مصادیق تضعیف و توهین الدین وحد التعرّی (أی إلى أی حد یمکن أن یکشف البدن دون الوقوع فی إشکال) فی مراسم العزاء.
2-ما هو حکم ضرب الصدر و لطمه حتى الاحمرار؟
3-ألا یتعارض هذا الأمر مع فعلة الإمام الحسین (ع) یوم عاشوراء حینما طلب ثوباً خلقاً لیلبسه تحت ثیابه خوفاً من أن یسلب فیبقى جسمه عاریاً بعد قتله؟ و هل بالإمکان اعتبار هذا العمل دلیلاً على عدم التعرّی و إدانةً لهذا الفعل فی العزاء؟
الجواب الإجمالي

إن ما یشاهد من فتاوى أکثر مراجع التقلید فی موضوع التعری لأجل ضرب الصدر فی مراسم عزاء الإمام الحسین یدل على إن الأمر جائز إذا کان إمام النساء الاجنبیات و لم تکن فیه مفسدة، و اما اللطم فلم نجد أحد منهم یقول بحرمته (و ضرب الصدر الشدید) بل هناک تصریح و تأکید على الاستحباب. و أما مسألة الثوب الخلق الذی طلبه الإمام (ع) فإن فی الأمر رسالة أخلاقیة أساسها حفظ العفة و عدم هتک حرمته (ع) و لیس للاستدلال على عدم جواز التعری فی إقامة مراسم عزاء الإمام الحسین (ع).

الجواب التفصيلي

۱-إن المأثور فی الروایات هو التأکید على إقامة العزاء و إظهار الحزن و البکاء على مصیبة سید الشهداء الإمام الحسین (ع) و مظلومیته، و أما فیما یتعلق بکیفیة إقامة العزاء فالأمر مرتبط بعرف کل مجتمع ولم یرد ما یحدد الطریقة أو الکیفیة التی یقام فیها العزاء و المراسم. و التعرّی حین إقامة العزاء فی بعض الأماکن تابع للعرف السائد فیها، و لیس له فضیلة أو قیمة خاصة، ولم یرد تأکید على مثل هذا الأمر، بل من الأفضل إقامة المراسم و العزاء دون إلقاء الملابس إذ کان فی المکان الذی یقام فیه العزاء فی معرض و مشاهدة النساء، فإن ترک التعری و إقامة العزاء بشکل عادی یکون هو الأفضل [1] .

و على کل حال فإن المستحصل من فتوى أکثر مراجع التقلید فی مورد کشف الصدر و تعریته یدل على جواز هذا العمل فی مراسم عزاء الإمام الحسین إذا لم یکن أمام أنظار غیر المحارم و لم تکن فیه مفسدة [2] .

و من الجدیر بالذکر إن کشف الصدور و تعریتها (کما فی المجالس الیوم) لیس فی مصادیق أضعاف الدین و توهینه، و لکن إذا تحقق التوهین فی بعض البلدان فلا یجوز فعله.

2-اللطم فی اللغة یعنی ضرب الوجه والیدین بالکف. [3] و بالنظر إلى الروایات الواردة فی باب إقامة العزاء على الإمام الحسین لم نجد أی فقیه أو مرجع من المراجع یحرم اللطم فی مراسم العزاء على الحسین أو سائر الأئمة (ع)، بل ورد تصریح و تأکید على الاستحباب [4] .

و من الطبیعی فأن جواز هذه المسألة له حدود، أولاً:أن لا یکون فی قبیل الجنایة على النفس، ثانیاً: لا یکون فیه توهین للإسلام و هتک حرمة المسلمین [5] .

3-إن مسألة (القمیص الخلق) ذکرت فی (اللهوف) فجاءت على النحو التالی:

قال الإمام الحسین (ع) لأهله: ابغوا لی ثوبا لا یرغب فیه أجعله تحت ثیابی لئلا أجرد منه‏ [6] .

و هذا العمل الصادر من الإمام یعد رسالة أخلاقیة تبتنی على ارتباط بالمسألة المتقدمة، و لم یستند منها أی فقیه کدلیل على عدم جواز کشف الصدر فی عزاء الإمام الحسین (ع).

مواضیع ذات علاقة:

السؤال15354 (الموقع:   15071الموضوع: الروایات و إقامة العزاء على الإمام الحسین (ع)).

السؤال 12165 (الموقع:12865) الموضوع: إیقاع الضرر بالبدن فی إقامة العزاء على الإمام الحسین (ع).



[1] بالاستفادة من برنامج پرسمان.

[2] الکلبایکانی، لطف الله صافی، جامع الأحکام، منشورات حضرة معصومة، قم، الطبعة الرابعة، 1417 ق؛ الخمینی، روح الله، استفتاءات، ج3، سؤالات متفرقة، س46؛ فاصل لنکرانی، محمد، جامع المسائل، ج1، س 2163 و 2165؛ بهجت، محمد تقی، توضیح المسائل، 1937م؛ (آیة الله مکارم: فی حالة وجود نساء فإن هذا الفعل حرام، وفی حال وجود الرجال ففیه إشکال أیضاً، بالاستفادة من موقعه persian.makarem.ir/estefta/index.php

[3] الفراهیدی، حلیل بن أحمد، کتاب العین، ج7، ص 433، منشورات هجرة، الطبعة الثانیة، قم، 1410 ق؛ ابن منظور، أبو الفضل، لسان العرب، ج 12، ص 543، دار الفکر للطباعة، الطبعة الثالثة، بیروت 1414 ق.

[4] جمع من المؤلفین، مجلة فقه أهل البیت(ع)، ج49، ص201، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامی، قم، الطبعة الأولى؛ التبریزی، جواد، استفتاءات جدید، ج1، ص 452، قم، الطبعة الأولى؛ لنکرانی، محمد، جامع المسائل، ج1، ص579، منشورات أمیر القلم، قم، الطبعة الحادیة عشر، وللاطلاع الأکثر على آراء مراجع التقلید راجع السؤال 12165 (الموقع: 12865).

[5]  الشیرازی، ناصر مکارم، استفتاءات جدید، ج2، ص247، منشورات مدرسة الإمام علی بن أبی طالب(ع)، قم، الطبعة الثانیة، 1427 ق.

[6] سید بن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص123، منشورات جهان، طهران، 1348 هـ ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279470 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257335 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128200 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113312 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89027 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59879 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59590 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56882 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49822 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47191 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...